- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 6 دقیقة
- بواسطة : المشرف
- 0 تعليق
الإمام زين العابدين (عليه السلام) له مناقب وفضائل كثيرةٌ، سجَّلتها كتبُ التاريخ والسيرة، ذكر المؤلف بعضاً منها .
من مناقبه
روى الحسين بن علوان ، عن أبي علي زياد بن رستم ، عن سعيد بن كلثوم قال : كنت عند الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فمدحه بما هو أهله ، ثم قال :
( والله ما أطاق عمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الأمة غيره ، وإن كان ليعمل عمل رجل كان وجهه بين الجنة والنار يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب هذه ، ولقد أعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه الله والنجاة من النار مما كده بيده ورشح منه جبينه ، وما كان لباسه إلا الكرابيس إذا فضل شئ عن يده من كمه دعا بالجلم ( 1 ) فقصه ، وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته أحد أقرب شبها به في لباسه وفقهه من علي بن الحسين زين العابدين عليهم السلام .
ولقد دخل أبو جعفر ابنه عليه السلام عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد ، فرآه قد اصفر لونه سن السهر ، ورمصت عيناه من البكاء ، ودبرت جبهته من السجود ، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة ، فقال أبو جعفر عليه السلام : فلم أملك حين رأيته بتلك الحال من البكاء ، فبكيت رحمة له ، وإذا هو يفكر فالتفت إلي بعد هنيئة من دخولي ، فقال يا بني :
أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي عليه السلام ، فأعطيته فقرأ فيها يسيرا ثم تركها من يده تضجرا وقال : من يقوى على عبادة علي بن أبي طالب عليه السلام ( 2 ) .
وكان علي بن الحسين عليهما السلام إذا توضأ اصفر لونه فقيل له : ما هذا الذي يغشاك ، فقال : ( أتدرون من أتأهب للقيام بين يديه ؟ ) ( 3 ) .
وروي : أنه عليه السلام كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة ( 4 ) .
وعن سفيان الثوري قال : ذكر لعلي بن الحسين عليهما السلام فضله قال : ( حسبنا أن نكون من صالحي قومنا ) ( 5 ) .
وعن الزهري قال : لم أدرك أحدا من هذا البيت أفضل من علي بن الحسين عليه السلام ( 6 )
وروي أن علي بن الحسين عليهما السلام رأى يوما الحسن البصري وهو يقص عند الحجر الأسود فقال له عليه السلام : ( أترضى يا حسن نفسك للموت ؟ ) .
قال : لا .
قال : ( فعملك للحساب . ؟ ) .
قال : لا .
قال : ( فثم دار للعمل غير هذه الدار ؟ ) .
قال : لا .
قال : ( فلله في أرضه معاذ غير هذا البيت ؟ ) .
قال : لا .
قال : ( فلم تشغل الناس عن الطواف ؟ ) ( 7 ) .
وقيل له : يوما : إن الحسن البصري قال : ليس العجب ممن هلك كيف هلك وإنما العجب ممن نجا كيف نجا ، فقال عليه السلام : ( أنا أقول : ليس العجب ممن نجا كيف نجا ، وإنما العجب ممن هلك كيف هلك مع سعة رحمة الله تعالى ) ( 8 ) .
وروي عن طاووس اليماني قال : دخلت الحجر في الليل فإذا علي الحسين عليهما السلام قد دخل فقام يصلي ، فصلى ما شاء الله ثم سجد فقلت : رجل صالح من أهل بيت النبوة لأستمعن إلى دعائه ، فسمعته يقول في سجوده : ( عبيدك بفنائك ، مسكينك بفنائك ، فقيرك بفنائك ، سائلك بفنائك ) .
قال طاووس : فما دعوت بهن في كرب إلا فرج عني ( 9 ) .
وروى أحمد بن محمد الرافعي ، عن إبراهيم بن علي ، عن أبيه قال :
حججت مع علي بن الحسين عليهما السلام فالتاثت ( 10 ) الناقة عليه في مسيرها فأشار إليها بالقضيب ، ثم قال : ( آه لولا القصاص ) ورد يده عنها ( 11 )
وعنه قال : حج علي بن الحسين عليهما السلام ماشيا ، فسار عشرين يوما من المدينة إلى مكة ( 12 ) .
وروى أبو محمد الحسن بن محمد العلوي بإسناده قال : وقف على علي بن الحسين عليهما السلام رجل من أهل بيته فأسمعه وشتمه ، فلم يكلمه ، فلما انصرف قال لجلسائه : ( قد سمعتم ما قال هذا الرجل ، وأنا أحب أن تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا مني ردي عليه ) قالوا : نفعل .
فأخذ نعليه ومشى وهو يقول : ( الكاظمين الغيظ ) ( 13 ) الآية – فعلموا أنه لا يقول شيئا ، قال : فأتى منزل الرجل وصرخ به فخرج الرجل متوثبا للشر فقال علي بن الحسين عليهما السلام : ( يا أخي ، إن كنت قد قلت ما في فاستغفر الله منه ، وإن كنت قلت ما ليس في فغفر الله لك ) .
قال : فقبل الرجل بين عينيه وقال : بل قلت فيك ما ليس فيك ، وأنا أحق به .
