- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 5 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
اسمه وكنيته ونسبه(1)
أبو يقظان، عمّار بن ياسر بن عامر، مولى بني مخزوم.
ولادته
ولد(رضي الله عنه) في مكّة المكرّمة، ولم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته.
أبواه
بعد أن اعتنق أبواه الدين الإسلامي تعرّضاً للتعذيب الشديد من قبل قريش، فصبرا عليه من أجل الإسلام، والدفاع عن النبي(صلى الله عليه وآله) حتّى نالا الشهادة، وعندما كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يرى تعذيبهم يعدهم بالجنّة بقوله: «صبراً يا آل ياسر، فإنّ موعدكم الجنّة»(۲).
صحبته
كان(رضي الله عنه) من أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله)، والإمام علي(عليه السلام).
جوانب من حياته
* كان من السابقين إلى الإسلام، وتحمّل الأذى الكثير في سبيل الله عندما كان في مكّة، شأنه في ذلك شأن الأبرار من الصحابة الذين أسلموا في بداية الدعوة السرّية.
* هاجر الهجرتين ـ إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب(عليه السلام)، وإلى المدينة المنوّرة ـ وصلّى إلى القبلتين، وبايع بيعة الرضوان.
* اشترك مع النبي(صلى الله عليه وآله) في حروبه كلّها: بدر، وأُحد، والخندق… .
* كان أحد الحاضرين في تشييع السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، والصلاة عليها ودفنها ليلاً، مع أنّها أوصت أن لا يشهد جنازتها ظالم لها.
* كان من المشاركين في توديع أبي ذر حين نُفي إلى الربذة، رغم المرسوم الصادر بالمنع من ذلك.
* كان أحد الأركان الأربعة(۳) الذين أثبتوا ولائهم للإمام علي(عليه السلام) بعد رحيل النبي(صلى الله عليه وآله)، وهم: سلمان والمقداد وأبو ذرّ وعمّار(۴).
* اشترك مع الإمام علي(عليه السلام) في حربي الجمل وصفّين، وكان فيهما من قادة الجيش.
* كان من الذين وصفهم الإمام الرضا(عليه السلام) بقوله: «الذين مضوا على منهاج نبيّهم(صلى الله عليه وآله)، ولم يغيّروا، ولم يبدّلوا مثل:… وعمّار بن ياسر… وأمثالهم رضي الله عنهم، ورحمة الله عليهم»(۵).
من أقوال النبي(صلى الله عليه آله) والإمام علي(عليه السلام) فيه
۱ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):«كلاّ، إنّ عمّاراً مُلئ إيماناً من قَرنه إلى قدمه، واختلط الإيمان بلحمه ودمه»(۶).
۲ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):«دم عمّار ولحمه حرام على النار أن تأكله أو تمسّه»(۷).
۳ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) للإمام علي(عليه السلام):«الجنّة تشتاق إليك، وإلى عمّار، وسلمان، وأبي ذر، والمقداد»(۸).
۴ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):«عمّار مع الحق، والحقّ مع عمّار يدور معه حيثما دار»(۹).
۵ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):«مَن عادى عمّاراً عاداه الله، ومَن أبغض عمّاراً أبغضه الله»(۱۰).
۶ـ قال الإمام علي(عليه السلام): «خلقت الأرض لسبعة بهم يرزقون، وبهم يمطرون، وبهم ينصرون: أبو ذرّ وسلمان والمقداد وعمّار وحُذيفة… وأنا إمامهم، وهم الذين شهدوا الصلاة على فاطمة(عليها السلام)».
قال الشيخ الصدوق: «معنى قوله: خلقت الأرض لسبعة نفر، ليس يعني من ابتدائها إلى انتهائها، وإنّما يعني بذلك أنّ الفائدة في الأرض قدّرت في ذلك الوقت لمَن شهد الصلاة على فاطمة(عليها السلام)، وهذا خلق تقدير لا خلق تكوين»(۱۱).
إيمانه
يُعدّ من القلّة القليلة التي شهد لهم الله ورسوله(صلى الله عليه وآله) وأئمّة أهل البيت(عليهم السلام) بالدرجات الرفيعة، والمراتب العالية من الإيمان.
ففي كتاب الله تعالى تُذكر ظلامته من جهة، ويوصف قلبه المؤمن بالاطمئنان من جهة ثانية، ومن جهة ثالثة يُلتمس له العذر ويصبح موقفه حكماً شرعياً، فأنزل الله عزّ وجل قوله الكريم: (إلَّا مَن أُكرِهَ وَقَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ)(۱۲)، فعندها قال النبي(صلى الله عليه وآله): «يا عمّار، إن عادوا فعُد، فقد أنزل الله عزّ وجل عُذرك، وأمرك أن تعود إن عادوا»(۱۳).
موقفه من خلافة أبي بكر
كان(رضي الله عنه) من الإثني عشر رجلاً الذين قاموا في المسجد النبوي بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله)، حينما رقى أبو بكر المنبر في أوّل جمعة له، فوعظوه وخوّفوه من الله سبحانه وتعالى، ودافعوا عن أحقّية الإمام علي(عليه السلام) بالخلافة، حيث قال: «يا أبا بكر، لا تجعل لنفسك حقّاً جعله الله عزّ وجل لغيرك، ولا تكن أوّل مَن عصى رسول الله(صلى الله عليه وآله) وخالفه في أهل بيته، وأردد الحقّ إلى أهله تخف ظهرك، وتقل وزرك، وتلقى رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو عنك راض، ثمّ يصير إلى الرحمن فيُحاسبك بعملك، ويسألك عمّا فعلت»(۱۴).
شهادته بحديث الغدير
كان(رضي الله عنه) من الصحابة الذين قاموا وشهدوا على صحّة ما نقله الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) لمّا ناشدهم قائلاً: «أنشد الله مَن حفظ ذلك من رسول الله(صلى الله عليه وآله) لما قام فأخبر به.
فقام زيد ابن أرقم، والبَراء بن عازب، وسلمان، وأبو ذر، والمقداد، وعمّار بن ياسر(رضي الله عنهم) فقالوا: نشهد لقد حفظنا قول رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه وهو يقول: أيّها الناس إنّ الله أمرني أن أنصّب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيّي وخليفتي، والذي فرض الله عزّ وجل على المؤمنين في كتابه طاعته، فقرنه بطاعته وطاعتي، فأمركم بولايتي وولايته، فإنّي راجعت ربّي عزّ وجل خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني ربّي لأبلّغنها أو ليعذّبني»(۱۵).
شعره وخطبه
كان شعره(رضي الله عنه) مرآة عاكسةً لما جال في قلبه، فترنّم بأمجاد إمامه أمير المؤمنين(عليه السلام) وفضائله، فكان يقول:
إنّي لعمّار وشيخي ياسر *** صاح كلانا مؤمن مهاجر
طلحة فيها والزبير غادر *** والحقّ في كفّ علي ظاهر(۱۶).
وقال:
سيروا إلى الأحزاب أعداء النبي *** سيروا فخير الناس أتباع علي
هذا أوان طاب سل المشرفي *** وقودنا الخيل وهزّ السمهري(۱۷).
وأمّا خطبه، فهي مثمرة بروائع من الكلمات والاحتجاجات الغلاّبة، فنادى بالناس بعد أن تمّت البيعة لعثمان بقوله: «يا معشر المسلمين، إنّا قد كنّا وما كنّا نستطيع الكلام قلّة وذلّة، فأعزّنا الله بدينه، وأكرمنا برسوله، فالحمد لله ربّ العالمين.
يا معشر قريش، إلى متى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيّكم! تحولونه ها هنا مرّة، وها هنا مرّة، وما أنا آمن أن ينزعه الله منكم ويضعه في غيركم، كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله»(۱۸).
