س: لمّا ولد الإمام الجواد(عليه السلام) قال الإمام الرضا(عليه السلام) لأصحابه: «قد ولد لي شبيه موسى بن عمران فالق البحار، وشبيه عيسى بن مريم…»([۱]).
فما هو وجه الشبه بين الإمام الجواد(عليه السلام) وبين هذين النبيّين(صلى الله عليه وآله)؟
الجواب:
الظاهر أنّ الإمام الرضا(عليه السلام) يقصد بكلامه هذا ـ على فرض صحّة الرواية سنداً ـ بأنّ ولده الإمام الجواد(عليه السلام) قد شاءت المصلحة الإلهية أن لا يولد في أيّام شباب الوالد(عليه السلام)، بل ولد يوم كان عمر الإمام الرضا(عليه السلام) خمسة وأربعين سنة تقريباً، وهذا التأخير كان تمحيصاً شديداً وابتلاءً عظيماً للمؤمنين ﴿حَتَّىَ يَمِيزَ الْخبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾(۲)، بحيث إنّ البعض قد بدأ يُشكّك في مصداقية إمامة الإمام الرضا(عليه السلام) لعدم وجود عقب له، فمن هذه الجهة تشابهت قصّة ولادته(عليه السلام) بموسى(عليه السلام)، حيث إنّ بني إسرائيل يئسوا من ظهور المنقذ لهم من ظلم فرعون بسبب تأخيره، حتّى أتاهم بعد فترة من الامتحان والاختبار.
وأمّا وجه الشبه بينه وبين عيسى(صلى الله عليه وآله) فهو أنّ عيسى(عليه السلام) آتاه الله تعالى الكتاب والنبوّة وهو طفل رضيع، وتكلّم في المهد وهو صبيّ، كذلك الإمام الجواد(عليه السلام) آتاه الله الإمامة وهو طفل، وكان يكلّم الناس بكلام الحكماء والعرفاء، وهو في مرحلة الطفولة.
________________
۱ـ بحار الأنوار ۵۰/۱۵ عن عيون المعجزات.
۲ـ آل عمران: ۱۷۹.
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة