- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 5 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
ومما يدل على إمامته ظهور الأعلام على أيدي سفرائه :
فمن ذلك ما رووه عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال : شككت بعد مضي أبي محمد عليه السلام ، فاجتمع عند أبي مال جزيل ، فحمله وركب في السفينة ، فخرجت معه مشيعا ، فوعك وعكا شديدا ، فقال : يا بني ردني فهو الموت ، وقال لي : اتق الله في هذا المال وأوصى إلي ومات ، فقلت في نفسي : لم يكن أبي ليوصي بشئ غير صحيح ، أحمل هذا المال إلى العراق فأكتري دارا على الشط ، فلا أخبر أحدا بشئ ، فإن وضح لي شئ كوضوحه أيام أبي محمد عليه السلام أنفذته ، وإلا أنفقته ، فقدمت العراق ، واكتريت دارا على الشط ، وبقيت أياما ، فإذا أنا برقعة مع رسول فيها : يا محمد معك كذا وكذا ، حتى نص جميع ما معي مما لم أحط به علماء ، فسلمت المال إلى الرسول وبقيت أياما لا يرفع بي رأس ، فاغتممت ، فخرج إلي : قد أقمناك مكان أبيك ، فأحمد الله.
ورروا عن أبي عبد الله الشيباني قال : أوصلت أشياء للمرزباني ، وكان فيها سوار ذهب ، فقبلت ورد علي السوار ، فأمرت بكسره فكسر ، فإذا في وسطه مثاقيل حديد ونحاس وصفر ، وأخرجت ذلك منه ، وأنفذت الذهب فقبل.
ورووا عن علي بن محمد قال : أوصل رجل من أهل السواد مالا فرد عليه ، وقيل له : أخرج حن بني عمك منه ، وهو أربعمائة درهم ، وكان الرجل في يده ضيعة لولد عمه فيها شركة قد حبسها عليهم ، فنظر ، فإذا لولد عمه في ذلك المال أربعمائة درهم ، فأخرجها وأنفذ الباقي فقبل.
ورووا عن القاسم بن العلاء قال : ولد لي عدة بنين ، فكنت أكتب وأسأل الدعاء ، فلا يكتب إلي بشئ ، فاتوا كلهم ، فلما ولد لي الحسن ابني كتبت أسال الدعاء فأجبت ، فبقي والحمد لله.
ورووا عن علي بن الحسين اليماني قال : كنت ببغداد ، فاتفقت قافلة اليمانيين ، فأردت الخروج معهم ، فكتبت ألتمس الإذن في ذلك ، فخرج : لا تخرج معهم ، فليس لك في الخروج معهم خيرة ، وأقم بالكوفة ، قال : فأقمت ، وخرجت القافلة ، فخرج عليهم حنظلة فاجتاحتهم .
قال : وكتبت أستأذن في ركوب الماء ، فلم يؤذن لي ، فسألت عن المراكب التيخرجت في تلك السنة في البحر ، فما سلم منها مركب ، خرج عليها قوم يقال لهم البوارح فقطعوا عليها.
ورووا عن الحسن بن الفضل بن يزيد الهمداني قال : كتب أبي بخطه كتابا فورد جوابه ، ثم كتب بخطي فورد جوابه ، ثم كتب بخط رجل جليل من فقهاء أصحابنا فلم يرد جوابه ، فنظرت فإذا العلة في ذلك أن الرجل تحول بين ذلك قرمطيا.
ورووا عن الحسن بن الفضل قال : وردت العراق وزرت طوس ، وعزمت أن لا أخرج إلا عن بينة من أمري ونجاح من حوائجي ، ولو احتجت أن أقيم بها حتى أتصدق ، قال : وفي خلال ذلك يضيق صدري بالمقام ، وأخاف أن يفوتني الحج ، قال : فجئت يوما إلى محمد بن أحمد أتقاضاه ، فقال لي : صر إلى مسجد كذا وكذا فإنه يلقاك رجل ، قال : فصرت إليه ، فدخل علي رجل ، فلما نظر إلي ضحك وقال : لا تغتم فإنك ستحج في هذه السنة وتنصرف إلى أهلك وولدك سالما ، فاطمأنت نفسي وسكن قلبي ، فقلت : أرى مصداق ذلك إن شاء الله .
