- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 5 دقیقة
- بواسطة : المشرف
- 0 تعليق
ولم يدان الإمام الحسين ( ع ) أحد في فضله وعلمه فقد فاق غيره بملكاته ومواهبه العلمية ، وقد انتهل وهو في سنه المبكر من نمير علوم جده التي أضاءت آفاق هذا الكون ، كما تتلمذ على يد أبيه الامام أمير المؤمنين باب مدينة علم النبي ( ص ) وأعلم الأمة ، وأفقهها بشؤون الدين .
وورد في الحديث ” كان الحسن والحسين يغران العلم غرا ” ( 1 ) وقال حبر الأمة عبد الله بن عباس : ” الحسن من بيت النبوة وهم ورثة العلم ” ( 2 ) .
وقال بعض من ترجمه : ” كان الحسن أفضل أهل زمانه في العلم والمعرفة بالكتاب والسنة ” ( 3 ) .
ونعرض – بايجاز – لبعض شؤونه العلمية الرجوع إليه في الفتيا :
كان الإمام الحسين ( ع ) من مراجع الفتيا في العالم الاسلامي ، وقد رجع إليه أكابر الصحابة في مسائل الدين ، وكان ممن سأله عبد الله بن الزبير فقد استفتاه قائلا : ” يا أبا عبد الله ما تقول في فكاك الأسير على من هو ؟ ” .
فأجابه ( ع ) : ” على القوم الذين أعانهم أو قاتل معهم . . . ” .
وسأله ثانيا ” يا أبا عبد الله متى يجب عطاء الصبي ؟ ” فاجابه ( ع ) : إذا استهل وجب له عطاؤه ورزقه ” .
وسأله ثالثا عن الشرب قائما ؟ فدعا ( ع ) بلقحة – أي ناقة – له فحلبت فشرب قائما ، وناوله ( 4 ).
قال ابن القيم الجوزي : ” إن الباقي من الصحابة من رجال الفتيا هم أبو الدرداء وأبو عبيدة الجراح ، والحسن والحسين ” ( 5 ) لقد كان المسلمون يرجعون إليه في مسائل الحلال والحرام ويأخذون من أحكام الاسلام وآداب الشريعة كما كانوا يرجعون إلى أبيه .
مجلسه :
كان مجلسه مجلس علم ووقار قد ازدان بأهل العلم من الصحابة ، وهم يأخذون عنه ما يلقيه عليهم من الأدب والحكمة ، ويسجلون ما يروون عنه من أحاديث جده ( ص ) ويقول المؤرخون : إن الناس كانوا يجتمعون إليه ويحتفون به ، وكأن على رؤوسهم الطير يسمعون منه العلم الواسع والحديث الصادق ( 6 ) وكان مجلسه في جامع جده رسول الله ( ص ) وله حلقة خاصة به ، وسأل رجل من قريش معاوية أين يجد الحسين ؟ فقال له : ” إذا دخلت مسجد رسول الله ( ص ) فرأيت حلقة فيها قوم كأن على رؤوسهم الطير فتلك حلقة أبي عبد الله ” ( 7 ) .
ويقول العلائلي : ” كان مجلسه مهوى الأفئدة ، ومتراوح الأملاك يشعر الجالس بين يديه أنه ليس في حضرة انسان من عمل الدنيا ، وصنيعة الدنيا ، تمتد أسبابها برهبته وجلاله وروعته ، بل في حضرة طفاح بالسكينة كأن الملائكة تروح فيها ، وتغدوا . . . ” ( 8 ) .
لقد جذبت شخصية الامام ، وسمو مكانته الروحية قلوب المسلمين ومشاعرهم فراحوا يتهافتون على مجلسه ، ويستمعون لأحاديثه ، وهم في منتهى الاجلال ، والخضوع .
من روى عنه :
كان الإمام ( ع ) من أعلام النهضة الفكرية والعلمية في عصره ، وقد ساهم مساهمة ايجابية في نشر العلوم الاسلامية ، وإشاعة المعارف والآداب بين الناس ، وقد انتهل من نمير علومه حشد كبير من الصحابة وأبنائهم وهم :
ولده الإمام زين العابدين ، وبنته فاطمة ( 9 ) وسكينة وحفيده الإمام أبو جعفر الباقر ( ع ) والشعبي ، وعكرمة ، وكرز التميمي ، وسنان ابن أبي سنان الدوئلي ، و عبد الله بن عمر ، وابن عثمان والفرزدق ( 10 ) وابن أخيه زيد بن الحسن ( 11 ) وطلحة العقيلي وعبيد بن حنين ( 12 ) وأبو هريرة ، وعبيد الله بن أبي يزيد ، والمطلب بن عبيد الله بن حنطب ، وأبو حازم الأشجعي ، وشعيب بن خالد ، ويوسف الصباغ ، وأبو هشام ( 13 ) وغيرهم وقد الف أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني كتابا في أسماء من روى عن الحسن والحسين ( 14 ) .
