هناك مجموعة كبيرة من الروايات والأحاديث التي في كتب الشيعة عن آل البيت توافق ما عند أهل السنة؛ سواء في العقيدة وإنكار البدع أو غير ذلك، ولكن الشيعة يصرفونها عن ظاهرها، لأنها لا توافق أهواءهم بدعوى أنها من التقية!
الجواب:
أولاً: يبدو من كلام هذا السائل: أن الميزان عنده في صحة الرواية هو موافقتها لما هو عند أهل السنة.. مع أن العكس هو الصحيح، فإن المعيار هو موافقة روايات أهل السنة لروايات أهل البيت «عليهم السلام».
فإن أهل البيت هم أحد الثقلين الذين لن يضل من تمسك بهما، وهم سفينة نوح..
فعلى أهل السنة أن يبحثوا عن روايات أهل البيت «عليهم السلام»، ليجعلوا منها معياراً للصحة والفساد لكل ما عداها..
ثانياً: يجب على هذا السائل: أن يبين لنا الموارد التي صرفوا فيها روايات العقيدة، وإنكار البدع عن ظاهرها، وادعوا أنها من التقية وفي أي كتاب، وأية صفحة وجد ذلك للنظر فيه، فإن إعراض العلماء عن أية رواية لا يكون إلا بدليل وسبب يصرِّحون به، ويتبنّونه، ويشرحونه.. فإن كانت الروايات تثبت التجسيم الإلهي، أو الجبر، مثلاً، فلا بد من تأويلها، لأنها تخالف البديهيات.
وإن كانت تخالف القرآن كروايات غسل الرجلين في الوضوء. فلا بد من ردّها أو تأويلها بما يوافق القرآن الذي نزل بالمسح..
أما إن كان هذا السائل يريد أن يدعي أن الشيعة يردون الروايات ويحملونها على التقية لمجرد الهوى، ومن دون سبب ظاهر، وبرهان جليّ، فتلك دعوى لا تصح، ونحن نطالبه بتقديم الدليل عليها..
المصدر: ميزان الحق .. (شبهات .. وردود) للسيد جعفر مرتضى العاملي