قال ثم وردت العسكر فخرجت إلي صرة فيها دنانير وثوب ، فاغتممت وقلت في نفسي : جزائي عند القوم هذا ، واستعملت الجهل فرددتها وكتبت رقعة ، ثم ندمت بعد ذلك ندامة شديدة وقلت في نفسي : كفرت بردي على مولاي عليه السلام ، ثم كتبت رقعة أخرى أعتذر من فعلي وأبوء بالإثم وأستغفر من ذلك وأنفذتها ، وقمت أتطهر للصلاة وأنا في ذلك أفكر في نفسي وأقول : إن ردت علي الدنانير لم أحلل صرارها ولم أحدث فيها حدثا حتى أحملها إلى أبي فإنه أعلم مني فيعمل فيها بما يشاء ، فخرج إلي الرسول الذي حمل إلي الصرة وقيل له : أسأت إذ لم تعلم الرجل أنا ربما فعلنا ذلك بموالينا من غير مسألة ليتبركوا به ، وخرج إلي : أخطات في ردك برنا ، فإذا استغفرت الله فالله يغفر لك ، فأما إذا كانت عزيمتك وعقد نيتك ألا تحدث فيها حدثا ولا تنفقها في طريقك فقد صرفناها عنك ، فأما الثوب فلا بد منه لتحرم فيه .
قال : وكتبت في معنيين وأردت أن أكتب في الثالث فامتنعت منه مخافة أن يكره ذلك ، فورد جواب المعنيين والثالث الذي طويت مفسرا والحمد لله.
ورووا عن الحسن بن عبد الحميد قال : شككت في أمر حاجز بن يزيد ، فجمعت شيئا ثم صرت إلى العسكر ، فخرج إلي : ليس فينا شك ولا في من يقوم مقامنا بأمرنا قادرين ، فاردد ما معك إلى حاجز بن يزيد.
ورووا عن بدر غلام أحمد بن الحسن قال : وردت الجبل وأنا لا أقول بالإمامة ، أحبهم جملة ، إلى أن مات يزيد بن عبد الله فأوصى في علته أن يعطي الشهري السمند وسيفه ومنطقته إلى مولاه ، فخفت إن أنا لم أدفع الشهري إلى إذكوتكين نالني منه استخفاف ، فقومت الدابة والسيف والمنطقة بسبع مائة دينار في نفسي ولم أطلع عليه أحدا ، فإذا الكتاب قد ورد علي من العراق : أن وجه السبع مائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري والسيف والمنطقة.
ورووا عن أبي محمد الحسن بن عيسى العريضي قال : لما مضى أبو محمد عليه السلام ورد رجل من مصر بمال إلى مكة للناحية ، فاختلف عليه ، فقال بعض الناس : إن أبا محمد عليه السلام مضى من غير ولد والخلف من بعده جعفر ، وقال بعضهم : مضى أبو محمد عليه السلام عن ولد هو خلفه ، فبعث رجلا يكنى أبا طالب ، فورد العسكر ومعه كتاب ، فصار إلى جعفر ، فسأله عن برهان ، فقال : لا يتهيأ في هذا الوقت ، فصار إلى الباب وأنفذ الكتاب إلى أصحابنا ، فخرج إليه : آجرك الله في صاحبك فقد مات ، وأوصى بالمال الذي كان معه إلى ثقة ليعمل فيه بما يحب ، وأجيب عن كتابه.
