قال الله تعالى في سورة يونس : ( إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون )
وقال في سورة آل عمران : ( وما الله يريد ظلما للعالمين )
وقال في سورة غافر : ( وما الله يريد ظلما للعباد )
وقال في سورة الزمر : ( ولا يرضى لعباده الكفر )
وقال في سورة البقرة : ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )
وقال في سورة النحل : ( إن الله يأمر بالعدل الإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي )
روى حريز بن عبد الله ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
الناس في القدر على ثلاثة أوجه : رجل يزعم أن الله أجبر خلقه على المعاصي فهذا قد ظلم الله تعالى في حكمه فهو كافر ، ورجل يزعم أن الأمر مفوض إليهم فهذا قد وهن سلطان الله فهو كافر ، ورجل يزعم أن الله تعالى كلف العباد ما يطيقون ولم يكلفهم ما لا يطيقون ، فإذا أحسن حمد الله وإذا أساء استغفر الله فهو مسلم بالغ .
روى عباد بن صهيب : أن أبا حنيفة سأل موسى بن جعفر بن محمد ، الكاظم ( عليه السلام ) وهو شاب حدث فقال له : ممن المعاصي يا فتى ؟ فقال : يا كهل ، لا تخلو من إحدى ثلاث : إما أن تكون من الله ، أو من العباد ، أو منهما جميعا ، فإن كانت من الله فالعباد منها براء ، وإن كانت منهما جميعا فهما شريكان أحدهما أقوى من الآخر ، وليس للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف فيشاركه في المعصية ويفرده في العقوبة ، فما بقي إلا أن تكون من العباد فقام أبو حنيفة وقبل بين عينيه وقال : أنت ابن رسول الله حقا .
المصدر:معارج اليقين في أصول الدين / الشيخ محمد السبزواري