- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 3 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
يذهب بعض علماء مدرسة أهل البيت (ع)، هو أن الله تعالى أتى لهابيل بحورية ولقابيل بجنية تمثلت وتكشفت كل منهما فتزوجا بهما ثم تناكح ما خرج من بطنهما من أبناء وبنات العم وتكثر النسل .
والملاحظة هي : أن هذا الرأي يخالف تماماً ما يقوله أحد كبار خطباء الطائفة في الوقت الحاضر وهو الشيخ الدكتور أحمد الوائلي رحمه الله حيث يقول بما مضمونة : أولاً: إن هذا كلام اليهود والإسرائيليات وهو كلام غير مقبول لعدة أمور :
۱ : أن الجنية ليست من جنس الإنسان حتى يتزوجها الإنسي.
۲ ـ : الأدلة التي يقول بها أصحاب هذا الرأي غير ناهضة وليست لها علاقة لقوله تعالى: ( جعل لكم من أنفسكم أزواجا ) أي من نوعكم وجنسكم .
فالجنية مخلوقة من نار والإنسي مخلوق من طين ، وهاتين الطبيعتين مختلفتين كل عن الآخر حيث أن للإنس خواص تختلف عن خواص الجن . فهذا الكلام لا يمكن قبوله في حال من الأحوال.
ويقول الدكتور أيضاً: نحن بدون هذه الكيفية من الزواج واقعين في الضيم ، فكيف عندما يكون أحدهم أبن حورية والأخر أبن جنية. وهل الله عاجز عن إيجاد حل آخر ؟! فكما خلق الله حواء من التراب لآدم (ع) هل هو عاجز عن خلق آخرين وهذا لزوم مالا يلزم لأن الله قادر على فعل كل شيء. وبهذا يكون قد خلق زوجات ابناء ادم كما خلق امهم.
وكما يذهب الشيخ (رحمه الله) الى إنه ربما قام أدم عليه السلام بخطبة بنات من ادم آخر ومن عالم آخر، حيث يستشهد بقول الامام الصادق صلوات الله عليه ( إن لله الف ادم والف عالم)، وهذا ربما ما اثبته علماء الاثار والتنقيب حيث وجدت آثار بشرية عمرها مايقارب المليونين سنة، وهي فترة زمنية كبيرة بالنسبة الى عمر ادمنا نحن وعالمنا.
فلابدّ إذن من قبول النظرية التي تقول: بأنّه کان يعيش في الأرض قبل آدم بشر آخرون قارن غياب آخر بقاياهم ظهور آدمنا، فما المانع من أن يکون «أبناء آدم» قد تزوجوا ببقايا النوع البشري السابق الذي کان في أواخر إنقراضه؟
أن كلام الدكتور (رحمه الله ) يتفق مع ما جاء به الدين وأقرب للعقل.
أما الرأي المشهور لدى الفرق الاسلامية الاخرى، والوارد في معظم تفاسيرهم، إن الله تعالى أوحى إلى آدم أن يزوج بنيه من بناته،(اي كل واحد يتزوج من توأم الاخر) و إن هذا الخلق كله أصله من الإخوة و الأخوات.
وجاء في تفسير ابن كثير: إن الله تعالى شرع لآدم عليه السلام أن يزوج بناته من بنيه لضرورة الحال ولكن قالوا كان يولد له في كل بطن ذكر وأنثى فكان يزوج أنثى هذا البطن لذكر البطن الآخر .. قال السدي فيما ذكر عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يولد لآدم مولود إلا ومعه جارية فكان يزوج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الآخر ويزوج جارية هذا البطن غلام هذا البطن الآخر .
ولما سئل الامام الصادق ( عليه السَّلام ) حول هذا الرأي قال: تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، يقول من قال هذا بأن الله عَزَّ و جَلَّ خلق صفوة خلقه و أحباءه و أنبياءه و رسله و المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات من حرام ! و لم يكن له من القدرة ما يخلقهم من حلال و قد أخذ ميثاقهم على الحلال الطهر الطاهر الطيب !
ثم قال(عليه السلام): ويح هؤلاء أين هم عما لم يختلف فيه فقهاء أهل الحجاز و لا فقهاء أهل العراق إن الله عَزَّ و جَلَّ أمر القلم فجرى على اللوح المحفوظ بما هو كائن إلى يوم القيامة قبل خلق آدم بألفي عام و إن كتب الله كلها فيما جرى فيه القلم في كلها تحريم الأخوة مع ما حرم ، و هذا نحن قد نرى منها هذه الكتب الأربعة المشهورة في هذا العالم التوراة و الإنجيل و الزبور و القرآن أنزلها الله من اللوح المحفوظ على رسله صلوات الله عليهم أجمعين منها التوراة على موسى و الزبور على داود و الإنجيل على عيسى و القرآن على محمد ( صلى الله عليه و آله ) و على النبيين ليس فيها تحليل شيء من ذلك حقا.