لقد قيل لي بأنّ للأئمّة المعصومين(عليهم السلام) أبناء، كانت أسماؤهم على أسماء الخلفاء، أبو بكر وعمر وعثمان، كيف يُسمّي الأئمّة المعصومون أبناءهم بهذه الأسماء؟ مع أنّنا الآن كشيعة لا نُسمّي بهذه الأسماء، وشكراً جزيلاً.
الجواب:
أوّلاً: إنّ مفهوم التسمية الآن غير مفهوم التسمية آنذاك، فإذا سمّى أحد الأئمّة(عليهم السلام) بعض أبنائه باسم بعض الخلفاء، لم يلحظ فيه التسمية باسم الخليفة الفلاني، بل أنّ أصل التسمية لم يكن في عصر الأئمّة ملحوظ فيه أنّه سمّاه باسم فلان، حتّى أنّ بعض أصحاب الأئمّة كان اسمه يزيد، أو كان يُسمّي ابنه باسم يزيد، ولم يلحظ فيه أنّه سمّاه باسم يزيد الملعون.
وثانياً: دفعاً للشبهة ـ التي ربّما تخطر بالبال ـ صرّح أمير المؤمنين(عليه السلام) ـ عندما سمّى ابنه عثمان ـ: بأنّه إنّما سمّاه باسم عثمان بن مظعون(۱)، لا عثمان بن عفّان، وعليه يمكن حمل سائر الأسماء.
وأخيراً: فإنّ للعرف في مسألة التسمية دخل كبير، فإذا لم يكن في عصر الأئمّة(عليهم السلام) في التسمية لحاظ الأشخاص، ولم يتبادر الأشخاص إلى الأذهان في التسمية، فلم يكن حينئذٍ بأس بالتسمية، وهذا بخلاف زماننا، حيث العرف عندنا صار لحاظ الأشخاص.
فالمسألة تحتاج إلى بحث تاريخي مفصّل، لنحصل على هذه النتيجة.
________________
۱ـ مقاتل الطالبيين: ۵۵.
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة