- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 7 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
الصوم مصدر صام يصوم صوماً وصياماً. وهو في اللغة: الإمساك مطلقا عن الطعام والشراب والكلام والنكاح والسير.
قال تعالى – حكاية عن مريم -: ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً﴾.
ولذلك قيل للفرس الممسك عن السير أو العلف (صائم) قال الشاعر: خيل صيام وأخرى غير صائمة وقيل للريح الراكدة: صوم، ولاستواء النهار صوم تصوراً لوقوف الشمس في كبد السماء.
والصوم في المصطلح الإسلامي: هو الإمساك عن المفطر على وجه مخصوص. وقد أراد بعض المستشرقين أنّ يوجّه إلى أنّ الصوم في محتواه الإسلامي مأخوذ من الاستعمال اللغوي (اليهودي – الآرامي) وهذا الرأي ما هو إلا ظن صرف لا يؤيده أي دليل، بل نلاحظ أنّ الاستعمال العربي فيه أقدم وذلك لعدة أسباب:
۱- المعروف أنّ اللغة العربية هي الأقدم بين اللغات السامية التي تفرعت عن اللغة الأم، وهي في موطنها الداخلي آصل وأبعد عن التأثيرات الأجنبية.
۲- إنّ الأصول اللغوية للمصطلحات الشرعية الإسلامية كانت موجودة في اللغة العربية، كما كان يتكلمها أهلها في البيئة التي نزل فيها القرآن، والإسلام هو الذي خصصها بمعان جديدة، لكن على أساس استعمالها اللغوي الجاري.. ولولا أنّ القرآن جاء بلغة العرب المستقرة بينهم لما فهموه.
۳- لقد حافظ العرب أنفسهم على جزء كبير من تراثهم الروحي الذي ورثوه عن الخليل إبراهيم وابنه إسماعيل ، وهذا التراث قد بقي عندهم حياً بعيداً من الاضطراب زماناً طويلاً.
وهو بطبيعة الحال تراث يرجع إلى ما قبل اليهودية والمسيحية. ولما جاء الإسلام جاء بانياً على ملة إبراهيم، وهي التوحيد الخالص بعدما أصابها بسبب:
أ – اضطراب التراث الديني عند اليهود وذلك بسبب إغفالهم عن تدوين تراثهم وما التوراة إلا تعاليم كتبت بعد موسى بعهد طويل.
ب – ما أصاب الدين الأصيل من الاختلاف والتطاعن بين اليهودية والمسيحية.
ج – تسرب مجموعة من العناصر الغريبة إلى الدين عندهم وضياع التراث الحقيقي وطروء التغير عليه.
۴ – لقد كان بمكة – قبل الإسلام – مجموعة تطلق على نفسها لقب (الحنفاء) لم يتأثروا باليهودية والنصرانية، وإنما كانوا موحدين مبتعدين عن مفاسد الجاهلية.
وتدل تسميتهم بـ(الحنفاء) على صلة بدين إبراهيم ؛ لأنّه كان معروفاً عند العرب بـ(الحنيف) أي: المائل عن الوثنية والشرك. وكان بنو هاشم في سلسلة الحنفاء.
۵ – إذا كان في الإسلام شيء موجود في ديانات منزلة سابقة فذلك لأنّه دين منزل مثلها، وهو جاء مصدقاً لما قبله من الأديان، ومصححاً، ومكملاً لها.. وما هو مشترك بينه وبينها ليس بتأثر ولا بتقليد، وإنما هو تجديد للتشريع المتقدم.
۶ – ثم إنّ صيام اليهود والنصارى يفترق عن الصيام في الإسلام. ففيما يتعلق بصوم اليهود لم يُفرض عليهم إلا صوم واحد.. وبعد ذلك في عصور مختلفة كان اليهود يصومون أياماً في مناسبات.
وكان من مظاهر تقشفهم في الصوم أنّهم كانوا يلبسون المسوح على أجسادهم، وينثرون الرماد على رؤوسهم، ويتركوا أيديهم غير مغسولة، ورؤوسهم غير مدهونة، ويصرخون ويتضرعون ويبكون. وهذا مما نقده السيد المسيح؛ لأنّه تظاهر..
فقال: “ومتى صمتم فلا تكونوا معبسين كالمرائين، فإنهم ينكرون وجوههم ليظهروا للناس صائمين الحق أقول لكم: إنهم قد نالوا أجرهم، أما أنت فمتى صمت فطيّب رأسك واغسل وجهك، لكي لا تظهر للناس صائماً، بل لأبيك الذي في الخفية، هو الذي يجازيك”.
