- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 2 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
وهو أنه إذا سلمنا بضرورة استمرار خط الإمامة بعد الرسالة الخاتمة ، فلماذا كان خط الإمامة مستمرا في خصوص أهل البيت عليهم السلام ، وهذه الأسرة الشريفة الطيبة ، هل أن القضية مجرد قضية تشريف وتكريم لرسول الله صلى الله عليه وآله ، فجعلت الإمامة في أهله وأسرته ، أو أن هناك شيئا أهم وأعظم وأوسع من ذلك بالنسبة لاستمرار الإمامة في أهل البيت عليهم السلام ؟
كان يمكن أن يفترض نظريا أن يكون الأئمة المعصومون في أسرة ووسط آخر غير هذا البيت الشريف ، كما عرفنا في التاريخ الإنساني والرسالي وجود أسر وجماعات أخرى كان فيها أئمة معصومون ، كما هو الحال في إسحاق وإسماعيل من ذرية إبراهيم عليه السلام ، وكما في الأنبياء من ذرية يعقوب الذي يسمى في القرآن الكريم بإسرائيل ، فإن هؤلاء كانوا يتصفون بالعصمة – أيضا – وكان بعضهم له دور الإمامة في حركته الرسالية ، ومن ثم فلماذا كان اختصاص الإمامة في خصوص أهل البيت عليهم السلام ، فهل أن القضية – كما أشرنا – هي قضية تكريم وتشريف لرسول الله صلى الله عليه وآله باعتباره الرسول الخاتم ، فأراد الله تعالى أن يكرمه ويشرفه بذلك ، ويجعل ذلك نعمة منه سبحانه وتعالى على هذا العبد الصالح الذي أفنى كل وجوده في سبيل الإسلام وفي سبيل الله وفي سبيل تكامل مسيرة الإنسان ، أو أن تكون القضية تعويض إلهي عن الجهود التي بذلها في سبيل الله والحق والعدل والانسانية ، كما قد يفهم ذلك من قوله تعالى : ( . . . قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى . . . ) ( 1 ) فيكون أجرا له على ذلك ، وإنما اختص هذا الأجر به دون بقية الأنبياء الذين أكد القرآن على أنهم لا يبغون أجرا على رسالتهم إلا الإيمان بالله تعالى ، لأن النبي صلى الله عليه وآله قد بذل جهدا لم يبذل مثله أحد من الأنبياء ، وقد تحمل من الآلام والمحن ما لم يتحمله أحد قبله ولا بعده . . . أو أن هناك شيئا آخر غير موضوع التكريم والتشريف ؟
هنا يمكن أن نشير بهذا الصدد إلى عدة نقاط – أيضا – مع قطع النظر عن الروايات التي وردت في هذا الموضوع والاستدلال على إمامة أهل البيت عليهم السلام من خلال النصوص الشريفة التي دلت على إمامتهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الشورى : 23 .
المصدر: أهل البيت (عليهم السلام) في الحياة الإسلامية / السيد محمد باقر الحكيم