- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 7 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
- عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن محمّد بن حُمران قال: حدّثنا زرارة قال:
قال: أبو جعفر عليه السّلام: حدِّثْ عن بني إسرائيلَ ـ يا زرارةُ ـ ولا حَرَج. فقلت: جُعِلتُ فداك، إنّ في حديث الشيعة ما هو أعجب من أحاديثهم، قال: وأيّ شيءٍ هو يا زرارة ؟
قال زرارة: فاخلتس في قلبي، فمكثتُ ساعةً لا أذكر ما أريد! قال عليه السّلام: لعلّك تريد التقيّة ؟! قلت: نعم، قال: صدّقْ بها؛ فإنّها حقّ. ( بصائر الدرجات للصفّار القمّي 240/ح 19 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 237:2 / ح 28 ).
- ونقل الإربلي عن ( دلائل ) الحميري، عن مالك الجهني قال:
كنتُ قاعداً عند أبي جعفر ( الباقر ) عليه السّلام فنظرتُ إليه وجعلتُ أفكّر في نفسي وأقول: لقد عظّمك اللهُ وكرّمك، وجعلك حُجّةً على خَلْقه. فالتفَتَ إليّ وقال: يا مالك، الأمر أعظم ممّا تذهب إليه. ( كشف الغمّة للإربليّ 350:2 ).
- وعن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السّلام قال لرجلٍ من أهل خراسان: كيف أبوك ؟ قال: صالح، قال: قد مات أبوك بعدما خرجتَ حيث سِرْتَ إلى جُرجان. ثمّ قال له: كيف أخوك ؟ قال: تركته صالحاً، قال: قد قتله جارٌ له يقال له « صالح » يوم كذا في ساعة كذا.
فبكى الرجل وقال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون ممّا أُصِبت! فقال أبوجعفر عليه السّلام: اسكنْ؛ فقد صارا إلى الجنّة، والجنّة خيرٌ لهما ممّا كانا فيه. فقال الرجل: إنّي خلّفتُ ابني وَجِعاً شديد الوجع، ولم تسألني عنه ؟! قال: قد بَرِئ، وقد زوّجه عمُّه ابنتَه وأنت تَقْدِم عليه وقد وُلِد له غلام واسمه « عليّ » وهو لنا شيعة، وأمّا ابنك فليس لنا شيعة بل هو لنا عدوّ! ( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 192:4، الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 595:2 / ح 6. الثاقب في المناقب لابن حمزة 382 / ح 4. الهداية الكبرى للحضيني 52 ـ من المخطوطة ).
- عن صفوان بن يحيى، عن حمزة بن الطيّار، عن أبيه محمّد قال: جئتُ إلى باب أبي جعفر عليه السّلام أستأذن عليه فلم يأذن لي، وأذِن لغيري، فرجعتُ منزلي وأنا مغموم، فطرحتُ نفسي على سريري في الدار وذهب عنّي النوم، فجعلت أفكّر وأقول: أليس المرجئة تقول كذا، والقَدَريّة تقول كذا، والحَروريّة تقول كذا، والزيدية تقول كذا ؟! فنُفنّد عليهم قولَهم!
وأنا أفكّر في هذا.. حتّى نادى المنادي فإذا بالباب يُدَقّ، فقلت: مَن هذا ؟ فقال: رسولٌ لأبي جعفر عليه السّلام، يقول لك أبو جعفر عليه السّلام: أجِبْ. فأخذتُ ثيابي ومضيتُ معه.. فدخلتُ عليه، فلمّا رآني قال: يا محمّد! لا إلى المرجئة ولا إلى القَدَريّة ولا إلى الحَروريّة ولا إلى الزيديّة، ولكن إلينا، إنّما حجبتُك لكذا وكذا.
فقَبِلتُ وقلتُ به. ( رجال الكشّي أو اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي 348 / الرقم 649 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 271:46 / ح 74 ، 75، وعوالم العلوم للشيخ عبدالله البحراني 125:19 / ح 7. وأورده الإربلي في كشف الغمّة 139:2 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 59:3 / ح 67 ).
