- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 5 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
المبحث الأوّل: معنى التكليف
معنى التكليف (في اللغة) :
التكليف مأخوذ من الكُلفة ، وهو عبارة عن الأمر بما فيه المشقّة(1) .
معنى التكليف (في الاصطلاح العقائدي) :
التكليف هو بَعْثُ من تجب طاعته ـ ابتداءً ـ على ما فيه مشقة بشرط الإعلام(2) .
توضيح قيود معنى التكليف :
القيد الأوّل: ” بعث “
البعث على الفعل هو الحمل عليه والحثّ عليه بالأمر والنهي(3).
أقسام البعث(4) :
أوّلاً: البعث على الفعل ، وهو:
1 ـ الواجب: الفعل الذي يجب فعله .
2 ـ الندب: الفعل الذي من الأفضل فعله .
ثانياً: البعث على ترك الفعل ، وهو:
1 ـ المحرّم: الفعل الذي لا يجوز فعله .
2 ـ المكروه: الفعل الذي من الأفضل عدم فعله .
تنبيهان :
1- إنّ التكليف ـ بصورة عامة ـ ينبغي أن يكون بعثاً على ما يستحق فعله المدح، من قبيل فعل الواجب والمستحب وترك القبيح، وعلى هذا يخرج المباح ، لأنّ فعله أو تركه لا يستحق المدح .
2- إنّما ورد في تعريف التكليف كلمة “بعث” ليندرج في هذا التعريف: “الإرادة” و”الأمر” و”الإلزام” و”النهي” و”الإعلام”، فإنّها بأجمعها تشترك في كونها باعثة(5).
القيد الثاني: ” من تجب طاعته “
يدخل بهذا القيد من تجب طاعته من قبيل اللّه تعالى والنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والإمام(عليه السلام)والوالدين والسيّد والمنعم ، ويخرج من لا تجب طاعته، لأنّ بَعث غير واجب الطاعة لا يسمّى تكليفاً(6) .
القيد الثالث: ” الابتداء “
يكون التكليف بهذا القيد محصوراً بطاعة اللّه تعالى فقط، لأنّ البعث الإلهي هو البعث الوحيد الذي يكون من جهة الابتداء ، وغيره تابع له .
ولهذا لا تسمّى أوامر ونواهي النبي والإمام ومن تجب طاعتهم من العباد تكليفاً، لأنّ طاعتهم متفرّعة عن طاعة اللّه تعالى ، فلا يعتبر بعثهم على ما أمر به اللّه تعالى تكليفاً(7) .
مثال : لا يسمّى بعث وأمر الوالد ولده على الصلاة تكليفاً لسبق بعثه تعالى وأمره بها، وإنّما يقال للوالد: “أمر ولده بها”، ولا يقال: “هذا تكليف من الأب لولده”(8) .
القيد الرابع : ” المشقّة “
يتمّ بهذا القيد الاحتراز عما لا مشقة فيه ، لأنّ ما لا مشقة فيه لا يسمّى تكليفاً(9) .
تنبيهات :
1- ورد قيد “المشقّة” في تعريف التكليف ، لأنّ التكليف مأخوذ من الكلفة ـ وهي المشقّة ـ فلابدّ من اعتبارها(10) .
2- ليس المراد من المشقّة العسر الذي يؤدّي إلى نفي الحكم، بل المراد ما يوجب الزحمة ، ويحتاج فعله إلى مؤونة(11) .
3- قد استشكل البعض بأنّ جملة مما تشتهيه النفس من قبيل النكاح وتناول الطعام يقع في دائرة التكليف ، وهو ليس فيه مشقة، فكيف أصبحت المشقّة من لوازم التكليف ؟
الجواب: إنّ المشقة الموجودة في هذا المقام عبارة عن اقتصار النفس على النكاح والطعام الحلال وترك الحرام ، وردع النفس عن تلبية الهوى واتّباع الشهوات .
القيد الخامس: ” الإعلام “
يشترط في التكليف إعلام المُكلَّف ما كُلِّف به ، لأنّ البعث الفاقد للإعلام لا يسمّى تكليفاً(12).
بعبارة أُخرى :
إنّ التكليف لا يكون تكليفاً لأحد إلاّ بعد إعلامه بما كُلِّف به(13) .
وإنّ المكلَّف لا يكون مكلّفاً إلاّ بعد إعلامه بما يُطلب منه(14) .
تنبيهان :
1- إنّ “اشتراط الإعلام” لا يرتبط بحقيقة التكليف ، بل يعتبر شرطاً من شروط القيام بالتكليف(15) .
2 ـ إنّ اللّه تعالى يعلم العباد بتكاليفهم عن طريق :
أوّلاً: تكميل عقولهم، ليمكنهم الاستدلال بها .
ثانياً: إرسال الرسل وإنزال الكتب السماوية إليهم(16) .
المبحث الثاني: متعلّق التكليف(17)
ينقسم متعلّق التكليف إلى علم وظن وعمل :
أوّلاً: علم ، وهو ينقسم نتيجة لحاظ مصدر العلم إلى :
1 ـ عقلي .
2 ـ شرعي .
3 ـ عقلي شرعي .
توضيح ذلك :
1- عقلي: وهو أن يكون متعلّق التكليف علماً يتمّ الحصول عليه عن طريق النظر والاستدلال ونحوها مما يستقل العقل بحكمه .
مثال : التكليف بمعرفة اللّه تعالى وصفاته.
