- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 2 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
لقد اتفقت كلمة المؤرخين على أن هارون الرشيد قام باعتقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وإيداعه السجن لسنين طويلة مع تأكيده على سجانيه بالتشديد والتضييق عليه .
قال ابن كثير : فلما طال سجن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) كتب إلى الرشيد : ” أما بعد يا أمير المؤمنين إنه لم ينقض عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك يوم من الرخاء، حتى يفضي بنا ذلك إلى يوم يخسر فيه المبطلون” .
ولم يزل ذلك الأمر بالإمام ( عليه السلام ) ، ينقل من سجن إلى سجن حتى انتهى به الأمر إلى سجن السندي بن شاهك ، وكان فاجرا فاسقا ، لا يتورع عن أي شئ تملقا ومداهنة للسلطان ، فغالى في سجن الإمام ( عليه السلام ) وزاد في تقييده حتى جاء أمر الرشيد بدس السم للكاظم ( عليه السلام ) ، فأسرع السندي إلى إنفاذ هذا الأمر العظيم ، واستشهد الإمام ( عليه السلام ) بعد طول سجن ومعاناة في عام 183 ه .
ولما كان الرشيد يخشى ردة فعل المسلمين عند انتشار خبر استشهاد الإمام ( عليه السلام ) ، لذا عمد إلى حيلة ماكرة للتنصل من تبعة هذا الأمر الجلل ، فقد ذكر أبو الفرج الأصفهاني وغيره : أن الإمام الكاظم لما توفي مسموما أدخل عليه الفقهاء ووجوه أهل بغداد ، وفيهم الهيثم بن عدي وغيره ليشهدوا على أنه مات حتف أنفه دون فعل من الرشيد وجلاوزته ، ولما شهدوا على ذلك أخرج بجثمانه الطاهر ووضع على الجسر ببغداد ونودي بوفاته .
ودفن في بغداد في الجانب الغربي في المقبرة المعروفة بمقابر قريش المشهورة في أيامنا هذه بالكاظمية .
معاناة الإمام في الطوامير المظلمة
ولكننا يجب أن لا ننسى أخيراً: أن ما عاناه الإمام عليه السلام من آلام ومتاعب قد نشأ قسط منه من عدم قدرة كثير من الشيعة على الكتمان، وعن إذاعتهم لأمرهم، وطرحهم بصورة علنية وسافرة لكثير من القضايا قبل توفر الشروط والظروف الموضوعية لطرحها، والإعلان بها الأمر الذي فوّت كثيراً من الفرص عليهم، وعلى الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم، وعرَّضهم لكثير من المتاعب، التي كان بالإمكان تجنبها، ونبَّه خصومهم إلى أمور لم يكن من المصلحة تنبههم إليها، ووقوفهم عليها.
ويكفي أن نذكر هنا: أن هذه الملاحقة الأكيدة، وتلك المراقبة الصارمة قد تعذر معها تعميق المعاني الإيمانية لدى كثير من الناس، لتصل إلى درجة تكفي لإحداث تحول أساسي. في الوضع القائم آنذاك. وأبقى القضايا في مستوى الفكر لدى فريق، وفي مستوى العاطفة لدى فريق آخر، وهو الأعم الأغلب.
فالسلام على الإمام موسى بن جعفر الكاظم يوم ولد ويوم استشهد سجينا مظلوما مسموما ، ويوم يبعث حيا .