- وفي حديث الحلبيّ: أنّه دخل أُناسٌ على أبي جعفر عليه السّلام، وسألوا علامةً ( أي علامة إمامته )، فأخبرهم بأسمائهم، وأخبرهم عمّا أرادوا يسألونه عنه، وقال:
أردتم أن تسألوا عن هذه الآية من كتاب الله: كشجرةٍ طيّبةٍ أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماءِ تُؤتي أُكُلَها كلَّ حِينٍ بإذنِ ربِّها ، قالوا: صدقت، هذه الآية أردنا أن نسألك عنها. قال: نحن الشجرة التي قال الله تعالى: « أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماء »، ونحن نُعطي شيعتَنا ما نشاء مِن أمرِ علمنا. ( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 193:4 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 266:46 / ح 15. وروى الخبرَ هذا أيضاً: الحضينيّ في الهداية الكبرى عن أبي عبدالله الصادق عليه السّلام في حديثٍ.. أنّ جماعةً كثيرين من الشيعة دخلوا على أبي جعفر ( الباقر ) عليه السّلام فقالوا له: الإمام يعرف شيعتَه ؟ قال: نعم. قالوا: فنحن شيعة ؟ قال: نعم كلُّكم، فقالوا: ما علامة ذلك ؟ قال: أُخبركم بأسمائكم وأسماء آبائكم وأُمهاتكم وقبائلكم وعشائركم. قالوا: أخْبِرْنا.
فأخبرهم بجميع ذلك، فقالوا: صدقتَ والله، فقال: وأُخبركم بما أردتم أن تسألوني. ثمّ أخبرهم به وبجوابه. وعن الهداية الكبرى: إثبات الهداة للحرّ العامليّ 63:3 / ح 77، والآية في سورة إبراهيم: 24 ، 25. كما روى الخبرَ أيضاً: السيّد محمّد علي الشاه عبدالعظيميّ في الغرفة ص 139 عن الثعلبيّ ).
- وعن عيسى بن عبدالرحمان عن أبيه قال: دخل ابن عكاشة بن محصن الأسديّ على أبي جعفر الباقر عليه، وكان أبو عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام قائماً عنده… فقال لأبي جعفر عليه السّلام: لأي شيءٍ لا تُزوِّج أبا عبدالله؛ فقد أدرك التزويج! وكان عليه السّلام بين يديه صرّة مختومة، فقال: أما إنّه سيجيء نَخّاس من أهل بربر فينزل دار ميمون، فنشتري له بهذه الصرّة جارية.
قال: فأتى لذلك ما أتى.. فدخلنا يوماً على أبي جعفر عليه السّلام فقال: ألا أُخبركم عن النخّاس الذي ذكرتُه لكم؟ قد قَدِم، فاذهبوا فاشتروا له بهذه الصرّة منه جارية. قال: فأتينا النخّاس فقال: قد بِعتُ ما كان عندي إلاّ جاريتينِ مريضتين، إحداهما أمثلُ من الأخرى. قلنا: فأخرِجْهما حتّى ننظر إليهما. فأخرجهما، فقلنا: بِكَم تبيعنا هذه المتماثلة ؟ قال بسبعين ديناراً. قلنا: أحسِنْ. قال: لا أُنقص مِن سبعين ديناراً. قلنا: نشتريها منك بهذه الصرّةِ ما بلَغَتْ! ولا ندري ما فيها. وكان عنده رجلٌ أبيضُ الرأس واللحية، قال: فُكُّوا وزِنُوا. فقال النخّاس: لا تفكّوا؛ فإنّها إن نقصت حبّة من السبعين ديناراً لم أُبايعكم. فقال الشيخ: أُدنوا، فدَنَونا وففَكَكْنا الخاتم، ووزنّا الدنانير، فإذا هي سبعون ديناراً لا تَزيد ولا تنقص!
