روي عن عبد الرحمن بن عبد الزُّهري قال : حجّ هشام بن عبد الملك ، فدخل المسجد الحرام متكياً على يد سالم مولاه ، ومحمد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام جالس في المسجد فقال له سالم : يا أمير المؤمنين ! هذا محمد بن علي بن الحسين.
فقال له هشام : المفتون به أهل العراق ؟
قال : نعم.
قال : إذهب إليه فقل له : يقول لك أمير المؤمنين : ما الذي يأكل الناس ويشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة ؟
فقال أبو جعفر عليه السلام : يحشر الناس على مثل قرصة البر النقي ، فيها أنهار متفجّرة يأكلون ويشربون حتى يفرغ من الحساب.
قال : فرأى هشام أنّه قد ظفر به ، فقال : الله أكبر إذهب إليه فقل له : ما أشغلهم عن الاَكل والشرب يومئذٍ ؟ !
فقال له أبو جعفر عليه السلام : فهم في النار أشغل ، ولم يشغلوا عن أن قالوا: ( أفِيضُوا عَلَينا مِنَ الماءِ أو مِمّا رَزَقَكُمُ اللهُ ) (۲).
فسكت هشام لا يرجع كلاماً (۳).
—————————————–
(۱) هو : هشام بن عبد الملك بن مروان الاَموي من أشد الناس عداوة لاَهل البيت : وليّ الخلافة بعد أخيه يزيد بن عبد الملك سنة ۱۰۵ هـ وكانت ولايته تسع عشرة سنة وسبعة أشهر، توفّي بالرصافة من أرض قنسرين سنة ۱۲۵ هـ ، وله ثلاث وخمسون سنة. الملل والنحل للشهرستاني : ص ۲۷۹٫
(۲) سورة الاَعراف : الآية ۵۰٫
(۳) الاِرشاد للمفيد : ص ۲۶۴ ـ ۲۶۵ ، الروضة من الكافي للكليني : ج ۸ ص ۱۲۱ ـ ۱۲۲ ح ۹۳ ، الاِحتجاج للطبرسي : ج ۲ ص ۳۲۳ ـ ۳۲۴ ، المناقب لابن شهرأشوب : ج ۴ ص ۱۹۸ ، بحار الاَنوار : ج ۷ ص ۱۰۵ ـ ۱۰۶ ح ۲۱٫.
المصدر: أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه / محمد بن اسحاق الفاكهي المكي ج 2