- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 2 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
اسمه وكنيته ونسبه(1)
أبو الغارات، طلائع بن رزيك بن الصالح الإرمني، الملقّب بالملك الصالح.
ولادته
ولد في التاسع عشر من ربيع الأوّل ۴۹۵هـ.
سيرته وفضائله
قد جمع الله سبحانه له الدنيا والدين، فحاز على شرف الدارين، وحباه بالعلم الناجع، والإمرة العادلة، وكان من الفقهاء البارعين في العصر الفاطمي، وأديب شاعر مُجيد، كما طفحت به المعاجم.
فإذا به ذلك الوزير العادل تزدهي القاهرة بحسن سيرته، وتعيش الأُمّة المصرية بلطف شاكلته، وتزدان الدولة الفاطمية بأخذه بالتدابير اللازمة في إقامة الدولة، وسياسة الرعية، ونشر الأمن، وإدامة السلام.
ولُقّب بـ(الملك الصالح)، وقد طابق هذا اللفظ معناه كما يُنبئك عنه تاريخه المجيد، فلقد كان صالحاً بعلمه الغزير، وأدبه الرائق.
صالحاً بعدله الشامل، وورعه الموصوف، صالحاً بسياسته المرضية، وحسن مداراته مع الرعية، صالحاً بكلّ فضائله وفواضله، دينية ودنيوية، وقبل هذه كلّها تفانيه في ولاء الأئمّة المعصومين(عليهم السلام)، ونشر مآثرهم، ودفاعه عنهم بفمه وقلمه ونظمه ونثره.
وزارته للفاطميين في مصر
لمّا قتل الظافر إسماعيل صاحب مصر سير أهل القصر إلى ابن رزيك واستنجدوا به على عباس وولده على قتله، فتوّجه ابن رزيك إلى القاهرة ومعه جمع عظيم، فلمّا قربوا من البلد هرب عباس وولده وأتباعهما، ودخل ابن رزيك إلى القاهرة، وتولّى الوزارة في أيّام الفائز، واستقلّ بالأُمور، وتدبّر أحوال الدولة، حيث حكم الناس بالعدل والانصاف والمساواة، وكان جواداً فاضلاً، كثير الصدقات، حسن الآثار، ويعود الفضل في نشر مذهب الشيعة الإمامية بصعيد مصر وفي بقاع أُخرى من أنحاء البلاد إليه، وقد أظهر المذهب الإمامي حين وصل إلى الحكم، وهناك محلّة تُسمّى حارة الصالحين منسوبة إلى الصالح طلائع، وقد خربت فيما بعد على أيدي الأيوبيين الذين سعوا إلى محو كلّ آثار الشيعة في مصر.
من أقوال العلماء فيه
۱ـ قال ابن خلكان في وفيات الأعيان: (وكان فاضلاً، سمحاً في العطاء، سهلاً في اللقاء، محبّاً لأهل الفضائل، جيّد الشعر…).
۲ـ قال عماد الدين الكاتب في الخريدة: (نفق في زمانه النظم والنثر، واسترقّ بإحسانه الحمد والشكر، وقرّب الفضلاء واتّخذهم لنفسه جلساء، ورحل إليه ذوو الرجاء، وأفاض على الداني والقاصي بالعطاء، وله قصائد كثيرة مستحسنة، وله ديوان كبير وإحسان كثير).
۳ـ قال يوسف بن تغري بردي في النجوم الزاهرة: (وساس الأُمور، ولُقّب بالملك الصالح، وسار في الناس أحسن سيرة، وكان أديباً كاتباً مائلاً لمذهب الإمامية، وقد تسلّم الأمر من بعده ولده فسار على سيرته).
۴ـ قال المقريزي في الخطط: (كان شجاعاً كريماً جواداً فاضلاً، محبّاً لأهل الأدب، جيّد الشعر، رجل وقته فضلاً وعلماً وسياسةً وعقلاً وتدبيراً، وكان مهاباً في شكله، عظيماً في سطوته، وجمع أموالاً عظيمة، وكان محافظاً على الصلوات فرائضها ونوافلها).
شعره
وكان(رحمه الله) شاعراً ماهراً، له ديوان شعر، ذكر فيه مدائح ومراثي لأئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، منها قوله في مدح الإمام علي(عليه السلام):
يا راكبَ الغيِّ دَعْ عنكَ الضلالَ فهذا ** الرُشدُ بالكوفةِ الغرَّاء مَشهدُهُ
مَن رُدَّت الشمسُ من بعدِ المَغِيبِ لَهُ ** فأدركَ الفَضلُ والأمْلاكُ تشهدُهُ
ويومَ خُمٍّ وقد قالَ النبيُّ لَهُ ** بين الحُضورِ وشَالت عضدَهُ يدُهُ
مَن كنتُ مَولىً لَهُ هذا يكونُ لَهُ ** مَلىً أتاني بهِ أمرٌ يُؤكّدُهُ
مَن كان يَخذلُهُ فاللهُ يَخذُلُهُ ** أو كانَ يعضُدُهُ فالله يَعضدُهُ
من مؤلّفاته
الاعتماد في الردّ على أهل العناد، ديوان شعر.
وفاته
قُتل(رحمه الله) في التاسع عشر من شهر رمضان ۵۵۶هـ، ودُفن بالقاهرة بدار الوزارة، ثمّ نقله ولده من القاهرة إلى مشهد بُني له في القرافة الكبرى.
—————————
۱ـ اُنظر: الغدير ۴/ ۳۴۱٫
بقلم: محمد أمين نجف