- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 3 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
سيدة عراقيـة : نعيش في زمن العولمة ولا نعرف كيف نسيطر على أبنائنا
تعاملت السيدة خلود الشجيري/۴۲ سنة ، مع أولادها وهم أطفال بكل حنان، وحرصت على تعليمهم حسن التصرف في كل ما يصدر عنهم، وكذلك علمتهم احترام الكبار والرحمة بالضعفاء، لكنها وفي فترة مراهقتهم واجهت العديد من المشاكل معهم. تقول الشجيري، “أسكن في حي شعبي، ويختلط أبنائي مع العديد من الأصدقاء،
فمنهم الصالح ومنهم الطالح، ومع الأيام لمست العديد من الأفكار والسلوكيات الغريبة لدى أبنائي في هذا السن، مثل استخدامهم لمصطلحات لم أسمع بها من قبل، وهذا ما يصفونه بلغة (الدواوين)”.وتضيف، “ربيت أبنائي جيدا، لكن المحيط من حولهم يؤثر على تكوين شخصيتهم، فحاولت جاهدة مع زوجي أن نقوم بتغيير مكان السكن، لكن لم ننجح بذلك، نظرا لارتفاع الإيجارات”.
كيف نسيطر على أولادنا؟!
أما هالة الخالدي (۳۶ عاما) التي تحرص بشكل كبير على دراسة أبنائها، وتؤكد أن الذكور من أبنائها يتعبونها أثناء عملية تدريسها لهم أكثر من البنات، كونهم لا يدركون حقيقة المسؤولية والخوف من انخفاض معدل الدرجات، إلى جانب انشغالهم دوما بالألعاب الإلكترونية، ما يضطرها للصراخ أحيانا ثم تعود وتتذكر المبادئ التربوية، وتحاول أن تتمالك أعصابها وتستعيد هدوءها وتتعامل معهم بسلام، والصبر عليهم حتى تتجاوز هذه المرحلة. تقول، “نعيش في زمن العولمة ولا نعرف كيف نسيطر على أبنائنا، فالمغريات والوسائل الإلكترونية المتوفرة حاليا أضعفت قدراتنا على تنشئة أبنائنا بالطريقة المثلى”.
إنزعاج .. وانهيار أحياناً.
نائلة حمدان (۳۲ عاما) لها قصة أخرى مع التربية، إذ تقول “أنزعج كثيرا وأشعر أحيانا أنني أصل إلى مرحلة الانهيار، فلدي ثلاثة أطفال وبيتي دائما في فوضى، فزوجي وأبنائي فوضويون جدا وأصبحت عصبية جدا وأضرب أولادي كثيرا واصرخ وانعكس ذلك سلبا”.وتضيف، “فأنا أشعر بخطئي بحقهم وحق نفسي وهم يبتعدون عني تدريجيا، كما أن كثرة الخلافات بيني وبين زوجي أثّرت في طريقة تعاملهم مع بعضهم، فلا يتعاملون مع بعضهم سوى بالصراخ أو الضرب”.وتشعر حمدان بغيرة شديدة جراء مشاهدتها سلوكيات أبناء صديقاتها وجيرانها، وتعلم أن تنشئة أبنائها خاطئة، وذلك لتأثرهم بأقرب الناس لهم سواء من الوالدين، أو من عائلة الزوج التي تجد بالصوت العالي والصراخ ملاذها في أي نقاش يدور، ومن المعلوم أن الصغير يربى ويتأثر بالبيئة التي حوله”.
تعدد أساليب التربية وتتعدد أساليب التربية المستخدمة من قبل الآباء والأمهات، ومن المعروف أن هذه الأساليب لها تأثيراتها الإيجابية والسلبية على الأطفال، فعندما تتميز العلاقة الأسرية بالرقي، فإنها تساعد على النمو السليم لشخصية الطفل، كما أن اعتماد نمط العداء لدى الوالدين ينعكس على الأبناء، إلى جانب عوامل محيطة أخرى يتأثر بها الطفل سواء كانت من قبل الأصدقاء أو الجيران أم المدرسة أو التكنولوجيا.ولا شك أن عملية التربية في رأي اختصاصي علم الاجتماع مفيد سرحان، تتأثر بالمحيط والبيئة، وهذا مما قد يصعب هذه العملية، إذ إن الأبوين ليسا فقط العنصر الوحيد في عملية التربية، بل إن أفراد الأسرة الأخرى يشاركون في هذه العملية، وكذلك الأصدقاء وزملاء المدرسة ووسائل الإعلام التي لها دور كبير في التأثير على الأبناء، وخصوصا أنها تمتلك وسائل جذابة ومؤثرة.
عوامل مؤثرة
وهذا ما تؤكده التربوية ومديرة إحدى المدارس الحكومية مريم المنصوري، إذ تشير إلى أن هناك الكثير من العوامل التي تؤثر على التنشئة الاجتماعية للأطفال، مثل العوامل الوراثية في كل عائلة، قدرات الذكاء المكتسبة، الأمراض الموروثة، الصفات الشخصية للعائلة.وكذلك النواحي الاقتصادية لها تأثير أيضا، وفق المنصوري، والتي تتمحور حول منطقة السكن وطبيعة الأقارب والمجاورين ونوعية عمل أفراد العائلة، وقرب العائلة من مؤسسات اجتماعية تؤثر ايجابا على تنشئتهم مثل الجامع أو النوادي والمدارس والجامعات.
وتقول، “نظرا لذلك تتشكل لدى العائلة طموحات تستدعي منهم التغير وهذا يدفع بالعائلة لتوفير الفرص التي تساعدعهم على التغير إلى الأفضل مثل تعليمهم وإثرائهم بالنشاطات المتنوعة”. وتذهب إلى أن دور العائلة مهم في تنشئة الطفل، فالثقة بالنفس مصدرها العائلة، والشجار بين أفراد العائلة ينعكس على الطفل، مبينة أن هناك الكثير من المؤثرات على نفسية الطفل. وعن النمط المثالي للتنشئة الاجتماعية خلال فترة الطفولة، تشير إلى أنها تعتمد على مجموعة من الأسس، فإذا توافرت الصفات الوراثية والقدرات العقلية والنواحي الاقتصادية أولا، يبقى هناك مدى قدرة الطفل على الاستجابة مع التطورات من حوله، مبينة أن التنشئة الاجتماعية الايجابية التي تتوافق مع طموحات العائلة وحاجات المجتمع المتجددة، تعتمد على مدى التزام العائلة بالهدوء النفسي المتزن، مع تحمل مسؤولية الطفل تجاه إعداده للمستقبل، إلى جانب البحث عما يتناسب وقدرات الطفل، وإثراء الطفل بما ينمي نشاطاته، تنمية مهارات التواصل لديه مع الرفاق والمجتمع وتعليمه معاني الصبر وسعة الصدر وبأنهما مفتاح النجاح.