فأخذنا الجارية.. فأدخَلْناها على أبي جعفر عليه السّلام، وجعفر عليه السّلام قائمٌ عنده، فأخبَرْنا أبا جعفرٍ عليه السّلام بما كان، فحَمِد اللهَ وأثنى عليه ثمّ قال لها: ما اسمكِ ؟ قالت: حميدة، قال عليه السّلام: حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة، أخبِريني عنكِ أبِكْرٌ أنتِ أم ثيّب ؟ قالت: بِكر، قال: وكيف ولا يقع في أيدي النخّاسين شيء إلاّ أفسدوه ؟! فقالت: كان يَجيئُني فيقعد منّي مقعد الرجل من المرأة، فيسلّط اللهُ عليه رجلاً أبيضَ الرأس واللحية، فلا يزال يلطمه حتّى يقوم عنّي.. ففعل بي مراراً، وفعل الشيخ به مراراً.
فقال: يا جعفر، خُذْها إليك.
فوَلَدتْ له خيرَ أهل الأرض، موسى بنَ جعفرٍ عليه السّلام. ( الكافي للشيخ الكليني 476:1 / ح 1. دلائل الإمامة للطبري الإمامي 148 ـ 149. كشف الغمّة للإربلي 145:2 ـ 146. الهداية الكبرى للحضيني 50 ـ من المخطوطة. وعن الكافي: إثبات الهداة للحرّ العاملي 41:3 / ح 9 ).
- وعن الحسن بن مختار، عن أبي بصير قال: كنتُ أُقرِئ امرأةً القرآنَ وأُعلِّمُها إياه.. فمازحتها بشيء، فلمّا قَدِمتُ على أبي جعفر عليه السّلام قال لي: يا أبا بصير! أيَّ شيءٍ قلت للمرأة ؟!
فقلت بيدي هكذا ـ يعني غطّيتُ وجهي ـ فقال: لا تعودنّ إليها.
وفي رواية حفص بن البختريّ أنّه عليه السّلام قال لأبي بصير: أبلِغْها السّلام فقل: أبو جعفر يُقرِئكِ السلامَ ويقول: زوِّجي نفسَكِ من أبي بصير. قال أبو بصير: فأتيتُها فأخبرتُها، فقالت: الله! لقد قال لك أبو جعفر هذا ؟! فحلفتُ لها، فزوّجتْ نفسَها منّي. ( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 182:4 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 258:46 / ح 59 ، وعوالم العلوم والمعارف للشيخ عبدالله البحراني 120:19 / ح 3 ).
- وروى الحضينيّ بإسناده عن ميسَّر بيّاع الثياب الزطيّة قال:
قمتُ على باب أبي جعفر ( الباقر ) عليه السّلام فطرقته، فخرجتْ إليّ جارية خماسيّة، فوضعتُ يدي على رأسها وقلت لها: قولي لمولاكِ هذا مُيسَّر بالباب.
فناداني مِن أقصى الدار: أُدخلْ لا أباً لك!
ثمّ قال: أما ـ واللهِ ـ يا ميسَّر، لو كانت هذه الجدران تحجب أبصارَنا عمّا تحجب عنه أبصارَكم، لكنّا نحن وأنتم سواء.
فقلت: واللهِ ما أردت إلاّ لأزداد بذلك إيماناً.
( الهداية الكبرى للحضيني ص 51 ـ من المخطوطة ).
- وعن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن عبدالله، عن موسى بن بكير، عن عبدالله بن عطاء المكّي قال:
اشتقتُ إلى أبي جعفر ( الباقر ) عليه السّلام وأنا بمكّة، فقدمتُ المدينة ـ وما قدِمتُها إلاّ شوقاً إليه ـ فأصابني تلك الليلة مطر وبردٌ شديد، فانتهيتُ إلى بابه نصفَ الليل، فقلت: ما أطرقه هذه الساعة، وأنتظر حتّى أُصبح.. فإنّي لأُفكّر في ذلك إذْ سمعته يقول: يا جارية، افتحي الباب لابن عطاء؛ فقد أصابه في هذه الليلة بردٌ وأذى.
