- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 8 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
المولد والنشأة
ولد عام ۱۹۶۰م في القاهرة، ونشأ في وسط عائلة ملتزمة من الناحية الدينية، واصل دراسته حتى حصل على البكلوريوس في التعاون الزراعي والدبلوم في الدراسات الاسلامية وتمهيدي ماجستير قسم الاقتصاد.
نشأته الاجتماعية:
يقول الاستاذ خالد: تربّيت في حي من أحياء القاهرة مليء بعبق التاريخ يحمل بين جنباته الأصالة والتفرّد حتى في العادات والتقاليد من بين أحياء مصر قاطبة، وهو حي السيدة زينب (سلام الله عليها)، وكنّا عندما نذهب إلى أي مكان وبلد لا نقول أننا من القاهرة بل نقول من السيدة زينب، فلا نسمع إلاّ رضي الله عنها وأرضاها وكأنها عاصمة العراقة والعادات والتقاليد.
ويوجد في منتصف هذا الحي في القلب منقطة تسمى زين العابدين، وهو حي سمّاه الناس بهذا الإسم، لأنّ به مسجد مشهد الرأس الذي نصب فيه رأس الامام زيد الشهيد ابن الامام زين العابدين فيطلقون عليه زين العابدين، ويحدّ منطقتنا من الجنوب مسجد سيدي حسن الأنور وأبيه زيد الأبلج ابن الامام الحسن ابن علي بن أبي طالب، ومن الشرق مسجد السيدة نفيسة “رضي الله عنها وأرضاها” ابنة حسن الأنور بن زيد الابلج ابن الامام الحسن، وحولها مشاهد كثيرة لآل البيت كقبر السيدة عاتكة عمة رسول الله(صلى الله عليه وآله) والسيدة رقية ابنة الامام الحسين والسيدة سكينة.
هذه هي مدينتنا التي تربيت بها عادات وتقاليد شعبية أصيلة. وأما عن عائلتي فهي عائلة عادية كأي عائلة ولكن فيها شيء روحاني.
تأثره بالوهابية:
تأثر الاستاذ خالد بالتيار الوهابي رغم الأجواء المعنوية التي عاشها في منطقته، وكان سبب ذلك قوة هذا التيار في جامعته، وكان الاستاذ خالد مولعاً بقراءة الكتب، وكان من يحيطه يشجّعه على شراء وقراءة الكتب الوهابية.
ويقول الاستاذ خالد: وفي عامين أو ثلاثة أصبح عندي مكتبة ضخمة تحتوي على الكثير من كتب الدين والفقه والاصول والتفسير والشريعة. واستمر الاستاذ خالد على هذا الوضع يستلهم من كتب الوهابية الأفكار من دون تنقيح وإعمال للعقل، وكان اعتقاده كما يصرّح به: كان ابن تيمية عندي عالماً عظيماً وكنت اعتقد في كفر من يصلي بمساجد الأولياء والاضرحة.
ولكنه بعد فترة وبعد مطالعته الجزء الأول من كتاب الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم اندهش من مقولته صراحة في كفر أهل زمانه، وقوله أن أمة الحق قد تكون واحداً، ولا شأن بالاكثرية فهي القلة.
فانتبه الاستاذ خالد أنه بحاجة إلى إعمال العقل في مطالعاته، وأنّ الاتباع الاعمى لكل ما يقرأ لا يدفعه إلى الحق، بل يجعله شخصية عمياء تتبع كل ناعق وتميل مع كل ريح.
وفي هذا الوقت وقع كتاب الايمان لابن تيمية بيده، فبادر إلى مطالعته بصورة تختلف عمّا سبق، فقرأه بتدبّر وامعان نظر وبعقلية ناقدة، فكانت النتيجة أنّه انتبه إلى الكثير من الأخطاء والشطحات في هذا الكتاب ووجده حسب قوله: مليئاً بالعبث العقائدي، ومن هنا بدأت انطلاقة الاستاذ خالد في البحث الجاد عن العقيدة الصحيحة.
ويقول الاستاذ خالد: وبالرجوع لكتب العقائد السالفة وجدت بها بعض النقاط التي لم اقتنع بها ووجدتها مرفوضة من قبل العقل جملة وتفصيلا.
بداية اهتمامه بالفكر الشيعي:
استمر الاستاذ خالد على منهجه الجديد في البحث، وجعل معظم اهتمامه بجمع موضوعات القرآن، ومن هذا المنطلق توصّل إلى نتائج جديدة تخالف ما كان عليه، ثم بدأ يعرض ما توصّل إليه على بعض علماء الوهابية، فكانوا يقولون له هذا فكر شيعي!