كيفية استشهاده
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «يا عمّار، إنّك ستقاتل بعدي مع علي صنفين: الناكثين والقاسطين، ثمّ تقتلك الفئة الباغية.
قلت: يا رسول الله، أليس ذلك على رضا الله ورضاك؟ قال: نعم، على رضا الله ورضاي، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن تشربه»(۱۹).
برز(رضي الله عنه) إلى القتال في صفّين وقاتل قتال الأبطال، ثمّ دعا بشربة من ماء، فقيل له: ما معنا ماء، قام إليه رجل من الأنصار فسقاه شربة من لبن، لمّا شربه قال: «هكذا عهد إليّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن يكون آخر زادي من الدنيا شربة من اللبن»(۲۰).
ثمّ حمل على القوم فقتل منهم ثمانية عشر رجلاً، وحمل عليه ابن جَون السكوني، وأبو العادية الفزاري، فطعنه الفزاري، واحتزّ رأسه ابن جون.
استشهاده
استُشهد(رضي الله عنه) في شهر صفر ۳۷ﻫ بحرب صفّين، وصلّى على جثمانه الإمام علي(عليه السلام)، ودُفن في منطقة صفّين(۲۱).
تأبينه
حسبه(رضي الله عنه) من الإكرام والتجليل ما أبّنه به الإمام علي(عليه السلام) وتلهّف عليه، وتشوّق إليه، وأثنى عليه، حيث قال: «أين إخواني الذين ركبوا الطريق، ومضوا على الحق! أين عمّار! وأين ابن التيّهان! وأين ذو الشهادتين! ـ أي خُزيمة بن ثابت الأنصاري ـ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية»(۲۲).
ثمّ قال(عليه السلام) «إنّا لله وإنّا إليه راجعون، إن امرؤ لم يدخل عليه مصيبة من قتل عمّار فما هو من الإسلام في شيء، ثمّ قال علي: رحم الله عمّاراً يوم يُبعث، ورحم الله عمّاراً يوم يُسأل»(۲۳).
الهوامش
۱- اُنظر: معجم رجال الحديث ۱۳ /۲۸۲ رقم۸۶۶۴.
۲- الاستيعاب ۴ /۱۵۸۹ ح۲۸۲۲.
۳- الركن في اصطلاح المحدّثين هو: الصحابي الذي نافس جميع الصحابة في الفضل، والتمسّك بأهل البيت(عليهم السلام)، وواساهم ظاهراً وباطناً، ولم يوال أحداً من مخالفيهم (تنقيح المقال ۱۸ /۱۳۶).
۴- اُنظر: الاختصاص: ۶.
۵- عيون أخبار الرضا ۱ /۱۳۴ ح۱.
۶- تفسير جوامع الجامع ۲ /۳۵۰.
۷- تاريخ مدينة دمشق ۴۳ /۴۰۱.
۸- الخصال: ۳۰۳ ح۸۰.
۹- الاستغاثة ۱ /۵۴.
۱۰- مسند أحمد ۴ /۸۹.
۱۱- الخصال: ۳۶۱ ح۵۰.
۱۲- النحل: ۱۰۶.
۱۳- قرب الإسناد: ۱۲ ح۳۸.
۱۴- الخصال: ۴۶۴ ح۴.
۱۵- كتاب سُليم بن قيس: ۱۹۹.
۱۶- مناقب آل أبي طالب ۲ /۳۴۵.
۱۷- وقعة صفّين: ۱۰۱.
۱۸- السقيفة وفدك: ۹۲.
۱۹- كفاية الأثر: ۱۲۲.
۲۰- المصدر السابق: ۱۲۳.
۲۱- اُنظر: قرب الإسناد: ۱۳۸ رقم۴۸۶.
۲۲- شرح نهج البلاغة ۱۰ /۹۹ الخطبة ۱۸۳.
۲۳- كتاب الفتوح ۳ /۱۶۰.
بقلم: محمد أمين نجف