لقد قضى العقل والدين باحترام العظماء ، أحياءً وأمواتاً ، وتجديد الذكرى لوفاتهم وشهادتهم ، وإظهار الحُزن عليهم ، لاسِيَّما من بذل نفسه وجاهد ، حتّى قُتل لمقصد سام، وغايةٍ نبيلة ، وقد جرت على ذلك الأُمم في كلِّ عصرٍ وزمان .
فحقيق على المسلمين – بل جميع الأُمم – أن يقيموا الذكرى في كل عام للإمام الحسين ( عليه السلام ) ، فإنّه قد جمع أكرم الصفات ، وأحسن الأخلاق ، وأعظم الأفعال، وأجلَّ الفضائل والمناقب ، عِلماً وفضلاً ، وزهادةً وعبادةً ، وشجاعةً ، وسخاءً وسماحةً ، وإباءً للضيم ، ومقاومة للظُّلم ، وقد جمع إلى كَرمِ الحَسب شَرف النسب .
وقد جاهد الإمام الحسين ( عليه السلام ) لنيل أسمَى المقاصد ، وأنبل الغايات ، وقام بما لم يقُم بمثله أحد ، فبذل ( عليه السلام ) نفسه وماله وآله في سبيل إحياء الدين ، وإظهار فضائح المنافقين ، واختار المنية على الدنية ، وميتة العِزِّ على حياة الذُل ، ومصارع الكرام على اللِّئام .
وأظهر ( عليه السلام ) من عزَّة النفس والشجاعة ، والصبر والثبات ، ما بَهر به العقول ، وحيَّر الألباب ، واقتدى به ( عليه السلام ) في ذلك كل مَن جاء بعده ، ومن يمتلك مثل هذه الصفات ، فالحقُّ أنْ تقام له ( عليه السلام ) الذكرى في كلِّ عام ، وتبكي له العيون بدل الدُموع دماً .
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة