- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 3 دقیقة
- 0 تعليق
الوضع الطبيعي للعلاقة بين النبي صلى الله عليه وآله وعمر أن تكون علاقة مسلم تابع بنبيٍّ متبوع مُطاع، لكن الثابت أن عمر كان كثير الإعتراض على النبي صلى الله عليه وآله !
والتفسير الصحيح لذلك أنه خطأ من عمر، وأن الإعتراض على رسول الله صلى الله عليه وآله أمرٌ كبير لأنه كما قال الله تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى… وَمَاآتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَانَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وَاتَّقُوا اللهَ، إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.
لكن عمر ومجبيه خرجوا عن المألوف، وفسروا اعتراضات عمر بأنه كان دائماً مصيباً، بينما كان النبي صلى الله عليه وآله يقع في الخطأ ! وأن الوحي كان ينزل مؤيداً لرأي عمر منتقداً لرأي النبي صلى الله عليه وآله، بل كان أحياناً يوبِّخ النبي صلى الله عليه وآله، معاذ الله !!
فكأن النبي صلى الله عليه وآله عندهم رجلٌ ساذج، يقع في أخطاء فيصححها له عمر !
وكأن المطلوب أن يثبتوا لعمر فضائل، ولو بالطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وآله !
وقد ألفوا في هذا الطعن المغطى به صلى الله عليه وآله كتباً ونظموا أراجيز وسموه (موافقات عمر) ومعناها: موافقات الله تعالى لرأي عمر، ولو بتخطئة رأي النبي صلى الله عليه وآله !!
ففي الأعلام:2/63: ( أبو بكر بن زيد بن أبي بكر الحسني الجراعي الدمشقي. .. (825 ـ 883 ) له…. نفائس الدرر في موافقات عمر ).
وفي:3/3 1: (الجلال السيوطي(849–911)، وعدَّ من مؤلفاته: قطف الثمر في موافقات عمر ). وكذا في كشف الظنون: 2/ 1353
وفي:5/3 2: (…ـ937هـ) محمد بن إبراهيم بن محمد بن مقبل البلبيسي… صنَّف: شرح نظم الدرر في موافقات عمر للبدر الغزي ).
وفي:7/44: (محمد بن جمال الدين عبد الله بن أبي حفص سراج الدين عمر، من علماء حلب، ولي قضاءها مرات، واستقضيَ بدمشق والقاهرة. له كتب منها.. . الموافقات العمرية للقرآن الشريف).
وفي معجم المؤلفين:2/22: (أحمد بن النقيب?(771 ـ 816 ه ) أحمد بن علي بن محمد المقدسي… له الموافقات التي وقعت في القرآن لعمر بن الخطاب ).
وفي إيضاح المكنون:1/447:(الدر المستطاب في موافقات عمر بن الخطاب، لحامد بن علي بن إبراهيم بن عبد الرحيم العمادي، المفتي الدمشقي الحنفي المتوفى سنة 1171).
وفي:2/658: (نظم الدرر في موافقات عمر، أعني عمر بن الخطاب رضي الله عنه لبدر الدين محمد بن محمد الغزي ).
وفي هدية العارفين:1/497: (ابن البدر الخطيب عبد الباقي بن عبدا لباقي بن عبد القادر بن عبدا لباقي بن إبراهيم بن عمر البعلي الدمشقي….ولد سنة 1 5 وتوفي في ذي الحجة من سنة1 71.
من تصانيفه شرح الجامع الصحيح للبخاري لم يكمل. اقتطاف الثمر في موافقات عمر ).
وفي:2/233: (محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن بدر بن مفرج بن بدر بن عثمان الغزي…توفي سنة935…. من تصانيفه. .. شرح نظم الدرر في موافقات عمر. .. نظم الدرر في موافقات عمر ). انتهى.
قال ابن حجر في فتح الباري:1/2 : (وروى البزار بإسناد حسن، من حديث أبي سعيد الخدري في هذه القصة أن النبي(ص)أذن لمعاذ في التبشير، فلقيه عمر فقال: لاتعجل، ثم دخل فقال: يا نبي الله أنت أفضل رأياً، إن الناس إذا سمعوا ذلك اتكلوا عليها ! قال: فَرُدَّهُ ! وهذا معدودٌ من موافقات عمر، وفيه جواز الإجتهاد بحضرته (ص)!!
وقال في فتح الباري:7/42: (عن عمرو بن دينار قال: كان ابن عباس يقرأ: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلانَبِيٍّ،ولا محدث.
والسبب في تخصيص عمر بالذكر لكثرة ما وقع له في زمن النبي(ص)من الموافقات التي نزل القرآن مطابقاً لها)!!
وفي تحفة الأحوذي:1 /125:(فإن يك في أمتي أحد) أي من المحدثين (فعمر بن الخطاب) وفي بعض النسخ: يكون عمر بن الخطاب، والسبب في تخصيص عمر بالذكر لكثرة ما وقع له في زمن النبي(ص) من الموافقات التي نزل القرآن مطابقاً لها، ووقع له بعد النبي(ص)عدة إصابات ). انتهى.
وقال الصالحي في سبل الهدى والرشاد: 3/ 197: (عن عبادة بن الصامت قال: (بايعنا رسول الله(ص) بيعة النساء وذلك قبل أن تفترض علينا الحرب، على ألانشرك بالله شيئاً، ولانسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف. ..
وقوله: على بيعة النساء، يعني على وفق ما نزلت عليه بيعة النساء بعد ذلك عام الحديبية، وكان هذا مما نزل على وفق ما بايع عليه أصحابه ليلة العقبة، وليس هذا بعجيب، فإن القرآن نزل بموافقات عمر بن الخطاب ). انتهى.
وفي تاريخ المدينة لابن شبة: 3/ 859: ( موافقاته رضي الله عنه… قال ابن عمر: ما أنزل الله أمراً قط فقالوا فيه وقال فيه عمر، إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر) ! (ورواه أحمد: 2/ 95، والترمذي:5/ 28 ، وروى عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه)!
ثم ذكر ابن شبَّه عدداً من موافقات الله تعالى لعمر، بعضها واضح الكذب، وبعضها محرَّف، وفي بعضها تخطئة صريحة للنبي صلى الله عليه وآله !
الأسئلة
1- هل تقبل عقولكم أن يكون خير البشر وأفضل الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله بهذه الصفات التي تنسبها اليه هذه الروايات ؟!
2- هل تعتقدون أن النبي صلى الله عليه وآله يمكن أن يخطئ في الأمر بل في الأمور ويصيب عمر؟ ألا يلزم من ذلك أن عمر أفضل من النبي صلى الله عليه وآله وأولى بالنبوة ؟!
3- لو أن رواياتكم قالت إن الذي كان يصحح أخطاء النبي صلى الله عليه وآله شخصٌ غير عمر، هل كنتم تسكتون عن هذ المنقصة لنبيكم صلى الله عليه وآله ؟!