- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 7 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
المبحث السابع: بيان أسماء الله ومعانيها
36 ـ الخبير
قال تعالى: { إنّ الله عليم خبير } [ الحجرات: 13 ]
الخبير، أي: العالم(1)، والخبرة نوع من العلم، وهي العلم بالخفايا الباطنة.
فمعنى الخبير: العليم بكنه الأشياء والأُمور والمطّلع على حقائقها وبواطنها وخفاياها، وهو الذي لا يعزب عن علمه شيء(2).
37 ـ الخير
قال تعالى: { والله خير وأبقى } [ طه: 73 ]
سبب وصفه تعالى بالخير:
1 ـ إنّ الذي يكثر فعل الخير يصح وصفه بالخير من باب التوسّع.
وبما أنّه تعالى يفعل الخير كثيراً، فلهذا وُصف تعالى بالخير(3).
2- “الأصل في معنى الخير هو الانتخاب، وإنّما سمّي الشيء خيراً; لأنّا نقيسه إلى شيء آخر نريد أن نختار أحدهما فننتخبه فهو خير، ولا تختاره إلاّ لكونه متضمّناً لما نريده ونقصده، فما نريده هو الخير بالحقيقة، وإن كنّا أردناه أيضاً لشيء آخر فذلك الآخر هو الخير بالحقيقة، وغيره خير من جهته، فالخير بالحقيقة هو المطلوب لنفسه …
والله سبحانه هو الخير على الاطلاق; لأنّه الذي ينتهي إليه كلّ شيء، ويرجع إليه كلّ شيء ويطلبه ويقصده كلّ شيء”(4).
38 ـ الديّان
قال تعالى: { مالك يوم الدين } [ الفاتحة: 3 ]
الديّان مأخوذ من هذه الآية، ويوم الدين، أي: يوم الجزاء.
والديّان معناه: الذي يجازي العباد بأعمالهم(5).
39 ـ الذاري
قال تعالى: { هو الذي ذرأكم في الأرض } [ الملك: 24 ]
معاني الذاري:
1 ـ الخالق، يُقال ذرأ الله الخلق، أي: خلقهم(6).
2 ـ المنشئ والمنمّي(7).
تنبيه : وقع “الخير” وصفاً لله تعالى مفرداً في قوله عزّ وجلّ: { والله خير وأبقى } [ طه: 73 ] ووقع “الخير” وصفاً لله تعالى مضافاً إلى اسم من أسمائه في موارد كثيرة، منها:
خير الحاكمين: [ الأعراف: 87 ] خير الراحمين: [ المؤمنون: 109 ]
خير الرازقين: [ المائدة: 114 ] خير الغافرين: [ الأعراف: 155 ]
خير الفاتحين: [ الأعراف: 89 ] خير الفاصلين: [ الأنعام: 57 ]
خير الماكرين: [ آل عمران: 54 ] خير المنزلين: [ المؤمنين: 29 ]
خير الناصرين: [ آل عمران: 150 ] خير الوارثين: [ الأنبياء: 89 ]
40 ـ ذو الجلال والإكرام
قال تعالى: { تبارك اسم ربّك ذي الجلال والإكرام } [ الرحمن: 78 ]
الجلال، أي: العظمة(8).
الإكرام، أي: الشرف في الشيء(9).
وذو الجلال والإكرام، أي: لله تعالى العظمة والمجد والشرف والكمال.
تنبيه : صفة “ذي الجلال” تناسب الصفات السلبية التي يكون الله أجلّ وأعظم من الاتّصاف بها.
وصفة “ذي الإكرام” تناسب الصفات الثبوتية التي يتّصف الله بها بالمجد والشرف والكرامة.
41 ـ الرؤوف
قال تعالى: { والله رؤوف بالعباد } [ آل عمران: 30 ]
{ إنّ الله بالناس لرؤوف رحيم } [ البقرة: 143 ]
الرؤوف، أي: ذو الرأفة، والرأفة: شدّة الرحمة، فالرؤوف يعني الرحيم مع المبالغة فيه(10).