وأما الصيام عند النصارى فمن المعروف أنّ السيد المسيح لم يكن يصوم الأصوام الشرعية المعروفة من قبل، ولكن يذكر أنّه صام مرة أربعين يوماً بلياليها، لكنه لم يفرض صياماً معيناً، ثم جاءت الكنيسة ففرضت الصوم ونظمته. فالصوم بحسب الديانتين اليهودية والمسيحية، وكما حفظ تراثهما، تكوّن وشكّل مع تطور الحياة الدينية وطبقاً لتنظيم الهيئات الدينية.
ولذا جاء الصوم الإسلامي شيئاً جديداً، وهو فرض صيام شهر بأكمله، وهذا الصوم له شروط وآداب مفصلة، وهو ليس مجرد كف عن الطعام والشراب ونحوهما من الجسديات، ولا هو تقشف ظاهري، وإنما هو حياة روحانية، حياة ذكر وفكر، وإحسان وبر، وتخلق بمكارم الأخلاق.
وتوجد ألفاظ ذات صلة بمفردة الصوم وهي
۱ – الإمساك: وهو لغة: حبس الشيء والاعتصام به، وأخذه وقبضه، والإمساك. عن الكلام هو: السكوت، والإمساك: البخل. وقوله تعالى: ﴿فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ﴾ أمر بحبسهن وهو بذلك أعم من الصوم.
۲ – الكف عن الشيء: وهو لغة: تركه، وإذا ذكر المتعلق من الطعام والشراب كان مساوياً للصوم.
۳ – الصمت والسكوت: وهما لغة: الإمساك عن النطق، وهما أخص من الصوم لغة، لا شرعاً؛ لأن بينهما وبينه تبايناً. وقد أجمعت الأمة على أن صوم شهر رمضان فرض. والدليل على الفرضية قوله تعالى: ﴿يَا أيُّهَا الذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلكُم تَتقُونَ﴾، وقوله ﴿كُتِبَ عَلَيكُمُ﴾: أي فرض. وقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾.
وللصوم في الإسلام عدة مزايا وخصوصيات هي:
أولاً : نسبة الصوم لله تعالى
لقد خصّ الله تعالى هذه الفريضة إلى نفسه، حيث يقول الإمام الصادق : “إنّ الله تبارك وتعالى يقول: الصوم لي وأنا أجزي عليه”، وتخصيص الصوم بذاته المقدسة – مع أنّ العبادات كلها له سبحانه وتعالى – ربما كان لأمرين:
أ – إنّ الصوم يمنع من ملاذ النفس وشهواتها، ما لا يمنع منه سائر العبادات.
ب – إنّ الصوم سرّ بين العبد وبين ربه، لا يظهر إلا له، فصار مختصاً به، وما سواه من العبادات ظاهر قد يدخله الرياء. ولهذا فإنّ الصوم هو الكفّ عن اقتضاء الشهوتين: شهوة البطن وشهوة الفرج، وإنما صار الصوم قربة بواسطة النفس المحتاجة إلى نيل اللذات والشهوات، فهي أمارة بالسوء.
ويقول أمير المؤمنين : “والصيامَ ابتلاء لإخلاص الخلق”، إذ الغاية الأولى في الصوم تعبّد مثالي وزهد حقيقي، لما فيه من الاستعانة على تقوى الله تعالى، بحيث يترك محبوبات النفس من شراب وطعام وجنس وغيرها إيثاراً لمحبة الله ومرضاته.
ثانياً: مكانة الصائم
إنّ كل حركة من حركات الصائم تُعدّ نفحة إلهية لها قدسيتها عند الله عز وجل، وهذه الخصائص تكونت ببركة الصوم.
يقول الإمام الصادق : “إنّ رسول الله قال: نوم الصائم عبادة، ونفَسه تسبيح”. وفي الحديث القدسي: “يا موسى لخلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك”.
ثالثاً: خصوصية شهر رمضان
خصوصية الزمان له انفتاح حركي خاص في وعي ونفس الصائم، مما يضفي جواً من التحولات النفسية والخارجية بصورة واضحة وجلية على الفرد والمجتمع، فكان شهر رمضان زماناً قدسياً يحمل من الخصائص المعنوية ما لا تحتمله عقول البشر.
يقول الإمام زين العابدين : “اللهم وأنت جعلت من صفايا تلك الوظائف وخصائص تلك الفروض شهرَ رمضان الذي اختصصته من سائر الشهور، وتخيرته من جميع الأزمنة والدهور، وآثرته على كل أوقات السنة بما أنزلت فيه من القرآن والنور، وضاعفت فيه من الإيمان، وفرضت فيه من الصيام…، ثم آثرتنا به على سائر الأمم، واصطفيتنا بفضله دون أهل الملل فصمنا بأمرك نهاره، وقمنا بعونك ليله”.
