- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 3 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
المولد والنشأة
ولد عام ۱۳۸۷هـ (۱۹۶۸م) في “عيس ـ صد” بدولة بنين، درس في المدرسة الأكاديمية إلى مرحلة الإعدادية، ثمّ التحق بمدرسة أهل البيت(عليهم السلام)الواقعة في مدينة “باراكو”، فتتلمذ عند الأستاذ الشيخ داود إبراهيم ، والشيخ عبد العزيز عيس، والشيخ السيوطي، وكان هؤلاء الأساتذة ممّن درسوا مدّة تسع سنوات في إيران، في مدينة قم، الدروس الدينية، وكانوا من خريجي الحوزاة العلمية.
يقول “عبد المؤمن عمر”: التحقت بمدرسة أهل البيت(عليهم السلام) بغية طلب العلم، ولم تكن لديّ أية معرفة بالاختلاف العقائدي والفقهي الموجود بين مختلف المذاهب الإسلامية، ولا سيما بين المذهب السنّي والشيعي.
كلّ ما كنّا نعرفه، أنّ الله تعالى خلقنا، وبعث لنا النبي محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) ليهدينا، وعلينا اتّباع شريعته، والاقتداء بسنّتة، ولهذا دخلنا المدارس الدينية لنطلب العلوم التي تقرّبنا إلى الله تعالى، ولكنّني تفاجأت بكم هائل من الاختلافات بحيث خشيت أن يؤدي استغراقي في حلّ هذا الاختلاف إلى الابتعاد عن أصل حقيقة عبودية الله تعالى، ولكنني قررت البحث بتأنّي، وبنيّة خالصة، وبتوجّه نزيه عن الرذائل ولا سيما التعصب، فكانت النتيجة أن هداني الله تعالى لاتباع أهل البيت(عليهم السلام).
آية الولاية:
يقول “عبد المؤمن عمر”: تُعدّ أية الولاية من أهم أسباب استبصاري.
قال تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ) (المائدة:۵۵).
اتفق جميع علماء التفسير والحديث من أتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام) وكثير من مفسّري السنّة، على أنّ هذه الآية نزلت في الإمام علي(عليه السلام) عندما تصدّق بخاتمه على المسكين وهو يصلّي في مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
قال السيوطي في الدر المنثور: أخرج الخطيب في المتفق عن ابن عبّاس، قال: تصدّق عليّ بخاتمه وهو راكع، فقال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): “من أعطاك هذا الخاتم؟ قال: ذاك الراكع.
فانزل الله: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ)(۱).
ويقول الشيعة: بأنّ هذه الآية تبيّن بأن يكون الإمام والخليفة بعد رسول الله هو الإمام علي(عليه السلام) حيث قرن الله تعالى ولايته بولايته وولاية رسوله.
دلالات آية الولاية:
المراد من الولي في آية الولاية هو الأولى بالتصرّف ; لانّ لفظ “إنّما” في صدر هذه الآية تفيد الحصر باتفاق أهل اللغة العربية، فتكون الولاية محصورة بهم.
وأمّا سبب استعمال لفظ الجمع في خصوص الإمام علي(عليه السلام) فإنّ أهل اللغة متعارف عندهم استخدام لفظ الجمع للواحد على سبيل التعظيم والتفخيم.
وجد “عبد المؤمن عمر” بأنّ علماء أهل السنّة يصرّون على أن معنى الولي في هذه الآية هو المحبّ والناصر.
فلو سلّمنا بذلك، فسيكون المقصود من الآية أنّ المسلمين ملزمون بمحبّة الإمام علي ونصرته، وموقف الإمام علي من خلافة أبي بكر بعد وفاة الرسول واضح، وقد امتنع الإمام من بيعة أبي بكر، وطلب العون والنصرة من المهاجرين والأنصار، وجلس في داره مخالفاً لخلافة أبي بكر، معترضاً عليها.