قال ابن عطاء: فجاءت وفتحت الباب، فدخلت عليه (عليه السّلام ).
( بصائر الدرجات للصفّار القمّي 252 / ح 7، وص 257 / ح 1 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 47:3 / ح 23. وروى الخبرَ هذا أيضاً: الإربلي في كشف الغمّة 139:2، وابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 188:4 ).
- وعن أبي حمزة الثُّمالي قال: كنتُ مع أبي جعفر عليه السّلام ومعنا سليمان بن خالد، إلى حائط ( أي بستان ) من حيطان المدينة.. فما سرنا إلاّ قليلاً حتّى قال: الساعةَ يستقبلُنا رجلانِ قد سرقا سرقةً وأضمرا عليها. فما سرنا إلاّ قليلاً حتّى استقبلَنا الرجلان، فقال أبو جعفر عليه السّلام لغلمانه: عليكم بالسارقَين. فأُخِذا، حتّى أُتيَ بهما إلى بين يديه، فقال لهما: أسَرقتُما ؟! فحَلَفا بالله: ما سَرَقْنا! فقال أبو جعفر عليه السّلام: واللهِ لئن لم تُخرِجا ما سرقتُما لأبعثنّ إلى الموضع الذي وضعتما فيه سرقتَكما، ولأبعثنّ إلى صاحبكما الذي سرقتما منه. فأبيا أن يردّا الذي سرقاه.
فقال أبو جعفر عليه السّلام لغلمانه: أوثقوهما، وانطلقْ أنت يا سليمان إلى ذلك الجبل ـ وأشار بيده إلى ناحيةٍ منه ـ فاصعدْ أنت وهؤلاء الغلمان معك؛ فإنّ في قُلّة الجبل كهفاً، فاستخرِجوا ما فيه وائتوني به. قال سليمان: فانطلقتُ إلى الجبل.. وصعدتُ إلى الكهف فاستخرجنا منه عيبتين محشوّتين، حتّى دخلتُ بهما على أبي جعفر عليه السّلام، فقال يا سليمان، لترى غداً العجبَ.
فلمّا أصبحنا أخذ أبو جعفر عليه السّلام بأيدينا ودخلنا معه إلى والي المدينة، وقد جاء المسروق منه برجالٍ بُرآء، فقال: هؤلاء سرقوا. فأراد الوالي أن يعاقب القوم، فقال أبو جعفر عليه السّلام ابتداءً منه: إنّ هؤلاء ليسوا سرّاقة، إنّ السارقَينِ عندي. فقال للرجل: ما ذهَبَ منك ؟
قال: عَيبةٌ فيها « كذا وكذا ». فأتى بها، ثمّ قال للوالي: إن ادّعى فوق هذا فهو كاذب مبطل، وعندي عيبة أخرى لرجلٍ آخر، وهو يأتيك إلى أيّام، وهو من أهل بربر، فإذا أتاك فأرشِدْه إليّ، وأمّا هذان السارقان فإنّي لستُ ببارحٍ حتّى تقطعَهما.
فأُتيَ بهما، فقال أحدهما: تقطعُنا ولم نُقرَّ على أنفسنا ؟! فقال الوالي: ويلكما! يشهد عليكما مَن لو شَهِد على أهل المدينة لأجزتُ شهادته. فلمّا قطعهما قال أحدهما: يا أبا جعفر، لقد شهدتَ بحقّ، وما يسرُّني أنّ الله أجرى توبتي على يد غيرك، وأنّ لي بناءً خارج المدينة، وإنّي لأعلمُ أنّكم أهلُ بيتِ النبوّة ومَعدِن العلم. فرَقّ له أبو جعفر عليه السّلام وقال: أنت على خير، وإلى خير. ثمّ التفتَ إلى الوالي وإلى جماعةٍ من الناس فقال: واللهِ لقد سبقَ يدُه بدنَه إلى الجنّة بعشرين سنة.
