قال الرضا (عليه السلام): ” فإن قال قائل: فلم أوجب عليهم الاقرار بالله بأنه ليس كمثله شئ؟
قيل: لعلل منها: أن لا يكونوا قاصدين نحوه بالعبادة والطاعة دون غيره غير مشتبه عليهم أمر ربهم وصانعهم ورازقهم ومنها انهم لولا يعلموا أنه ليس كمثله شئ لم يدروا لعل ربهم وصانعهم هذه الأصنام التي نصبها لهم آباۆهم والشمس والقمر والنيران إذا كان جائزا ان يكون عليهم مشتبه وكان يكون في ذلك الفساد وترك طاعاته كلها وارتكاب معاصيه كلها على قدر ما يتناهى إليهم من اخبار هذه الأرباب وأمرها ونهيها ومنها: أنه لو لم يجب عليهم أن يعرفوا أن ليس كمثله شئ لجاز عندهم أن يجري عليه ما يجري على المخلوقين من العجز والجهل والتغيير والزوال والفناء والكذب والاعتداء ومن جازت عليه هذه الأشياء لم يۆمن فناۆه ولم يوثق بعدله ولم يحقق قوله وأمره ونهيه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه وفي ذلك فساد الخلق وابطال الربوبية… ” (1).
ذكر الإمام الرضا (عليه السلام) في هذه المقطع العلل الوثيقة التي توجب على العباد الايمان بأن الله تعالى ليس كمثله شئ ولا شبيه له إذ لو كان له مثل لجرى عليه تعالى ما يجري على المخلوقين من العجز والجهل والفناء وغير ذلك وفي ذلك فساد الخلق وابطال الربوبية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- عيون أخبار الرضا 2 / 103
المصدر: حياة الإمام الرضا (ع) / الشيخ باقر شريف القرشي ج 1