ويقول الاستاذ خالد: استغربت من هذه المقولات، وقلت في نفسي: كيف يرفض هؤلاء القرآن على أنّه فكر شيعي، ثم قرّرت في نفسي: وإن كان الفكر الشيعي يقوم على القرآن فمرحباً به.
وهذا مالفت انتباهي ودفعني للتعرّف على الفكر الشيعي، ومن هنا بدأت فكرة الحصول على الكتاب الشيعي راسخة في كياني ابحث عنه في كل مكان فلا أجده، ونزلت إلى منطقة الأزهر الشريف ولم أجد إلاّ كتاباً واحداً اسمه صفات المؤمنين للديلمي، وهو الذي عثرت عليه في دار المجد العربي بالأزهر، وكم سررت بهذا الكتاب واثلج صدري، فطلبت المزيد فلم أجد، ولكثرة سؤال قالوا لي أن الشيعة يأتون في معرض الكتاب، فصبرت إلى أن جاء معرض الكتاب عام ۱۹۹۴ فسألت عن مكتبات الشيعة، فوجدت فيها دار تسمى الهدف وفيها رجل يدعى صالح الورداني، فأعطاني كتاب المراجعات لشرف الدين، فقرأته قبل
انتهاء المعرض، وتعجّبت لما فيه.
وفي زيارتي مرة ثانية للمعرض تقابلت مع رجل شيعي فقال لي: إن أبا بكر وعمر اساءا التصرّف مع الرسول(صلى الله عليه وآله) واتهموه بالهجر في أثناء مرضه وبدّلوا وصيته، وصرّح لي بأنّها لا يستحقان الخلافة، فتفاجأت بكلامه ولم أرقد على أثرها ليلتين كاملتين، ثم قلت لنفسي، كيف أضل ومعي القرآن، فعقدت العزم للبحث مرة اخرى لاكون على يقين من أمري.
تعرّفه على أهل البيت (عليهم السلام) :
يقول الاستاذ خالد: ومن هذا المنطلق قرأت التفاسير لآيات الولاية وإذهاب الرجس والمودّة والحسد إلى أن قرأت سورة الأنعام فوجدت فيها أن الله تعالى بعد ذكره للأنبياء والمرسلين قال تعالى: (وَمِنْ ءَابَآئِهِمْ وَذُرِّيَّـاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاط مُّسْتَقِيم) (الأنعام: ۸۷) وهنا الأب وإن علا يوصلنا إلى نوح وآدم(عليهما السلام)، الذرية ببيان القرآن هم أولاد ابراهيم وآخرهم آل محمد (عليهم السلام) .
ثم قال تعالى: (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِى بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عُنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ ءَاتَيْنَـهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاَءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَـفِرِينَ) (الأنعام: ۸۸ ـ ۸۹)، ومعلوم أن آباء الأنبياء هم الذين اصطفاهم الله تعالى وذرياتهم كما قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحاً وَألَ إِبْرَاهِيمَ وَءَالَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةَ بَعْضُهَا مِن بَعْض وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (آل عمران: ۳۳ ـ ۳۴) ومن الطبيعي أن يكون آل محمد هم الامتداد الرسالي الذين اصطفاهم الله تعالى عى الناس بالامامة بدلا من النبوة التي ختمت برسول الله(صلى الله عليه وآله). وهذا ما أثار حسد القبائل الاخرى فانزل الله تعالى حولهم (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ ءاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَ هِيمَ الْكِتَـبَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً) (النساء: ۵۴)، ثم يقول تعالى حول آل البيت (عليهم السلام) وهم ذرية ابراهيم: (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) (الانعام: ۹۰) أي بذرية الأنبياء الذين هم آل بيت النبي.
وكما ورد في قوله تعالى: (قُل لاَّ أَسْـَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) (الانعام: ۹۰)، وهنا إثبات لا شك فيه أن المقصود من كل ما ذكرناه سالفاً هم آل بيت محمد(صلى الله عليه وآله)لقوله تعالى: (قُل لاَّ أَسْـَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى) (الشورى: ۲۳).
كما أن القرآن ينص على ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ أمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة: ۵۵).
ويضيف الاستاذ خالد: ومن هنا ايقنت بأن الحق مع أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، ثم ترسّخت عقيدة التشيع في قلبي بعدما تبيّنت لي عظمة أهل البيت (عليهم السلام) .
مرحلة الاستبصار:
يقول الاستاذ خالد: ثم قرأت كتباً شيعية هزت اعماقي ككتاب النص والاجتهاد للعلامة شرف الدين، والذي جمع فيه الكثير من اجتهادات الصحابة، وبيّن أسباب الاختلافات في الأحكام التي يظن البعض أنّها من عند الله تعالى، وما هي من عنده، ثم قرأت كتباً اخرى حتى ايقنت بأن آل بيت محمد هم أصحاب الولاية الحقة، وأن سبب تأكيد أهل السنة على السلف الصالح هو من أجل صرف الناس عن آل بيت نبيهم في كل زمان.
ومن هذا المنطلق اعلن الاستاذ خالد استبصاره وانتماءه لمذهب أهل البيت، ثم وطّن نفسه لنشر هذا المذهب وذبّ الشبهات عنه.
مؤلفاته:
(۱) “القضاء المنظر أو كشف الغطاء عن أهل السماء”: مخطوط.
وسيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين.
قال المؤلف في المقدمة: “قد كان ممّا قدّره الله تعالى على ابليس وحزبه أن يكونوا من المنظرين إلاّ عتاة الظالمين كالفراعنة ومن على طريقتهم ألاّ يكونوا من المنظرين، فيجعل الله تعالى عليهم العذاب، ونحن كمسلمين نعيش بينهما ولا يدري أكثرنا ما هو سبب إمهال الله تعالى للظالمين، وهل هو إمهال من الله، أم ترك لهم، أم نحن مخطئون ونعاقب، وتركنا الله عزوجل نموج في بعضنا البعض، فهذا الكتاب يبين هذا الأمر وهو انتظارهم ليوم الوقت المعلوم، وهو خروج امام آخر الزمان”.
يحتوي هذا الكتاب على عدة مواضيع منها: الدعوة للنظر والتأمل، السبيل مقطوع أمام اعداء الرسول والأئمة، أولا: ابليس وبعضه من حزبه منظرين، ثانياً: الأمم الغير منظرة من حزب ابليس، هل ينظرون إلاّ تأويله وهو قيام قائم آل محمد.
(۲) “الفتن، ما ظهر منها وما بطن”.
وهو كتاب يبحث حول الدجال وكيفية محاربته لآل محمد(صلى الله عليه وآله).
(۳) “توحيد أمير المؤمنين”.
وهو كتاب اثبت فيه المؤلف من كتاب نهج البلاغة التوحيد عند أمير المؤمنين.
(۴) “الدين القيم” مخطوط.
وهو كتاب يبحث حول كل جزئية في العقيدة من خلال القرآن.
(۵) “تفسير القرآن” مخطوط.
وقد بين المؤلّف في هذا الكتاب أن كل ما قاله آل البيت من غرائب التفسير ما هي إلاّ بيان للقرآن بالقرآن، وقد اثبت من خلال الآيات القرآنية أحقية آل البيت بالامامة.
وقفة مع كتابه: “القضاء المُنظر”
يتناول الكاتب في كتابه هذا قضية عقائدية تخطر في بال معظم الناس وهي لماذا تكون السيطرة والغلبة لدول الظلم في هذه الدنيا؟ ولماذا لا تنتقم يد العدل الإلهية من الظالمين ـ خصوصاً مع انتهاكهم الحرمات وقتلهم الأنبياء والأئمة ـ ولم لا تقضي عليهم لتشفي غيظ قلوب المؤمنين والمستضعفين والمعذبين، ثم ما هي فلسفة إنظار الشيطان إلى يوم يبعثون، وهو الذي أغوى آدم أبو البشر، وأخرجه من الجنة، وأقسم على غوايه أبناءه؟ ثم لماذا يُنظر بعض حزبه معه إلى يوم القيامة؟ وهل انه هناك انتقام من الظالمين في هذه الدنيا قبل الآخرة؟ وإذا كان فكيف سيكون؟ هل سيكون على يد الامام صاحب الزمان عجل الله فرجه؟
هذه بعض الاسئلة التي يدور حولها هذا البحث الذي فيه جانب من العدل الالهي، وجانب من التخطيط الرباني لهذه الخليقة، كما انه يمس في بعض جوانبه المعاد والحشر والنفخ في الصور، وعقيدة الرجعة وعقيدة الامام المنتظر وغيبته ثم ظهوره وحروبه أو حروب آخر الزمان، وخاصة معركة الهرمجدون كما يسميها أهل الكتاب والتي يرى الكاتب أنه قد اشير إليها في سورة المرسلات من القرآن الكريم.
هذا وقد اعتمد الكاتب في بحثه للاجابة عن التساؤلات المتقدّمة على آيات القرآن الكريم، فكان بحثه قرآنياً يربط فيه بين الآيات ليستنبط منه المعاني والأفكار التي ترتبط بالبحث، ويصل بها إلى النتائج المطلوبة التي كان فيها بعض الجدة، كما لم يخل اسلوب البحث عن ابتكار في الربط وظرافة في الاستنباط.
