- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 3 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
اسمه وكنيته ونسبه(1)
أبو الهيثم، مالك بن التيّهان بن مالك الأنصاري، المعروف بكنيته (أبو الهيثم الأنصاري).
ولادته
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلّا أنّه من أعلام القرن الأوّل الهجري.
صحبته
كان(رضي الله عنه) من أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله) والإمام علي(عليه السلام).
جوانب من حياته
* كان من النقباء الأثني عشر الذين اختارهم رسول الله(صلى الله عليه وآله) ـ ليلة العقبة الثانية بإشارة من جبرائيل(عليه السلام) ـ نقباء لأُمّته، كعدّة نقباء نبيّ الله موسى(عليه السلام)(۲).
* اشترك مع النبي(صلى الله عليه وآله) في حروبه كلّها: بدر، وأُحد، والخندق… .
* آخى رسول الله(صلّى الله عليه وآله) بينه وبين عثمان بن مظعون الجُمحي.
* كان من السابقين الأوّلين الذين رجعوا إلى الإمام علي(عليه السلام)(۳).
* كان هو وعمّار بن ياسر يأخذان البيعة للإمام علي(عليه السلام)(۴).
* اشترك مع الإمام علي(عليه السلام) في حربي الجمل وصفّين، وكان فيهما من قادة الجيش.
* كان من الذين وصفهم الإمام الرضا(عليه السلام) بقوله: «الذين مضوا على منهاج نبيّهم(صلى الله عليه وآله)، ولم يغيّروا، ولم يبدّلوا مثل:… وأبي الهيثم بن التيّهان… وأمثالهم رضي الله عنهم، ورحمة الله عليهم»(۵).
موقفه من خلافة أبي بكر
أنكر(رضي الله عنه) على أبي بكر جلوسه على عرش الخلافة، وتقدّمه على الإمام علي(عليه السلام) بقوله: «يا أبا بكر، أنا أشهد على النبي(صلى الله عليه وآله) أنّه أقام عليّاً فقالت الأنصار: ما أقامه إلّا للخلافة، وقال بعضهم: ما أقامه إلّا ليعلم الناس أنّه وليّ مَن كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) مولاه، فقال(عليه السلام): إنّ أهل بيتي نجوم أهل الأرض فقدّموهم ولا تقدّموهم»(۶).
نصرته للإمام علي(عليه السلام)
لمّا بلغ الإمام علي(عليه السلام)مسير طلحة والزبير وعائشة من مكّة إلى البصرة خطب بالناس، وقال: «وقد بايعني هذان الرجلان طلحة والزبير فيمَن بايعني، وقد نهضا إلى البصرة ليفرّقا جماعتكم، ويلقيا بأسكم بينكم… .
فقام أبو الهيثم بن التيّهان رحمه الله وقال: يا أمير المؤمنين، إن حسد قريش إيّاك على وجهين: أمّا خيارهم فحسدوك منافسة في الفضل، وارتفاعاً في الدرجة، وأمّا أشرارهم فحسدوك حسداً أحبط الله به أعمالهم، وأثقل به أوزارهم، وما رضوا أن يساووك حتّى أرادوا أن يتقدّموك، فبعدت عليهم الغاية، وأسقطهم المضمار، وكنت أحقّ قريش بقريش، نصرت نبيّهم حيّاً، وقضيت عنه الحقوق ميّتاً، والله ما بغيهم إلّا على أنفسهم، ونحن أنصارك وأعوانك، فمرنا بأمرك، ثمّ أنشأ يقول:
إنّ قوماً بغوا عليك وكادوك *** وعابوك بالأُمور القباح
ليس من عيبها جناح بعوض *** فيك حقّاً ولا كعشر جناح
أبصروا نعمة عليك من الله *** وقرماً يدق قرن النطاح
وإماماً تأوي الأُمور إليه *** ولجاماً يلين غرب الجماح
حاكماً تجمع الإمامة فيه *** هاشمياً له عراض البطاح
حسداً للذي أتاك من الله *** وعادوا إلى قلوب قراح
… فجزّاه أمير المؤمنين(عليه السلام) خيراً»(۷).
شعره في حرب الجمل
قال(رضي الله عنه) أبياتاً من الشعر يوم الجمل، منها:
«قل للزبير وقل لطلحة إنّنا *** نحن الذين شعارنا الأنصار
نحن الذين رأت قريش فعلنا *** يوم القليب أُولئك الكفّار
كنّا شعار نبيّنا ودثاره يفديه *** منّا الروح والأبصار
إنّ الوصي إمامنا ووليّنا *** برح الخفاء وباحت الأسرار»(۸).
خطبته يوم صفّين
قال نصر بن مزاحم المنقري(ت: ۲۱۲ﻫ): «وأقبل أبو الهيثم بن التيّهان، وكان من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) بدرياً نقيباً عقبياً، يسوّي صفوف أهل العراق ويقول:
يا معشر أهل العراق، إنّه ليسبينكم وبين الفتح في العاجل، والجنّة في الآجل إلّا ساعة من النهار، فأرسوا أقدامكم، وسوّوا صفوفكم، وأعيروا ربّكم جماجمكم، استعينوا بالله إلهكم، وجاهدوا عدوّ الله وعدوّكم، واقتلوهم قتلهم الله وأبادهم! واصبروا فإنّ الأرض لله يورثها مَن يشاء من عباده، والعاقبة للمتّقين»(۹).
استشهاده
استُشهد(رضي الله عنه) في شهر صفر ۳۷ﻫ بحرب صفّين، ودُفن في منطقة صفّين.
تأبينه
حسبه(رضي الله عنه) من الإكرام والتجليل ما أبّنه به الإمام علي(عليه السلام) وتلهّف عليه، وتشوّق إليه، وأثنى عليه، حيث قال: «أين إخواني الذين ركبوا الطريق، ومضوا على الحقّ! أين عمّار! وأين ابن التيّهان! وأين ذو الشهادتين ـ أي خُزيمة بن ثابت الأنصاري ـ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية»(۱۰).
الهوامش
۱- اُنظر: معجم رجال الحديث ۲۳ /۹۰ رقم۱۴۹۴۱.
۲- الخصال: ۴۹۲ ح۷۰.
۳- اُنظر: رجال الكشّي ۱ /۱۸۱ ح۷۸.
۴- اُنظر: الأمالي للطوسي: ۷۲۸ ح۱۵۳۰.
۵- عيون أخبار الرضا ۲ /۱۳۴ ح۱.
۶- الخصال: ۴۶۵ ح۴.
۷- الأمالي للمفيد: ۱۵۴ مجلس۱۹ ح۶.
۸-شرح نهج البلاغة ۱ /۱۴۳.
۹- المصدر السابق ۵ /۱۹۰.
۱۰- المصدر السابق ۱۰ /۹۹ الخطبة۱۸۳.
بقلم: محمد أمين نجف