ورووا عن الحسن بن خفيف ، عن أبيه قال : بعث حرم إلى المدينة مدينة الرسول صلى الله عليه وآله ومعهم خادمان ، فكتب إلى خفيف أن أخرج معهم ، فلما وصلوا إلى الكوفة شرب أحد الخادمين مسكرا ، فاخرجوا من الكوفة حتى ورد كتاب من العسكر : برد الخادم الذي شرب المسكر وعزله عن الخدمة.
ورووا عن محمد بن شاذان النيسابوري قال : اجتمع عندي خمسمائة درهم ينقص منه عشرون درهما ، فأنفت أن أبعث بها ناقصة ، فوزنت من عندي عشرين درهما وبعثت بها إلى الأسدي ولم أكتب مالي فيها ، فورد : وصلت خمسمائة درهم ، لك منها عشرون درهما.
ورووا عن الحسن بن محمد الأشعري قال : كان يرد إلي كتاب أبي محمد عليه السلام في الاجراء على الجنيد قاتل فارس وأبي الحسن ، فلما مضى أبو محمد عليه السلام ورد استيناف من الصاحب عليه السلام بالاجراء على أبي الحسن وصاحبيه ، ولا يرد في أمر الجنيد شئ ، فاغتممت لذلك ، فورد نعي الجنيد بعد ذلك ، فإذا قطع جاريه إنما كان لوفاته.
ورووا عن عيسى بن نصر قال : كتب علي بن زياد الصيمري يسأل كفنا ، فكتب إليه : إنك تحتاج إليه في سنة ثمانين ، وبعث إليه الكفن قبل موته ( بأيام ).
ورووا عن محمد بن هارون بن عمران الهمداني قال : كان للناحية علي خمسمائة دينار ، فضقت بها ذرعا ، ثم قلت في نفسي : لي حوانيت اشتريتها بخمسمائة دينار وثلاثين دينارا قد جعلتها للناحية بخمسمائة ، ولا والله ما نطقت بذلك ، فكتب إلي محمد بن جعفر : إقبض الحوانيت من محد بن هارون بخمسمائة دينار التي لنا عنده.
ورووا أن قوما وشوا إلى عبيد الله بن سليمان الوزير بوكلاء النواحي وقالوا : الأموال تجبى إليهم وسموا له جميعهم ، فهم بالقبض عليهم ، فخرج الأمر من السلطان : اطلبوا أين هذا الرجل فإن هذا أمر غليظ ، فقال عبيد الله بن سليمان : نقبض على من ذكر أنه من الوكلاء ، فقيل له : لا ولكن دسوا إليهم قوما لا يعرفون بالأموال فمن قبض منهم شيئا قبض عليه ، فلم يشعر الوكلاء بشئ حتى خرج إليهم : ألا تأخذوا من أحد شيئا ، وأن يمتنعوا من ذلك ويتجاهلوا بالأمر ، وهم لا يعلمون ما السبب في ذلك ، فاندس لمحمد ابن أحمد رجل لا يعرفه وخلا به ، فقال : معي مال أريد أن أصله ، فقال له محمد : غلطت أنا لا أعرف من هذا شيئا ، فلم يزل يتلطف به ومحمد يتجاهل عليه ، وبثوا الجواسيس ، فامتنع الوكلاء كلهم لما كان تقدم إليهم ، ولم يظفر بأحد منهم ، وظهرت بعد ذلك الحيلة عليهم وأنها لم تتم.
ورووا عن محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد قال : خرج النهي عن زيارة مقابر قريش والحائر على ساكنيها السلام ، ولم يعرف السبب ، فلما كان بعد أشهر دعا الوزير الباقطاني وقال له : إلق بني الفرات والبرسيين وقل لهم : لا يزورون مقابر قريش ، فقد أمر الخليفة أن يتفقد كل من زار فيقبض عليهم.
في أمثال لهذه الروايات ، إيراد جميعها يخرج عن الغرض ، وفي بعض ما ذكرناه كفاية .