القضاء المُنظر:
يقصد الكاتب من كلمة “المُنظر” بمعنى “المؤجل”، فهو يبحث في القضاء المؤجّل على إبليس وحزبه كما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِى إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ) (الحجر: ۳۶ ـ ۳۷)، وكذلك قوله تعالى: (كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِى قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ * لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الاَْلِيمَ * فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ * فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ * أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ) (الشعراء: ۲۰۰ ـ ۲۰۴)، ويستدل الكاتب بهذه الآيات وغيرها على أن بعض الكافرين منظرون إلى يوم الفتح الذي يشير إليه قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِيمَانُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ * فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ) (السجدة: ۲۸ ـ ۳۰)، وهذا الفتح يكون على يد قائم آل محمد سلام الله عليهم وعجل الله فرجه الشريف وهو امام آخر الزمان الذي يسلّطه الله على الظالمين بسيف النقمة فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً.
وتدل الآيات القرآنية والروايات عن أهل البيت (عليهم السلام) انه لا ينتقم فقط من ظالمي آخر الزمان فقط، بل انه ينتقم من ظالمي الزمان المتقدم الذين يرجعون إلى الحياة الدنيا بقدرة الله تعالى للانتقام منهم في هذه الدنيا قبل الآخرة، وهكذا شاءت العدالة الالهية أن تتحقق العدالة ويُنتقم من الظالمين في الدنيا وفقاً لحكمته تعالى في تدبير الكون والخلق.
الهرمجدون وسورة المرسلات:
يسمي أهل الكتاب معركة آخر الزمان بـ (معركة الهرمجدون)، وفقاً لما ورد في كتبهم، وهي معركة مصيرية تكون بين المسلمين والغرب، وقد كثر الحديث عنها أخيراً في الكتب ووسائل الاعلام الغربية، ويرى الكاتب ان في سورة المرسلات إشارات إلى هذه المعركة الفاصلة التي يساند الله فيها المسلمين برسله من الملائكة، وكذلك رسله من الإنس إشارة إلى ما ورد في الروايات من نزول عيسى (عليه السلام) في آخر الزمان ونصرته للإمام المهدي (عليه السلام) .
يقول الله سبحانه وتعالى: (وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ * لاَِىِّ يَوْم أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ * وَ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ ) (المرسلات: ۱۱ ـ ۱۴)، وكذلك قوله تعالى: (انطَلِقُواْ إِلَى ظِلّ ذِى ثَلَاثِ شُعَب * لاَّ ظَلِيل وَ لاَ يُغْنِى مِنَ اللَّهَبِ * إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَر كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ ) (المرسلات: ۳۰ ـ ۳۳).
والظاهر ان هذه الأوصاف هي ليوم القيامة، لكن يرى الكاتب أنها يمكن ان تشير إلى ملاحم آخر الزمان في الدنيا قبل الآخرة، ويورد القرائن والادلة على ذلك من آيات اخرى من القرآن الكريم.
الحشر والنفخ في الصور:
يتحدث الكاتب مستدلا بآيات القرآن الكريم عن الحشر وتتابع مراحله وكيفيتها، كما يتحدث عن النفخ في الصور بنفخة الصعق ونفخة البعث، ويتحدث أيضاً عن نفخ الروح والحياة في الانسان ويقارن بينها، ويوضّح صفاتها وكيفية انتقام الله سبحانه وتعالى من الظالمين يوم القيامة، كما يتحدث عن آجال الأمم والأفراد التي لا تتقدم ولا تتأخر، ويبين أيضاً أسباب نزول العذاب على الأمم التي يأخذها بظلمها ومعاصيها واعراضها عن ذكر الله.
وهو في خلال ذلك كله يوضح مكانة آل بيت محمد (عليهم السلام) وتكريم الله سبحانه وتعالى لهم، ويبين عملهم ويوضّح حقوقهم ومزاياهم، وكيفية تضييع الأمة لهم وخسارتها في جهلها بهم وبمقامهم بل ومحاربة طغاة الأمة وعصاتها لهم والتنكيل بهم وتشريدهم.
كما يوضّح فساد المناهج البديلة التي اتبعها بعض المسلمين بعيداً عن أهل البيت وعن ارشاداتهم التي هي حق المحض، وما بعد الحق إلاّ الضلال، لانه سيكون بعيداً عن التمسك بالثقلين معاً أما التمسك ظاهراً باحدهما وترك الآخر، فما هو إلاّ ترك لهما معاً وان كان الناس لا يعلمون.