42 ـ الرائي
قال تعالى: { ألم يعلم بأنّ الله يرى } [ العلق: 14 ]
معاني الرائي:(11)
1 ـ العالم، والرؤية العلم.
2 ـ المبصر، والرؤية الإبصار.
43 ـ الرازق
قال تعالى: { إنّ الله هو الرزّاق } [ الذاريات: 58 ]
معاني الرزق:
1 ـ معنى الرزق باعتباره عنواناً للشيء الذي ينتفع به المرزوق.
الرزق هو الشيء الذي يحتاج إليه الكائن الحيّ وينتفع به في مأكله وملبسه ومسكنه، وهو يشمل أيضاً ما به قوام وجوده وكماله اللائق به كالعلم والهداية بالنسبة إلى الإنسان.
2 ـ معنى الرزق باعتباره مصدراً لفعل رزق يرزق.
الرزق هو “تمكين” الكائن الحي من الانتفاع بالشيء الذي يصحّ الانتفاع به مع عدم التجويز لأحد أن يمنعه من هذا الانتفاع.
يطلق وصف “الرازق” على كلّ من :
أوّلاً: يفعل الرزق.
ثانياً: يصبح سبباً لوقوع الرزق.
ثالثاً: يقوم بتمهيد السبيل وتوفير الأجواء لتحقّق الرزق(12).
44 ـ الرافع
قال تعالى: { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم رجات } [ المجادلة: 11 ]
الرافع، اسم فاعل مأخوذ من الرفع، وهو: الإكرام وإعلاء المكانة.
والله تعالى يرفع درجات أهل الإيمان والعلم، ويقرّبهم إليه(13).
45 ـ الرب
قال تعالى: { الحمد لله ربّ العالمين } [ الفاتحة: 2 ]
الربّ في الأصل تعني التربية، أي: إبلاغ الشيء إلى كماله شيئاً فشيئاً، ثمّ قيل:
“الربّ” وصفاً للمبالغة.
ويطلق اسم الربّ على “المالك”; لأنّ المالك يحفظ ما يملكه ويربّيه(14).
46 ـ الرحمن
قال تعالى: { بسم الله الرحمن الرحيم }
{ الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان * علمه البيان } [ الرحمن: 1 ـ 4 ]
{قل ادعو الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } [ الإسراء: 110 ]
معنى الرحمة:
الرحمة في الإنسان تعني: رقّة تقتضي الإحسان إلى المرحوم.
وبما أنّ الله تعالى منزّه عن “الرقّة”، فلهذا يكون المقصود من “الرحمة” المنسوبة إليه تعالى هو “الإحسان” دون “الرقّة”(15).
ولهذا قال الإمام علي(عليه السلام) حول الله تعالى: “رحيم لا يوصف بالرقّة”(16).
معنى الرحمن:
“الرحمن” مشتق من “الرحمة” وهو مبني على المبالغة، ومعناه: ذو الرحمة. والله تعالى واسع الرحمة على عباده، وقد عمّت رحمته العباد المستحقّين وغير المستحقّين.(17) وقد تجلّت رحمته هذه بإحسانه وإنعامه الواسع على جميع العباد المؤمنين والكافرين، الصالحين والطالحين.
47 ـ الرحيم
قال تعالى: { والهكم إله واحد لا إله إلاّ هو الرحمن الرحيم } [ البقرة: 163 ]
{وكان بالمؤمنين رحيماً } [ الأحزاب: 43 ]
الرحيم مأخوذ من الرحمة، والمراد من الرحيم: المنعم، كما قال تعالى لرسوله(صلى الله عليه وآله): { وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين } [ الأنبياء: 107 ] أي: نعمة للعالمين(18).
الفرق بين “الرحمن” و “الرحيم”:
1- “الرحمن” اسم خاص بالله(19)، ولكن “الرحيم” اسم عام يصح إطلاقه على غير الله تعالى(20).
2- قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): “الرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصّة”(21).
48 ـ الرزّاق
قال تعالى: { إنّ الله هو الرزّاق ذو القوة المتين } [ الذاريات: 58 ]
الرزّاق مبالغة في الرازق، وقد مرّ معنى الرازق قبل قليل.