وفي شهر رمضان تتعانق الرحمات والألطاف الإلهية، وتغلّ مردة الشياطين عن أن يستجاب لها. يقول الإمام الباقر : “كان رسول الله يقبل بوجهه إلى الناس، فيقول: يا معشر الناس إذا طلع هلال شهر رمضان غلّت مردة الشياطين، وفتحت أبواب السماء، وأبواب الجنان، وأبواب الرحمة، وغلّقت أبواب النار، واستجيب الدعاء، وكان لله فيه عند كل فطر عتقاء يعتقهم الله من النار، وينادي مناد كلّ ليلة: هل من سائل؟ هل من مستغفر؟ اللهم أعط كلّ منفق خلفاً، وأعط كلّ ممسك تلفاً حتى إذا طلع هلال شوال نُودي المؤمنون أن اغدوا إلى جوائزكم فهو يوم الجائزة”. وهو تصديق للحديث القدسي: “الصوم لي وأنا أجزي عليه”.
يقول الشيخ محمد تقي المجلسي (رحمه الله) “وأما قوله: “وأنا أجزي به” بالمعلوم كما هو المشهور، لبيان كثرة الجزاء لأنّه تعالى إذا أخبر بأنّه يتولى بنفسه جزاءه فبالحري أن يكون جزاؤه لا يتناهى، وتقديم الضمير للتخصيص كما هو الظاهر، أي أجازيه به ولا أكِلُهُ إلى ملائكتي”. وإذا ما أردنا أن نتلمس الإخلاص عملياً لنفهم قيم الصوم علينا أن نجيب على هذا السؤال المهم: كيف يتصور الناس الصوم؟ تتباين أراء الناس بخصوص غرض الصوم.
۱ – هناك مجموعات تقول إنّ الله عز وجل فرض علينا الصوم لكي نشعر بالفقراء وما يعانونه من جوع وحرمان!! ونسي هؤلاء أنّ العطف على الفقراء والمساكين لا يتولد من الإحساس بالجوع بل من الخُلق الكريم.
والدليل على ذلك: أنّ كثيرين ممن اعتادوا الصوم لا يبالون في صومهم بهؤلاء أو أولئك وإن تصدقوا عليهم أحياناً أثناء الصوم قلما يبالون بهم بعد انتهائه. فضلاً عن أنّه لو كان الغرض من الصوم هو الإحساس بالجوع لما كان للفقراء أن يصوموا أبداً لأنّهم يحسون به في كل يوم، فالله سبحانه وتعالى فرض الصوم على الأغنياء كما فرضه على الفقراء الذين لا حاجة لهم أن يشعروا بأنفسهم.
۲ – وبعض الناس يقولون إننا نصوم حفاظاً على مظاهرنا الدينية لدى أصدقائنا الصائمين. ونسي هؤلاء أنّ الصوم لهذا الغرض لا يُعتبر فضلاً في نظر الله بل هو رياء وتظاهر بغير الحقيقة.
۳ – ويقول فريق آخر إنّ الله سبحانه وتعالى فرض علينا الصيام ليغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا ولكنّ هذا الرأي غير صحيح لأنّه لو كان الله سبحانه يغفر ذنوب الإنسان بسبب صيامه أو حسناته لأصبح الغفران استحقاقاً مفروضاً على الله وليس رحمة وتكرماً منه.
۴ – وفريق من الناس يقول إننا ننتهز فرصة الصيام فلا نسرق ولا نغش ولا نكذب. ويظن أصحاب هذا الرأي أنّهم بهذا ذوو فضيلة، ونسي هؤلاء أنّ الله سبحانه لا يرضى بالذنب والشر في كل شهور السنة وليس في وقت الصيام فقط.
۵ – وهناك من يقولون إننا نصوم لنقضي على أهوائنا وشهواتنا. وهؤلاء الناس وإن كانوا أفضل كثيراً ممن جاء ذكرهم سابقاً إلا أنّهم نسوا أنّ الميل إلى الخطيئة ليس كامناً في الجسد حتى يتمكن الارتقاء فوق هذا الميل بالصوم بل إنّ الميل إلى الخطيئة يقبع داخل النفس بدليل أنّ يد السارق الذي يصوم كثيراً لا تختلف في تركيبها الجسماني عن يد الأمين الذي لا يصوم على الإطلاق.
إنّما الفرق بينهما هو أنّ نفس الثاني أمينة ومن ثم توحي إليه بمراعاة الأمانة، ونفس الثاني شريرة ومن ثم توحي إليه بالسرقة. هذا فضلاً عن أنّ كثيراً من الصائمين وإن كانوا لا يفعلون في الظاهر الخطايا التي اعتادوا عليها. إلا أنّهم في أثناء صومهم قد يشتهونها ويفكرون فيها ويتحدثون عنها.