قال الراوي للحديث : والرجل هو الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ( 14 ) .
وروى عن علي بن الحسين عليهما السلام : أنه دعا مملوكه مرتين فلم يجبه ثم أجابه في الثالثة ، فقال له : ( يا بني ، أما سمعت صوتي ؟ ) .
قال : بلى .
قال : ( فما بالك لم تجبني ) .
قال : أمنتك .
قال : ( الحمد لله الذي جعل مملوكي يأمنني ) ( 15 ) .
وكانت جارية لعلي بن الحسين عليهما السلام تسكب عليه الماء فسقط الإبريق من يدها فشجه ، فرفع رأسه إليها فقالت الجارية : إن الله تعالى يقول : ( والكاظمين الغيظ ) ( 16 ) .
فقال : ( كظمت غيظي ) .
قالت : ( والعافين عن الناس ) ( 17 ) .
قال : ( عفوت عنك ) .
قالت : ( والله يحب المحسنين ) ( 18 ) .
قال : ( إذهبي فأنت حرة لوجه الله تعالى ) ( 19 )
وروى عن محمد بن إسحاق بن يسار قال : كان بالمدينة كذا وكذا أهل بيت يأتيهم رزقهم وما يحتاجون إليه ، لا يدرون من أين يأتيهم ، فلما مات علي بن الحسين عليهما السلام فقدوا ذلك ( 20 ) .
والأخبار في هذا المعنى وفيما روي عنه من أنواع العلوم أكثر من أن تحصى ، فلنقتصر على ما ذكرناه .
الهوامش
( 1 ) الجلم : ما يقص به الثعر الصوف ، وهو كالمقص . ( أنظر : مجمع البحرين 6 : 30 ) .
( 2 ) ارشاد المفيد 2 : 142 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 149 ، كشف الغمة 2 : 85 .
( 3 ) ارشاد المفيد 2 : 142 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 148 ، كشف الغمة 2 : 86 ، الطبقات الكبرى 5 : 216 ، حلية الأولياء 3 : 133 ، مختصر تاريخ دمشق 17 : 236 ، سير أعلام النبلاء 4 : 392 ، ونقله المجلسي بحار الأنوار 46 : 73 / 61 .
( 4 ) انظر : الخصال : 517 / 4 ، ارشاد المفيد 2 : 143 ، روضة الواعظين : 198 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 149 ، كشف الغمة 2 : 86 ، سير أعلام النبلاء 4 : 392 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 46 : 2 / 674 .
( 5 ) ارشاد المفيد 2 : 143 ، روضة الواعظين : 198 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 162 ، كشف الغمة 2 : 86 ، الطبقات الكبرى 2145 ، مختصر تاريخ دمشق 17 : 235 .
( 6 ) ارشاد المفيد 2 : 144 ، الجرح والتعديل 6 : 179 ، سير أعلام النبلاء 4 : 189 .
( 7 ) المناقب لابن شهرآشوب 4 : 159 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار
78 : 153 / 17 .
( 8 ) نقله المجلي في بحار الأنوار 78 : 153 / 17 .
( 9 ) ارشاد المفيد 2 : 143 ، روضة الواعظين : 198 ، كشف الغمة : 201 ، تذكرة الخواص .
297 ، كفاية الطالب : 451 ، مختصر تاريخ دمشق 17 : 235 ، سير أعلام النبلاء 4 : 393 الفصول المهمة : 201 .
( 10 ) التاثت الناقة : أي أبطأت في سيرها . ( مجمع البحرين – لوث – 2 : 262 ) .
( 11 ) ارشاد المفيد 2 : 144 ، روضة الواعظين : 199 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 155 ، كشف الغمة 2 : 86 ، الفصول المهمة : 203 .
( 12 ) ارشاد المفيد 2 : 144 ، روضة الواعظين : 199 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 155 ، كشف الغمة 2 : 86 .
( 13 ) آل عمران 3 : 134 .
( 14 ) ارشاد المفيد 2 : 146 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 157 ، مختصر تاريخ دمشق 17 : 245 ، سير أعلام النبلاء 4 : 397 وفيها مختصرا .
( 15 ) ارشاد المفيد 2 : 147 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 157 ، كشف الغمة 2 : 87 ، مختصر تاريخ دمشق 17 : 240 .
( 16 ) آل عمران 3 : 134 .
( 17 ) آل عمران 3 : 134
( 18 ) آل عمران 3 : 134 .
( 19 ) أمالي الصدوق : 168 / 12 ، ارشاد المفيد 2 : 147 ، روضة الواعظين : 199 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 157 – 1158 كشف الغمة : 2 : 87 ، مختصر تاريخ دمشق 17 : 240 .
( 20 ) ارشاد المفيد 2 : 149 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 153 ، كشف الغمة 2 : 87 ، حلية الأولياء 3 : 136 ، تهذيب التهذيب 7 : 270 ، مختصر تاريخ دمشق 17 : 238 ، سير أعلام النبلاء 4 : 393 .
المصدر: إعلام الورى بأعلام الهدى ج1 / الشيخ الطبرسي
الخلاصة
ذكر المؤلف من مناقب الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) هي عبادته لله تعالى ، وحجّه لبيت الله الحرام ، وأخلاقه ، وحلمه مع جاريته .