- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 2 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
السؤال:
تعدَّدت كثيراً في نهج البلاغة كلمة ( فُلان ) ، فما هو المقصود منها ؟
الجواب:
قد اختلف شُرَّاح نهج البلاغة في المقصود من كلمة ( فلان ) بين كونه عمر بن الخطاب ، أو أحد أصحاب الإمام علي ( عليه السلام ) .
ونحن نكتفي بالإشارة إلى بعض القرائن التي تظهر أن المراد منه أنه أحد أصحابه ( عليه السلام ) :
أولها :
إن سياق المتن يشير الى أنه – أي : فلان – خَلَّف الفتنة – أي : تركها خلف ظهره – ومضى والحال أن الفتنة كانت قائمة في عهد الإمام ( عليه السلام ) من خروج البُغَاة عليه في حرب الجمل وصِفِّين .
والفتنة لم تكن في عهد عُمر ، وإلا صار الكلام ذَماً له وليس مدحاً ، لأنه ترك الفتنة للمسلمين ، وأورثها لهم ، ثم رحل وتركهم في طُرُق مُتشَعِّبة ، لا يهتدي فيها الضَّال ، ولا يستَيقِنُ المهتدي .
وهذا يؤكد أن الكلام هو عن عصر الإمام ( عليه السلام ) وليس عن عصر ما قبله ، إذ انفرز الناس بين الحق والباطل ، واختار كل من المسلمين طريقة ، فمن ظلَّ فلا يمكن أن يهتدي ، وقد بغى على الحق ، والحق هو مع علي ( عليه السلام ) ، يدور معه حيثما يدور .
ثانيها :
هناك خَلْط بين المتن – وهو نهج البلاغة – ، والذي هو من كلام الإمام علي ( عليه السلام ) الذي جمعه الشريف الرضي ، وبين الهامش – الذي ليس من نهج البلاغة – ، وإنما هو للإمام الشيخ محمد عبده ، وهو رأيه ، لا رأي الشريف الرضي الذي جمع نهح البلاغة .
ثالثها :
يروي الطبري عن المغيرة بن شعبة ، أن ابنة أبي حنتمة – خالة عُمر – قالت عندما مات عمر : وا عُمَراه ، أقام الأود ، وابرأ العمد ، أمات الفتن ، وأحيا السنن ، خرج نقي الثوب ، بريئاً من العيب .
وهذا الكلام هو نفس كلام الإمام في نهج البلاغة في الكثير من ألفاظه ، وفي كل معناه .
ويروي الطبري عن صالح بن كيسان عن المغيرة بن شعبة أنه قال :
لما دفن عُمر أتيت علياً رضي الله عنه ، وانا احب أن أسمع منه في عمر رضي الله عنه شيئاً ، فخرج ينفض رأسه ولحيته ، وقد اغتسل وهو ملتحف بثوب ، لا يشك أن الأمر سيصير إليه .
فقلت : رحم الله ابن الخطاب ، لقد صدقت ابنة ابي حنتمة ، ذهب بخيرها ، ونجى من شرها .
فقال : أَمَ والله ما قالت ، ولكن قُوِّلَت .
ورواية الطبري هذه تشير إلى أن الكلام هذا كان معروفاً قبل موت عمر ، بحيث تقوله المغيرة على بنت ابي حنتمة .
وأن الإمام ( عليه السلام ) يعرف هذا الكلام ، لأنه كلامه ، ولم يُمضِه في عمر ، وإنما نفاه عن ابنة أبي حنتمة ، ولم يضف شيئاً على النفي ، كما أراد أن يسمع المغيرة بن شعبة .
رابعها :
لو تنزَّلنا وقبلنا أن الكلمة في حق عمر ، لكن أيُّ مُنصفٍ ومتدبر يقبل أن يأخذ هذا الكلام على ظاهره ، مع وجود مثل خطبة الشقشقية وغيرها ، من عشرات الخطب ، والمواقف ، والكلمات ، دون أن يفسر أن هذا الكلام صدر تقيَّة أو استمالة لِعامَّة المسلمين ، أو غير ذلك من التأويلات المُمكِنة .