موقع الشیعة - النبي وأهل بيته - الإمام الحسين (ع) - مدائحه ومراثيه
شَـفَت آلُ مروانَ أضغانَهَا
وأرضَـت بذلك شيطانَهَـا
فجائَتهُ تركـبُ طُغيانَهَـا
فَغَطَّى النجـود وعيظانَهَا
وَلازَمَـتِ الطَيـر أوكانَهَا
يثنـي بماضِـيهِ وجدانَهَا
وَقَد صَرَّت الحربُ أسنانَهَا
نفسٌ أبَـى العِـزُّ إذعانَهَا
فنفسُ الأبـيِّ وما زانَهَـا
فبالموت تَنـزَعُ جُثمَانَهَـا
وفخراً يَزِيـنُ لَها شَانَهَـا
بِهِ عَرَّكَ المـوتُ فرسانَهَا
حَمـراءُ تَلفَـحُ أعنَانَهَـا
إذا مَلمَل الرعبُ أقرانَهَـا
إذا غَيَّرَ الخوفُ ألوانَهَـا
وشَـيَّدَ بالسـيفِ بُنيَانَهَـا
له أخلَتِ الخيـلُ ميدانَهَـا
لهُ العـزُّ حَبَّـبَ لُقيَانَهَـا
فتاةٌ تُواصِـلُ خلصانَهَـا
صَرِيعاً يجبِّـن شجعانَهَـا
بأن على الأرض كَيوَانَهَا
تَوسُّـدَ خَـدِّكَ كثبانَهَـا
خَميس الحشَاشَةِ ظَمئَانهَا
ومطعامَ فهرٍ ومطعانَهَـا
وليسَت تُعاجل إمكانَهَـا
كفاني ضنىً أن أرى في الحسـين
فأغضــبتِ اللهَ فــي قتلِــهِ
عشــية أنهَضَــهَا بَغيُهَـــا
بِجَمـعٍ من الأرض سَـدَّ الفُروج
وَطَا الوحـشُ إذ لم يَجِـد مهرباً
وحُفَّت بمن حيثُ يلقى الجُمُـوع
وَسَامَتهُ يركـب إحـدى اثنَتَيـنِ
وأمـا يـُرى مذعِـناً أو تَمـوت
فقـال لهـا اعتصـمي بالإبــا
إذا لم تَجِد غيـرَ لبـس الهَـوان
رأى القتل صبراً شـعار الكرام
فَشَـمَّر للحـرب عـن مُعـرِكٍ
وأَضـرَمَهَا لِعِنَــانِ السَّــمَا
أقرَّ على الأرض من ظهرهـا
تزيـدُ الطلاقـةُ فـي وجهِـهِ
ولمـا قضـى للعُلـى حقَّـهَا
ترجَّـل للمـوتِ عـن سـابق
ثوى زائد البِشـرِ في صَـرعَةٍ
كـأنَّ المنيـةَ كانـت لديــه
فما أجلَتِ الحربُ عـن مِثلِـهِ
تريبُ المُحَيَّـا تَظـنُّ السَّـمَا
غريباً أرى يا غريبَ الطفوف
أَتَقضي فداكَ حَشَـى العالمِينَ
ألسـتَ زعيـمَ بَنِـي غالبٍ
فَلِم أَغفَلَـت فِيـكَ أوتارَهـا