فلو سلّمنا بأنّ آية الولاية تأمر المسلمين بمحبّة الإمام علي(عليه السلام) ونصرته، فأين كانت محبتهم ونصرتهم له عندما امتنع عن بيعة أبي بكر، وقال: “ووالله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين”(۲).
وقال الإمام علي(عليه السلام) بعد أن أتيح له مجال إبداء الرأي: “أما والله لقد تقمّصها فلان (ابن أبي قحافة)، وهو يعلم أن محلّي منها محل القطب من الرحى، ينحدر عني السيل، ولا يرقى إليّ الطير، فسدلت دونها ثوباً، وطويت عنها كشحا، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذّاء، أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتّى يلقى ربّه، فرأيت أنّ الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا، حتّى مضى الأول لسبيله، فأدلى بها إلى فلان بعده…
فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته، لشدّ ما تشطرا ضرعيها، فصيّرها في حوزة خشناء، يغلظ كلامها، ويخشن مسها، ويكثر العثار فيها، والاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصعبة، إن أشنق لها خرم، وإن أسلس لها تقحّم، فمني الناس ـ لعمر الله ـ بخبط وشماس، وتلوّن واعتراض، فصبرت على طول المدّة، وشدّة المحنة، حتّى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أنّي أحدهم.
فيا لله وللشورى! متى اعترض الريب فيّ مع الأوّل منهم، حتّى صرت أقرن إلى هذه النظائر…”(۳).
وإذا كان الأوائل قد التبس عليهم الأمر، أو أعمت الفتنة أعينهم، فاتّبعوا البعض على غير هدىً، فلماذا نتبعهم بعد انكشاف الأمر لنا؟
ومسألة الإمامة ليست مسألة خلافة زمنية فحسب، ليقول أحد: هل يؤدّي محنتكم حول الخلافة إلى عودة التاريخ واستبدال الخليفة الحقّ مكان الخليفة الباطل، بل المسألة مسألة معرفة المصدر الذي يعتمد عليه الإنسان لمعرفة ما جاء به الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، فأهل البيت أولى الناس بمعرفة الوحي الذي نزل على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ; لأنّهم أهل البيت، وأهل البيت أدرى بما في البيت.
ولكن مع الأسف غُصبت منهم المرجعية الدينية وأعطيت للصحابة، كما غُصبت منهم المرجعية السياسية واُعطيت للخلفاء.
وكلّ واحد منّا مسؤول يوم القيامة عن المصدر الذي يعتمد عليه في معرفة ما جاء به الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ولا يخفى أنّ أهل السنّة يعتمدون على الصحابة في هذا المجال، ولهذا يؤمنون بعدالة جميع الصحابة، ولكن الواقع التاريخي يكشف أنّ الصحابة سبّ بعضهم البعض، بل قاتل بعضهم البعض، ومن أعظم من طلحة والزبير وهما من العشرة المبشرة في الجنّة ومن أعظم في الصحابة من عائشة وهي الملقبة بأمّ المؤمنين، ولكن هؤلاء خرجوا على إمام زمانهم وقاتلوه وأدوا إلى سفك دماء الأبرياء، فمن هو المسؤول عما قاموا به؟!
ويا ترى بعدمعرفة هذه الأُمور من الأفضل معرفة ما جاء به الرسول: أهل البيت(عليهم السلام) أو الصحابة؟!
ومن هنا عرف “عبد المؤمن عمر” الحقّ، فأعلن تشيّعه واستبصاره عام ۱۹۹۰م في مدينة باركو، وبدأ بنشر علوم ومعارف أهل البيت(عليهم السلام).
(۱) الدر المنثور ۲: ۲۹۳، سورة المائدة، ذيل الآية ۵۵ .
(۲) نهج البلاغة: ۱: ۱۲۴، رقم ۷۴٫
(۳) نهج البلاغة ۱: ۳۰، رقم ۳، الخطبة الشقشقيّة.
المصدر: مركز الأبحاث العقائدية