- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 2 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
المولد والنشأة
ولد الاخ خضرخضر العموري في قرية مقنة بمدينة بعلبك عام(۱۹۲۸م) في لبنان.
وقد نشأ يتيماً اذ مات والده وهولا يزال في بطن إمه، وقد سمته على اسم ابيه، وكانت هذه السيدة تعتنق مذهب اهل البيت (عليهم السلام) في حين ان زوجها كان مخالفاً لهم.
طموح شيطاني!
يتحدث الاخ العموري عن حياته فيقول:
(كنت منحرفاً، وعشت زماناً على انحرافي المحدود، لأن كل شيء ينمو ببيئته، فللفكر مناخ، وللشر مناخ، وللدين والخير مناخ. كنت اصلي واصوم، ولكن بدون معرفة، بدون عقيدة، لهذا انحرفت، وبعد ان مضى على انحرافي زمان طويل، وظهر على فارقي بياض الشيب، جاءني من يقول لي: انني املك مؤهلات لو تمكنت من صقلها لأصبحت نجماً لامعاً، ومطرباً فناناً، اجمع الليرات، وأملك السيارات وتظهر صورتي على المجلات، ويجتمع عندي المعجبين والمعجبات)
هذا الحلم الذي يراوده والهدف الذي يطمح ان يصل اليه. لكنه كان في نفس الوقت يرى ان ابن خاله والذي كان على شاكلته قد تغير، هجر مجتمعات اللهو والطرب، واتجه صوب الدين، فتذكر ما كان يخبره به ابن خاله عند ما يشكو اليه ما في نفسه فيقول:
(يا بن عمتي! صحيح ان معي مال كثير، وبسط كثير، ولهوكثير، ولكن خلقي ضيق، وقلبي مهموم مقبوض…)
وسمع يوماً ان ابن خاله هذا- والذي كانت تربطه به علاقة صداقة ايضاً- قد جاء من الحج، فقرر زيارته وتهنئته، واذا به يرى انساناً اخر كساه الايمان هيبة وجلالة ومنحته العفة سماحة ولطافة، وجلسا يتحدثان حتى قال له ابن خاله واسمه الحاج احمد:
(الحمد لله الذي قد منّ علي، وتركت ما كنت عليه من لهو وطرب، وفساد وضلال، ان في الدين طريق النور والراحة، والسعادة والانشراح والاطمئنان)
ثم بدأ ينصحه ويوجهه لعله يهتدي ويترك ما هو فيه من الضلال. انقضت الزيارة، وتوجه الى احد اماكن العبث لاداء اغنية جديدة هناك وبالفعل قضى تلك الساعات، لكن وضعه كان متغير، فالصراع في ذهنه قد بدأ، الشيطان يرغبه ويغريه، والرحمان يدعوه لينجيه، وشخص الحاج احمد- ابن خاله- ماثل امامه من حيث السقم والانقباض سابقاً والاطمئنان والانشراح حالياً.
حي على خير العمل
وفيما هو سائر وهذه الافكار تنتابه، واذا بصوت المؤذن يطرق سمعه الله اكبر.. حي الفلاح، حي على خيرالعمل- وكان اليوم يوم جمعة والوقت ظهراً- فقال في نفسه:
(اي عمل سأقدم عليه، وأي عمل اقدمه في المستقبل؟!) وهكذا كان فكره يحدثه، وفي هذه الاثناء صادف الحاج احمد، فدعاه لدخول الجامع لسماع خطبة الجمعة واداء الصلاة، يقول الاخ خضر:
(وبالفعل ما أمكنني إلا اجابته بجاذبية غيراختيارية، فدخلت المسجد).
نقطة التحول
كان الخطيب يتحدث بمواعظ تأخذ بجوامع القلوب وتنقل المستمع الى عالم اخر، عالم واسع خالي من ادران الخطايا والذنوب. فاهتز لها الاخ العموري فقرر تغيير ما رسم من خطط لحياته المستقبلية، والتحول بكله من عالم اللهو والعبث الى عالم الهداية.
وبما ان ابن خاله الحاج احمد كان شيعياً وكذلك نسبة الشيعة كبيرة في بعلبك، اخذ يقارن بين مذهبه ومذهب الحاج احمد، واخذ يتردد عليه ويتحادثان في هذا الشأن.
وذات ليلة رأى فيما يرى النائم، ان سفينة جميلة تمخر عباب الماء، وحولها حمائم بيض ترفرف، وكانت متجهة صوبه، فتمنى لو تقله ويكون من ركابها، فأخذت تصفّر… فاستيقظ على صوت المؤذن.
يقول الاخ خضر العموري:
(قصدت الحاج احمد وأخبرته بالرؤيا، فقال لي: اعلن تشيعك وولايتك لإمام الحق والعدل، جاهر بولايتك لأميرالمؤمنين، وهذه هي السفينة التي أمر رسول الله بركوبها، وحصر النجاة والفوز بالصعود اليها، حيث يقول الرسول الاعظم(صلى الله عليه وآله وسلّم): اهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى).
ومنذ ذلك الحين اصبحت صلاته وعقيدته عن معرفة، لانه ذكر في البداية انها كانت غيرذلك.
صوت صادح بمدح أهل البيت (عليهم السلام)
وقد انقلب طموحه الشيطاني الى خدمة رحمانية، حيث يقول:(والان وقفت حياتي في مدح اهل الحق والعدالة الانسانية، وهم اهل بيت محمد(صلى الله عليه وآله وسلّم)، الذين هم العلامة الفارقة بين الهدى والضلال).