فقال سليمان بن خالد لأبي حمزة الثمالي: يا أبا حمزة، ورأيتَ دلالةً أعجبَ من هذه ؟ّ! فقال أبو جعفر عليه السّلام: يا سليمان، العجب في العيبة الأخرى. فوَاللهِ ما لبثنا إلاّ ثلاثةً حتّى أتى البربريّ إلى الوالي فأخبره بقصّة عيبته، فأرشده الوالي إلى أبي جعفر عليه السّلام، فأتاه.. فقال له أبو جعفر: ألا أُخبرك بما في عيبتك قبل أن تُخبرني بما فيها! فقال له البربريّ: إن أنت أخبرتَني بما فيها علمتُ أنّك إمام فرَضَ الله طاعتك. فقال عليه السّلام: فيها ألفُ دينار لك وألف دينار لغيرك، ومن الثياب « كذا وكذا ». قال: فما اسم الرجل الذي له ألف دينار ؟ قال: محمّد بن عبدالرحمان، وهو على الباب ينتظر يراني أُخبر بالحقّ. فقال البربريّ: آمنتُ بالله وحدَه لا شريك له، وبمحمدٍ صلّى الله عليه وآله رسوله، وأشهدُ أنّكم أهل بيت الرحمةِ الذين أذهب الله عنكم الرجسَ وطهّركم تطهيراً. فقال أبو جعفر عليه السّلام: لقد هُدِيت، فخُذْ واشكرْ.
قال سليمان: حججتُ بعد ذلك بعشر سنين، فكنتُ أرى الأقطعَ مِن أصحاب أبي جعفر. ( الثاقب في المناقب لابن حمزة 384 / ح 7. وروى قريباً منه: قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح 276:1 ح 8، والشيخ الطوسي في اختيار معرفة الرجال 356 / الرقم 664، والإربلي في كشف الغمة 144:2، وابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 185:4 ، 186 ).
- وعن محمّد بن زَنْجَويه، عن عبدالله بن الحكم، عن عبدالله بن إبراهيم الجعفري في حديث طويل.. قال:
فقال إسماعيل بن عبدالله بن جعفر لأبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام: أَنشدُك الله، هل تذكر يوماً أتيتُ أباك محمّد بن عليّ عليهما السّلام وعلَيّ حُلّتان صفراوان، فأدام النظرَ إليّ ثمّ بكى، فقلتُ له: ما يُبكيك ؟
فقال لي: يُبكيني أنّك تُقتَل عند كِبَر سنّك ضَياعاً، لا ينتطح في دمك عنزان. قال: فقلت: متّى ذاك ؟ فقال: إذا دُعيتَ إلى الباطل فأبيتَه، وإذا نظرتَ إلى أحولَ مشؤومِ قومه ينتمي من آل الحسن على منبر رسول الله صلّى الله عليه وآله، يدعو إلى نفسه، قد تَسمّى بغير اسمه، فأحدِثْ عهدَك واكتبْ وصيّتك؛ فإنّك مقتول من يومك أو مِن غد!
فقال له أبو عبدالله عليه السّلام: نعم، وهذا ـ وربِّ الكعبةِ ـ لا يصوم من شهر رمضانَ إلاّ أقلَّه، فأستودعك اللهَ يا أبا الحسن، وأعظَمَ اللهُ أجرَنا فيك، وأحسنَ الخلافةَ على مَن خلّفت، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
قال: ثمّ احتمل إسماعيل وردّ جعفر إلى الحبس، قال: فوَاللهِ ما أمسينا حتّى دخل عليه بنو أخيه بنو معاوية بن عبدالله بن جعفر فتوطّأوه حتّى قتلوه، وبعث محمّد بن عبدالله إلى جعفر فخلّى سبيلَه. ( الكافي للكليني 364:1 / ح 17 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 285:47 ـ 286 ).