هل لكم أن تدلّوني على المصدر الذي يقول: إنّ الله في ليلة الجمعة ينزل إلى دار الدنيا؟
الجواب:
قد أخرج الشيخان من طريق ابن شهاب، عن أبي عبد الله الأغر وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة: أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: «ينزل ربّنا تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث آخر، فيقول: مَن يدعوني فأستجيب له، ومَن يسألني فأعطيه، ومَن يستغفرني فأغفر له»(۱).
وحديث آخر في ذكر النزول يوم عرفة عن أسماء، قالت: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «رأيت ربّي عزّ وجلّ على جمل أحمر عليه إزار، وهو يقول: قد سمحت، قد غفرت، إلّا المظالم. فإذا كانت ليلة المزدلفة لم يصعد إلى السماء، حتّى إذا وقفوا عند المشعر قال: حتّى المظالم، ثمّ يصعد إلى السماء، وينصرف الناس إلى منى»(۲)!!
تعالى ربّنا عن النزول والصعود، والمجيء والذهاب، والحركة والانتقال، وسائر العوارض والحوادث، وقد صار هذا الحديث سبباً لذهاب الحشوية إلى التجسيم، والسلفية إلى التشبيه، وكان من الحنابلة بسببه أنواع من البدع والأضاليل، ولا سيّما ابن تيمية.
فالعقل السليم الحرّ يقطع ببطلان التجسيم، وبطلان قول ابن تيمية، وبطلان ما فهموه من الأحاديث في هذا الشأن.
_____________________
۱ـ صحيح البخاري ۲ /۴۷ و۷ /۱۴۹ و۸ /۱۹۷، صحيح مسلم ۲ /۱۷۵، سنن ابن ماجة ۱ /۴۳۵، سنن أبي داود ۱ /۲۹۶ و۲ /۴۲۰٫
۲ـ تاريخ مدينة دمشق ۴۵ /۸، لسان الميزان ۲ /۲۳۸٫
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة