ففي الصغرى الصغرى، غاب(عليه السلام) عن أنظار عامّة الناس من زمن شهادة أبيه الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) في شهر ربيع الأوّل ۲۶۰ﻫ، إلى زمن وفاة آخر نائب خاص له في شهر شعبان ۳۲۸ﻫ، وبهذا تكون مدّة غيبته(عليه السلام) الصغرى ۶۸ عاماً.
وكان ارتباطه(عليه السلام) بشيعته في تلك المدّة بواسطة نوّابه الخاصّين، الذين ورد منه(عليه السلام) نص وتصريح في أنّهم نوابه الخاصّون وهم:
۱ـ أبو عمرو، عثمان بن سعيد العَمري(رضوان الله عليه).
۲ـ أبو جعفر، محمّد بن عثمان العَمري(رضوان الله عليه).
۳ـ أبو القاسم، حسين بن روح النوبختي(رضوان الله عليه).
۴ـ أبو الحسن، علي بن محمّد السمري(رضوان الله عليه).
وفي هذه المدّة كان النوّاب الأربعة يرونه، وربما رآه غيرهم، ويصلون إلى خدمته، وتخرج على أيديهم توقيعات منه(عليه السلام) إلى شيعته في أُمور شتّى.
وفي الغيبة الکبرى، غاب(عليه السلام) عن أنظار عامّة الناس من زمن وفاة آخر نائب خاص له في شهر شعبان ۳۲۸ﻫ، وإلى أن يشاء الله تعالى ظهوره وفرجه.
وفي هذه الفترة أمر شيعته بالرجوع إلى العلماء الفقهاء لأخذ أحكامهم الفقهية، كما جاء في أحد التوقيعات التي وصلتنا منه(عليه السلام): «أمّا الحوادثُ الواقعةُ، فارجعوا فيها إلى رواةِ الحديث؛ فإنّهم حُجّتِي عليكم، وأنا حُجّةُ الله عليهم»(۱).
وجاء في توقيعٍ آخر: «مَنَ كانَ منَ الفقهاءِ صائناً لنفسِهِ، حافظاً لدينِهِ، مُخالفاً لهواه، مُطيعاً لأمرِ مولاه، فللعوامِ أن يُقلِّدوه»(۲).
——————————–
۱- كمال الدين: ۴۸۴ ح۴٫
۲- الاحتجاج ۲/ ۲۶۳٫
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة