- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 2 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
ليكن توجهكم نحو الله وأعمالكم خالصة له تبارك وتعالى. جدّوا للدراسة في المدرسة التي أنتم فيها. لكن الأهم من الدراسة تهذيب الأخلاق. هذّبوا أنفسكم إسلامياً إلى جانب الدراسة الجدّية للأحكام الإسلامية والمعارف الإسلامية، وكمّلوا العلوم الإسلامية من خلال نفوس إسلامية.
يجب على المدارس العلمية والدينية وجميع المدارس التي تدرّس العلوم الدينية أو الدراسات الأخرى أن تلحظ أنَّ أهمَّ شيء في برنامجها هو أن يكون طلابها مهذَّبين قبل أن يكونوا علماء، أن يكونوا مهذَّبين قبل أن يكونوا طلبة.
يجب على المهذبين والعلماء والخطباء الذين سلكوا طريق الحق بمقدار ما يستطيعون أن يذهبوا إلى المدارس وينيروا دروب الطلّاب ويشكّلوا حوزات للأخلاق والتهذيب والمعارف الإسلامية، وأن يهتموا بالتهذيب الإسلامي والأخلاق الإسلامية إلى جانب الدراسات العلمية. يجب عليهم أن ينتبهوا إلى المعلِّمين الذين يمارسون الدعوة في هذه المدارس، ويحاضرون فيها ليكونوا إسلاميين مائة بالمائة ومن المعتقدين بالأحكام الإسلامية والعقائد الإسلامية؛ حتى يتربَّى الذين عندهم تربية إسلامية ويتهذبوا إسلامياً. واعلموا أن العالِم ـ أيّ عالِمٍ كان ـ سيكون مضراً بالإسلام وغير نافع ما دام لم يهذّب نفسه ولا يملك الأخلاق الإسلامية.
الضرر الروحي أشد وأعظم
إنَّ الأضرار التي لحقت بالإسلام وببلادنا من أقلام وألسنة غير الملتزمين بالإسلام والمنحرفين فاقت ما لحق بهما من المدفع والدبابة. فأضرار هؤلاء أضرار روحية، والضرر الروحي أشد من الضرر الجسمي. فلو لم يكن العالم مهذِّباً لنفسه ـ وإن كان عالماً بالأحكام الإسلامية، وإن كان عالماً بالتوحيد ـ فإنه سيضر نفسه وبلاده وشعبه، ويضر الإسلام ولا ينفعه. إذا أردتم أن تخدموا الإسلام فيجب أن تضعوا البرنامج الأخلاقي والتهذيبي على رأس البرامج الدارسية في الجامعة. فالإسلام جاء أساساً لبناء الإنسان، بينما تقوم المدارس المنحرفة بسلب الإنسان إنسانيته. وإنَّ أساس جميع المصائب هو الأساتذة غير الملتزمين والذين تخرّج على أيديهم أناس جرّوا مجتمعنا إلى الهلاك، وربطوا بلادنا بالشرق أو الغرب.
جناحا العلم والتهذيب
يجب أن تكون الجامعة مركزاً لبناء الإنسان. إننا نريد الإنسان الجامعي، لا المعلم والطالب. يجب على الجامعة أن تصنع الإنسان وتُخرّج الإنسان. ولو خرّجت الإنسان فإنه لن يسلّم بلاده للآخرين، فالإنسان لا يرضى بالخضوع للذل والأسر، والأعداء يخشون من الإنسان.
يجب على الآخرين والأجيال القادمة – إن شاء الله – أن ينتبهوا إلى هذين المركزين ليكونا معاً، وأن يُعتبر هذان المركزان، العلم والعمل، العلم والتهذيب، بمنزلة الجناحين، إذ لا يمكن التحليق بأحدهما فقط.
إصلاح الآخر
إنَّ العلم الأسمى، علم التوحيد، لا ينفع بدون التهذيب «العلم هو الحجاب الأكبر»، ذلك أنَّه يتراكم في عقل الإنسان وقلبه ثم يبعده عن الله إن لم يكن مهذباً. لذا، ينبغي بذل الجهود لتهذيب الطلبة في الحوزات العلمية حاضراً ومستقبلاً. إذ يجب أن تقوم الحوزات الأخلاقية وحوزات التهذيب وحوزات السلوك «إلى الله تعالى» إلى جانب علم الفقه والفلسفة وأمثال ذلك.
عندما لا يكون رجل الدين والعلم مهذَّباً فإنَّ فساده يكون أكثر من غيره. جاء في الأحاديث «وإن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه» (۱)، كما أن الدنيا تتأذَّى بسبب الرائحة النتنة لبعض هؤلاء. ما لم تصلحوا نفوسكم، وما لم تبدأوا من أنفسكم، وما لم تهذبوها؛ فإنكم لا تقدرون على تهذيب الآخرين؛ فغير السّليم لا يمكنه إصلاح الناس، ومهما يقل فلا فائدة من كلامه.
ــــــــــــــــــــ
(۱) الكافي، الشيخ الكليني، ج ۱، ص ۴۴٫
المصدر: دار الولاية للثقافة والإعلام