49 ـ الرشيد
قال تعالى: { إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيّئ لنا من أمرنا رشداً } [ الكهف: 10 ]
معاني الرشيد:(22)
1 ـ ذو الرشاد، والرشاد موافقة الحقّ والصواب في جميع الأفعال.
والله تعالى رشيد، أي: جميع أفعاله موافقة للحقّ والصواب.
2 ـ المرشد، أي: الذي يدل عباده على مصالحهم ويدعوهم إليها.
ومنه قوله تعالى: { ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً } [ الكهف: 17 ]
50 ـ رفيع الدرجات
قال تعالى: { رفيع الدرجات ذو العرش } [ غافر: 15 ]
المقصود من رفيع الدرجات:
1- كناية عن رفعة شأنه تعالى، أي: هو الذي لا أرفع قدراً منه عزّ وجلّ(23).
2 ـ رافع درجات الأنبياء والأولياء .
51 ـ الرفيق
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): “إنّ الله رفيق يحبّ الرفق”(24).
الرفيق مأخوذ من الرفق بمعنى التأنّي في الأمور والتدرّج فيها.
وضدّه “العنف” بمعنى الأخذ بشدّة واستعجال.
والله رفيق في أفعاله حيث خلق المخلوقات كلّها بالتدريج شيئاً فشيئاً، مع أنّه تعالى قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة.
والله ـ أيضاً ـ رفيق في أمره ونهيه، فلا يأخذ عباده بالتكاليف الشاقّة… بل يتدرّج معهم من حال إلى حال حتّى تألفها نفوسهم(25).
52 ـ الرقيب
قال تعالى: { وكان الله على كلّ شيء رقيباً } [ الأحزاب: 52 ]
{ إنّ الله كان عليكم رقيباً } [ النساء: 1 ]
معاني الرقيب:
1 ـ الحافظ(26).
2 ـ الذي يلاحظ الأشياء ويشرف عليها بصورة دائمة(27).
فيكون معنى كونه تعالى رقيباً على العباد أنّه حاضر دائماً معهم، يرى ما يخوضون به، ويسمع ما يقولون وما يتناجون به، ومشرف على حركاتهم وسكناتهم الظاهرية والباطنية بحيث لا يغيب أبداً عنه من أمرهم مثقال ذرّة مما يفعلونه.
53 ـ السبّوح
قال تعالى: { سبحان الله عما يصفون } [ الصافات: 159 ]
السبّوح، أي: المنزّه عن كلّ ما لا ينبغي أن يوصف به(28) من قبيل:
1 ـ التنزيه عن مشابهة الممكنات.
2 ـ التنزيه عن الشريك.
3 ـ التنزيه عن الإدراك بالحواس والأوهام.
4 ـ تنزيه صفاته عمّا يوجب له النقص.
5 ـ تنزيه أفعاله عمّا يوجب له العجز أو الظلم(29).
54 ـ سريع الحساب
قال تعالى: { إنّ الله سريع الحساب } [ آل عمران: 199 ]
أي: لا يشغله تعالى حساب أحد عن حساب غيره، فلهذا لا يطول عليه الأمر في محاسبة الخلق(30).
55 ـ سريع العقاب
قال تعالى: { إنّ ربك سريع العقاب } [ الأنعام: 165 ]
كلّ شيء يعقب شيئاً فهو عقيبه، وسمّيت العقوبة عقوبة; لأنّها تكون عقيباً وتبعاً للذنب.
وليست صفة “سريع العقاب” صفة دائمية لله، وإنّما تخصّ الموارد التي تستوجب سرعة العقاب.
56 ـ السلام
قال تعالى: { هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام } [ الحشر: 23 ]
معاني السلام:
1- إنّ الله تعالى سلام; لسلامته في ذاته وصفاته وأفعاله من كلّ نقص وعيب وآفة وذمّ(31).
2- إنّ الله تعالى سلام; لأنّ سلامة المخلوقين تنال من قبله، وهو الذي يعطي السلامة لمن يشاء من مخلوقاته(32).
57 ـ السميع
قال تعالى: { والله هو السميع العليم } [ المائدة: 76]
{ إنّني معكما أسمع وأرى } [ طه: 46 ]
معاني السميع:
1 ـ العالم بالمسموعات(33).
