- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 2 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
عانى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ألواناً قاسية من المِحَن والخطوب في عهد الطاغية هارون الرشيد ، الذي جهد على ظلمه والتنكيل به .
فقد قضى ( عليه السلام ) زهرة حياته في ظلمات سجونِه محجوباً عن أهله وشيعته .
إلقاء القبض على الإمام ( عليه السلام ) :
ثَـقّل الإمام ( عليه السلام ) على هارون ، وَوَرّم أنفه منه ، وذلك لأنه ( عليه السلام ) أعظم شخصية في العالم الإسلامي ، يَكنّ له المسلمون المَوَدّة والاحترام ، في حين أن هارون لم يَحْظَ بذلك .
ويقول الرواة : إن من الأسباب التي أدّت هارون لِسجن الإمام ( عليه السلام ) أنه لما زار قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقد احتفّ به الأشراف ، والوجوه ، والوزراء ، وكبار رجال الدولة ، أقبل على الضريح المُقدس ووجه للنبي ( صلى الله عليه وآله ) التحية قائلاً : السلام عليك يا بنَ العَم .
فإنه قد افتخر على من سواه بَرَحِمِهِ المَاسّة من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فإنه إنما نال الخلافة بهذا السبب .
وعندها كان الإمام الكاظم ( عليه السلام ) إلى جانبه فَسلَّم على النبي ( صلى الله عليه وآله ) قائلاً : ( السَّلامُ عليكَ يَا أَبَتِ ) .
فحينها فقد الرشيد صوابه ، وَورَمَ أنفُه ، وانتفخت أوداجه ، فان الإمام ( عليه السلام ) أقرب منه إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأَلصَقُ به من غيره .
فاندفع الطاغية هارون بِنَبَراتٍ تقطرُ غضباً قائلاً : لِمَ قلتَ إنك أقرب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مِنّا ؟!!
فأدلى الإمام بالحجة القاطعة التي لا يمكن إنكارها قائلاً : ( لو بُعِث رسولُ اللهِ حَيّاً ، وخطب منك كَريمَتَك ، هل كنتَ تجيبُه إلى ذلك ) ؟
وسارعَ هارون قائلاً : سبحان الله !! وإني لأفتخر بذلك على العرب والعجم .
فقال ( عليه السلام ) مقيماً عليه الدليل أنه أقرب إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) منه قائلاً : ( ولكنه لا يَخطِبُ مني ، ولا أُزَوّجه ، لأنه وَالدُنا لا والدكم ، فلذلك نحنُ أقربُ إليه منكم ) .
وأقام الإمام ( عليه السلام ) دليلا آخر على قوله فقال لهارون : ( هل يجوزُ لرسول الله أن يدخلَ على حرمك وَهُنّ كَاشفات ) ؟
فقال هارون : لا .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( لكن لَه ( صلى الله عليه وآله ) أنْ يدخُل على حرمي ، ويجوز لَهُ ذلك ، فَلِذلك نحنُ أقربُ إليهِ منكم ) .
فثار الرشيد ، ولم يجد مسلكاً ينفذ منه لتفنيد حجة الإمام ( عليه السلام ) ، وانطوت نفسه على الشر .
وفي اليوم الثاني أصدر أوامره بإلقاء القبض على الإمام ( عليه السلام ) ، فألقت الشرطة القبض عليه وهو قائم يصلي عند رأس جده النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
فقطعوا عليه صلاته ، ولم يُمهلُوه لإتمامها ، فَحُمِل ( عليه السلام ) من ذلك المكان الشريف وَقُيِّد وهو يذرف أَحَرَّ الدموع ، ويَبثُّ شكواه إلى جَدِّه قائلاً : ( إِليكَ أشكو يا رَسولَ اللهِ ) .
وحُمل الإمام ( عليه السلام ) وهو يرسف في القيود ، فَمَثُلَ أمام الطاغية هارون فَجفَاه ، واغلَظَ لَهُ في القول ، وَزَجَّ الإمام ( عليه السلام ) في السجن .