2- شرعي: وهو أن يكون متعلّق التكليف علماً يتمّ الحصول عليه عن طريق الشرع ، لأ نّه يكون مما لا يستقل العقل بدركه .
مثال : التكليف بمعرفة الأُمور الشرعية، أي: العلم بالواجبات والمحرّمات والمستحبات، والمكروهات والمباحات التي يعلم الإنسان بها عن طريق الشرع .
ومنه أيضاً العلم بوجود الملائكة وتفاصيل البرزخ والمعاد وكلّ الاُمور الغيبية .
3- عقلي شرعي: وهو أن يكون متعلّق التكليف علماً يتمّ الحصول عليه عن طريق العقل والشرع .
مثال: التكليف بمعرفة وحدانية اللّه تعالى .
ثانياً: ظن ، وهو أن يكون متعلّق التكليف ظناً أقيم الدليل على اعتباره .
مثال : التكليف ـ في بعض الموارد ـ بظواهر الكتاب والأخبار الآحاد والبيّنة ونحوها.
ثالثاً: عمل ، وهو ينقسم إلى :
1 ـ عقلي: وهو أن يكون متعلّق التكليف عملا يأمر العقل به أو ينهى عنه .
مثال : وجوب شكر المنعم والإنصاف والإحسان وبرّ الوالدين وردّ الوديعة .
2- شرعي: وهو أن يكون متعلّق التكليف عملا يأمر الشرع به أو ينهى عنه .
مثال : فعل العبادات كالصلاة والزكاة والصوم والحجّ والجهاد وغيرها من الأعمال الشرعية .
____________
1- انظر: لسان العرب ، ابن منظور: مادة (كلف) .
كشف المراد، العلاّمة الحلّي: المقصد الثالث ، الفصل الثالث ، المسألة الحادية عشر ، ص437 .
النافع يوم الحشر، مقداد السيوري: الفصل الرابع، ص71 .
2- انظر: المسلك في أصول الدين، المحقّق الحلّي: البحث الرابع، المطلب الأوّل ، المقام الثاني، ص95 .
قواعد المرام ، ميثم البحراني: القاعدة الخامسة ، الركن الثاني ، البحث الأوّل ، ص114 .
النافع يوم الحشر: مقداد السيوري: الفصل الرابع، ص71 .
مناهج اليقين، العلاّمة الحلّي: المنهج السادس ، البحث الرابع، ص247 .
3- انظر: النافع يوم الحشر، مقداد السيوري: الفصل الرابع، ص71 .
4- انظر: المنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي: ج1 ، ص253 ـ 254 .
5- انظر: إشراق اللاهوت، عميد الدين العبيدلي، المقصد العاشر، المسألة الأُولى ، ص379 .
6- انظر: إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: مباحث العدل ، تعريف التكليف ، ص271 .
إشراق اللاهوت، عميد الدين العُبيدلي: المقصد العاشر، المسألة الأولى ، ص379 .
7- انظر: قواعد المرام، ميثم البحراني: القاعدة الخامسة، الركن الثاني، البحث الأوّل ، ص114 .
النافع يوم الحشر، مقداد السيوري: الفصل الرابع، ص71 ـ 72 .
إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري: مباحث العدل ، تعريف التكليف ، ص271 .
اللوامع الإلهية، مقداد السيوري: اللامع التاسع، المقصد الرابع، النوع الأوّل ، المبحث الأوّل ، ص222 .
8- انظر: مناهج اليقين ، العلاّمة الحلّي: المنهج السادس ، البحث الرابع، ص247 .
9- انظر: قواعد المرام ، ميثم البحراني: القاعدة الخامسة، الركن الثاني، ص114 .
10- انظر: إشراق اللاهوت، عميد الدين العُبيدلي: المقصد العاشر ، المسألة الأولى ، ص379 .
11- انظر: بداية المعارف، محسن الخرازي: ج1 ، عقيدتنا في التكليف ، ص144 .
12- انظر: تكملة شوارق الإلهام ، محمّد المحمدي الجيلاني: المقصد 3 ، الفصل 3 ، المسألة 11، ص55 .
13- انظر: قواعد المرام، ميثم البحراني: القاعدة الخامسة، الركن الثاني، البحث الأوّل ، ص114 .
14- انظر: إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري: مباحث العدل ،تعريف التكليف ، ص271 .
15- انظر : اللوامع الإلهية ، مقداد السيوري : اللامع 9 ، المقصد 4 ، النوع 1 ، المبحث 1 ، ص222 .
16- انظر: إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري: مباحث العدل، تعريف التكليف ، ص271 .
17- انظر: قواعد المرام ، ميثم البحراني: القاعدة الخامسة، الركن الثاني، البحث الخامس، ص117 .
تجريد الاعتقاد ، نصير الدين الطوسي: المقصد الثالث ، الفصل الثالث، ص204 .
المسلك في أصول الدين، المحقّق الحلّي: النظر الثاني، البحث الرابع، المطلب الأوّل، المقام الثاني، ص96.
المنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي: ج1، ص254 .
مناهج اليقين ، العلاّمة الحلّي: المنهج السادس ، البحث الرابع، ص250 ـ 251 .
النافع يوم الحشر، مقداد السيوري: الفصل الرابع، ص73 .
إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري: مباحث العدل، ص275 ـ 276 .
اللوامع الإلهية، مقداد السيوري: اللامع التاسع ، المقصد الرابع، النوع الأوّل ، المبحث الأوّل ، ص222 .
المصدر: العدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) / الشيخ علاء الحسون