وبناء على كل هذا فليس كل صوم مقبولاً عند الله فهناك أصوام باطلة لا تعتبر بالحقيقة أصواماً، وهي مرفوضة تماماً من الله. فكيف يقبل الله عز وجل صوماً سيهدف الصائم من ورائه كسب مديح الناس وإطرائهم ؟! يقول الرسول “أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله”.
ويقول علي : “صيام القلب عن الفكر في الآثام أفضل من صيام البطن عن الطعام”. وقال : “صوم النفس عن لذات الدنيا أنفع الصيام”. وقال : “صوم النفس إمساك الحواس الخمس عن سائر المآثم، وخلو القلب عن جميع أسباب الشر”.
وقال الصادق : “سمع رسول الله امرأة تسب جارية لها وهي صائمة، فدعا رسول الله بطعام، فقال لها: كلي. فقالت: إنّي صائمة. فقال: كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك، إنّ الصوم ليس من الطعام والشراب فقط”. فكيف يقبل الله سبحانه صوماً يكون غرضه التباهي والافتخار؟ أو كيف يقبل الله صوماً غير مقترن بالتوبة عن الذنوب؟! إنّ الله (قدوس) يريد القلب النقي أكثر مما يريد المعدة الخاوية والجسد الجائع!! فالإنسان الذي يصوم فمه عن الطعام، ولا يصوم قلبه عن الخطايا والشرور، ولا يصوم لسانه عن الأباطيل… فإنّ صومه باطل.
إنّ منع النفس عن الطعام لا بد أن يمتد إلى أن يصير منعاً عاماً عن كل ما يغضب الله.
إنّ الصوم هو علاقة عبادية روحية بين الإنسان وربه، وهذه العبادة يجب أن لا تمارس تحت ضغوط ونظم معينة، بل يجب أن تكون بإرادة القلب وشوق الروح، فالصوم عامل هام من عوامل تعميق الشركة الروحية مع الله ففيه يتجه الإنسان نحو الله فيقلل من الروابط التي تربطه بالأرض ويضبط عناصر طبيعته نحو السماء فيأخذ نعمة تساعده على التقدم في الطريق الروحي. إنّ الصوم هو فترة حب لله سبحانه والتصاق به، وبسبب هذا الحب يرتفع الصائم عن مستوى الجسد ليسمو بالروح ويرتفع عن الأرضيات ليرقي إلى السمائيات.
ومتى كان الصوم بهذا الشكل تصير فيه علاقة الإنسان بخالقه علاقة عميقة وحميمة إن كان هذا الصوم مقبولاً عند الله. إنّ الصوم هو الذي تشعر فيه بأنّ الله موجود في حياتك ووجوده ظاهر في تصرفاتك وكلماتك، ويوم الصوم الذي لا تفكر في الله يجب أن تشطبه من أيام صومك. ولكي يكون الصوم مقبولاً لدى الله على الصائم ألا يفتخر بصومه أو يتحدث للناس عنه بل أن يغسل وجهه ويمشط شعره حتى لا يظهر للناس صائماً بل الله الذي في السماوات والذي سيكافئه.
والصوم المقبول عند الله هو الصوم المقترن بالتوبة، فالأشرار الذين يكتفون من الصوم بالامتناع عن الطعام والشراب يخاطبهم الله سبحانه – كما جاء على لسان حبيبه -: “لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا، وصمتم حتى تكونوا كالأوتار، لم يقبل الله منكم إلاّ بورع”.
أليس الصوم الذي أختاره يكون في فَكِّ قيود الشر وحلِّ عقد نير الذل والاستعباد وإطلاق سراح المتضايقين وتحطيم كل نير؟ ألا يكون في مشاطرة زادك مع الجائع وإيواء الفقير المتشرد وكسوة العريان الذي تلتقي وعدم التغاضي عن قريبك البائس؟ إنّ الله سبحانه يهمه بالدرجة الأولى محاربة الفساد وترسيخ قيم الحب والعدل ومساعدة الفقراء المحتاجين وما أروع أن يكون الصوم صوماً للسان عن التفوه بالأكاذيب وكلام السفاهة، وصوماً للسيد عن أخذ الرشوة أو السرقة من مال وممتلكات الغير، وصوماً للعين عن النظرات الشريرة الشهوانية، وصوماً عن الأنانية وحب الذات.. هذا الصوم بما فيه من ضبط وكبح لجماح شهوات الجسد وبما فيه توبة قلبية حقيقية يكون مقبولاً عند الله.
وكما قال علي – مناظراً بين صوم الجسد وصوم النفس -: “صوم الجسد الإمساك عن الأغذية بإرادة واختيار خوفاً من العقاب ورغبة في الثواب والأجر، وصوم النفس إمساك الحواس الخمس من سائر المآثم وخلو القلب من أسباب الشر”. ويقول حفيده زين العابدين : “وأعنا على صيامه بكفّ الجوارح عن معاصيك واستعمالها فيه بما يرضيك”.