2 ـ إنّه تعالى على صفة يدرك المسموعات إذا وجدت(34).
3 ـ إنّه تعالى سميع الدعاء، أي: مجيب الدعاء(35).
قال تعالى: { إنّ ربّي لسميع الدعاء } [ إبراهيم: 39 ](36)
58 ـ السيّد
ورد وصفه تعالى بكلمة “السيّد” في الأدعية كثيراً، منها ما ورد في دعاء كميل:
“إلهي وسيّدي وربّي أتراك معذبي بنارك بعد توحيدك”(37).
معاني السيّد:
1 ـ المَلِك، ويقال لملك القوم وعظيمهم: سيّدهم، وقد سادهم ويسودهم(38).
2- المحتاج إليه، وسيّد الناس هو رأسهم الذي إليه يرجعون، وبأمره يعملون، وعن رأيه يصدرون، ومن قوله يستهدون(39)
59 ـ الشافي
قال تعالى: { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين } [ الإسراء: 82 ]
وقال تعالى حكاية عن قول إبراهيم(عليه السلام): { وإذا مرضت فهو يشفين } [ الشعراء: 80 ]
والله تعالى هو الشافي; لأنّ الإنسان المريض والسقيم والعليل لا ينال الصحة إلاّ بإذن الله تعالى، والسقيم من الناحية المعنوية لا ينال العافية إلاّ بعد مشيئته عزّ وجلّ.
_______________
1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 210.
2- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 123 ـ 124.
3- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 210.
4- الميزان في تفسير القرآن، العلاّمة محمّد حسين الطباطبائي: ج 3، تفسير آية 26 من سورة آل عمران ، ص 132.
5- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 210.
6- المصدر السابق: ص 198.
7- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 57.
8- انظر: مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادة (جلّ)، ص 198.
9- انظر: المصدر السابق: مادّة (كرم)، ص 707.
10- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 144.
11- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 199.
12- للمزيد راجع كتاب: العدل عند مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، علاء الحسّون: الفصل الرابع عشر.
13- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 119.
14- انظر: القواعد والفوائد، محمّد بن مكي العاملي: ج 1، القاعدة 211، ص 174.
15- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 198.
16- نهج البلاغة، الشريف الرضي: 179، ص 344.
17- نهج البلاغة، الشريف الرضي: خطبة 179، ص 344.
18- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 198.
19- لا يصح إطلاق اسم “الرحمن” على غير الله تعالى; لأنّ معنى “الرحمن هو المنعم الحقيقي البالغ في الرحمة غايتها، وهذا المعنى خاص بالله تعالى فقط.
انظر: الروضة البهية (شرح اللمعة)، زين الدين بن علي العاملي (الشهيد الثاني): 1 / 218.
20- مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج 1، تفسير آية 3 من سورة الفاتحة، ص 93.
21- الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، باب معاني الأسماء واشتقاقها، ح 1، ص 114.
22- القواعد والفوائد، محمّد بن مكي العاملي: ج 1، قاعدة 211، ص 173.
23- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 45.
24- وسائل الشيعة، الحرّ العاملي: ج 15، كتاب الجهاد، باب 27، ح [ 20489 ] 13، ص 271.
25- انظر: أسماء الله الحسنى، ابن قيّم الجوزية: ص 247.
26- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 199.
27- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 130.
28- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 201.
29- انظر: بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج 4، أبواب أسمائه تعالى، باب 1، ذيل ح8 ، ص 170.
30- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 153.
31- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 199.
32- انظر: المصدر السابق .
33- انظر: النكت الاعتقادية، الشيخ المفيد: الفصل الأوّل، ص 24.
34- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، 192.
35- انظر: المصدر السابق.
36- للمزيد راجع في هذا الكتاب: الفصل العاشر: سمع الله تعالى وبصره.
37ـ راجع مفاتيح الجنان، عباس القمي.
38ـ التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 201.
39ـ الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 54 (بتصرّف يسير).
المصدر: التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) / الشيخ علاء الحسون