لقد اتخذ الامام الجامع النبوي مدرسة له فكان به يلقي محاضراته في علم الفقه والتفسير ، ورواية الحديث ، وقواعد الأخلاق وآداب السلوك وكان المسلمون يفدون عليه من كل فج للانتهال من نمير علومه المستمدة من علوم النبي ( ص ) ومعارفه .
رواياته عن جده :
وروى الإمام الحسين ( ع ) مجموعة كبيرة من الأحاديث عن جده الرسول ( ص ) وقد ذكر الزهري في كتاب ( المغازي ) أن البخاري روى عن الحسين أحاديث كثيرة ، وفيها باب تحريض النبي ( ص ) على قيام الليل ، كما روى عنه الترمذي في كتاب ( الشمائل النبوية ) أحاديث كثيرة ، وقد نقلها عنه سفيان بن وكيع ( 15 ) ونلمع إلى بعض رواياته عن جده :
1 – قال ( ع ) : قال رسول الله ( ص ) : ” من حسن اسلام المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه ” ( 16 ) .
2 – قال ( ع ) : قال رسول الله ( ص ) : ” من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه ” ( 17 ) .
3 – قال ( ع ) : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ” ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة ( أو قال تصيبه مصيبة ) وان قدم عهدها فيحدث لها استرجاعا إلا أحدث الله عنه ذلك ، وأعطاه ثواب ما وعده عليها يوم أصيب بها ” ( 18 ) .
4 – قال ( ع ) : سمعت النبي ( ص ) يقول : ” إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها ” ( 19 ) .
5 – قال ( ع ) : سمعت النبي ( ص ) يقول : ” من يطع الله يرفعه ، ومن يعص الله يضعه ومن يخلص نيته لله يزينه ، ومن يثق بما عند الله يغنيه ، ومن يتعزز على الله يذله ” ( 20 ) .
6 – قال ( ع ) : كان رسول الله ( ص ) إذا استقى قال : ” اللهم اسقنا سقيا واسعة وادعة عامة نافعة غير ضارة تعم بها حاضرنا وبادينا ، وتزيد بها في رزقنا ، وشكرنا ، اللهم اجعله رزق ايمان وعطاء ايمان ، ان عطاءك لم يكن محظورا ، اللهم انزل علينا في أرضنا سكنها ( 21 ) وأنبت فيها زينتها ومرعاها ” ( 22 ) .
7 – قال ( ع ) : حدثني أبي عن النبي ( ص ) أنه قال : ” المغبون لا محمود ولا مأجور ” ( 23 ) .
8 – روى ( ع ) عن أبيه قال : قال رسول الله ( ص ) : ” رأس العقل بعد الايمان بالله عز وجل التحبيب إلى الناس ” ( 24 ) .
9 – روى عن أبيه قال : قال رسول الله ( ص ) : ” لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ، عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبنا أهل البيت ” ( 25 ) .
الهوامش
( 1 ) النهاية لابن الأثير مادة : غر .
( 2 ) الثائر الأول في الاسلام ( ص 10 ) .
( 3 ) الكواكب الدرية 1 / 58 .
( 4 ) الاستيعاب المطبوع على هامش الإصابة 2 / 283 .
( 5 ) الاعلام .
( 6 ) الحقائق في الجوامع والفوارق ( ص 105 ) .
( 7 ) تاريخ ابن عساكر 4 / 222 .
( 8 ) أشعة من حياة الحسين ( 93 ) .
( 9 ) الجرح والتعديل القسم الثاني من المجلد الأول ( ص 55 ) .
( 10 ) تهذيب التهذيب 2 / 345 .
( 11 ) تاريخ ابن عساكر 4 / 311 .
( 12 ) سير أعلام النبلاء 3 / 188 .
( 13 ) تاريخ ابن عساكر 13 / 50 .
( 14 ) النجاشي ( ص 73 ) .
( 15 ) الثائر الأول في الاسلام ( ص 10 ) .
( 16 ) مسند الإمام أحمد بن حنبل 1 / 201 .
( 17 ) مسند الإمام أحمد بن حنبل 1 / 201 .
( 18 ) تاريخ ابن عساكر 4 / 312 ، أسد الغابة 2 / 19 ، الإصابة 1 / 222 .
( 19 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 219 .
( 20 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 219 .
( 21 ) سكنها : بفتح السين والكاف ، غياث أهلها الذين تسكن أنفسهم إليه .
( 22 ) عيون الاخبار 2 / 273 .
( 23 ) تاريخ ابن عساكر 4 / 312 .
( 24 ) الخصال ( ص 17 ) .
( 25 ) الخصال ( ص 23 ) .
المصدر: حياة الإمام الحسين(ع) ج 1 / الشيخ باقر شريف القرشي