- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 2 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
منذ اليوم الذي انفصلت الاقلية الشيعية عن الاكثرية السنية ، كانت الشيعة تقيم الاحتجاج مع مخالفيها في النظريات التي كانت تتبناها، والخاصة بها.
صحيح ان الاحتجاج ذو طرفين ، والمتخاصمان شريكان في دعواهم , ولكن الشيعة كانت تقف موقف الـهجوم ، والاخرون كانوا في موقف الدفاع ، فالذي يقف موقف الهجوم يجب ان يكون قد هيا الوسائل الكافية للمخاصمة ، ومن ثم الاقدام والهجوم .
وكـذا فـي التقدم الذي حظيت به المباحث الكلامية بصورة تدريجية ، في القرن الثاني واوائل القرن الثالث ، فقد وصل في رقيه الى القمة مع انتشار مذهب الاعتزال ، فعلما الشيعة ومحققوهم ، والذين هم تلاميذ مدرسة اهل البيت (ع )، كانوا في المقدمة من المتكلمين .
فـضـلا مـن ان متكلمي اهل السنة ، من الاشاعرة والمعتزلة وغيرهم ، يصلون في تدرجهم هذا الى الامـام الاول للشيعة ، وهو الامام علي (ع )، واما اولئك الذين عرفوا آثار الصحابة ، واطلعوا عليها، يعلمون جيدا ان من بين جميع هذه الاثار التي تنسب الى الصحابة ، (وقد دونت اسما اثنى عشر الفا) لـم نـجد اثرا واحدا يشتمل على التفكرالفلسفي وينفرد الامام علي (ع ) بخطابه وبيانه المبهر في معرفة اللّه تعالى ، بانه يتصف بالتفكيرات الفلسفية العميقة جدا.
لـم تـكـن للصحابة ولا التابعين الذين جاؤوا بعد الصحابة ، والعرب بصورة عامة في ذلك اليوم ، اية مـعـرفـة بـالـتفكر الفلسفي الحر، ولم نجد في اقوال العلما في القرنين الاولين للهجرة ، نماذج من الـتـدقـيق والتتبع ، بينما نجد الاقوال الرصينة لائمة الشيعة ، وخاصة الامام الاول والثامن ، تحتوي على كنوز من الافكار الفلسفية ، كما علمواتلاميذهم هذا اللون من التفكير.
نـعـم كـان الـعـرب بعيدين عن التفكر الفلسفي ، حتى شاهدت نموذجا منها في ترجمة بعض الكتب الـفـلـسـفية اليونانية ، المترجمة الى العربية في اوائل القرن الثاني للهجرة ، وبعدها ، ترجمت كتب مـتـعـددة فـي اوائل الـقـرن الثالث الهجري من اليونانية والسريانية وغيرها الى العربية ، وآنذاك اصـبـحـت طريقة التفكر الفلسفي في متناول ايدي العموم ، ومع هذا الوصف ، فان الكثيرين من الفقها والمتكلمين ، لم يبدوا اهتماما بالفلسفة وسائر العلوم العقلية ، والتي وردت اليهم حديثا، وان كانت هذه الـمـخـالـفـة في بداية الامر ذات اهمية ، بفضل الالتفات الخاص الذي كانت تبديه السلطة الحاكمة آنذاك لمثل هذه العلوم .
ولـكن بعد زمن تغيرت الاوضاع والاحوال ، فمنعت دراسة هذه العلوم ، والقي في البحر بعض الكتب الـفلسفية ، وما كتاب رسائل (اخوان الصفا) وهو من نتاج فكري لعديد من مؤلفين ، الا مذكر بتلك الـفـتـرة ، فـهو خير دليل على كيفية الاوضاع المضطربة في ذلك الزمن ، وبعد هذه الفترة ، اي في اوائل القرن الرابع الهجري ، ظهرت الفلسفة ونمت ، على يد (ابي نصر الفارابي).
وفـي اوائل الـقـرن الـخامس للهجرة ، واثر مساعي الفيلسوف المشهور (ابي علي سينا) اتسعت الـفلسفة اتساعا بالغا ، وفي القرن السادس ايضا، نقح الشيخ (السهروردي) فلسفة الاشراق ، وقد قـتل بهذه التهمة ، و بامر من الحاكم (صلاح الدين الايوبي ) وبعدها ارتحلت قصة الفلسفة من بين الكثيرين ، ولم ينبغ فيلسوف شهير، حتى جا القرن السابع الهجري فظهر في (الاندلس) اطراف الممالك الاسلامية ، (ابن رشد الاندلسى) وسعى في تنقيح الفلسفة .