موقع الشیعة - النبي وأهل بيته - الإمام الرضا (ع) - مدائحه ومراثيه
باليمن والعزِّ على عرش القضا
عباده فياله من شرفٍ
ومركز المشَّية الفعليَّة
في سرِّ ذاته على البريَّة
اكرم بهذا الملك المطاع
فهو مثال مبدء المبادي
وهي لذاته تجلِّيات
فما اعزَّه تعالى شأنه
في ذاته وفي معالي رتبته
ذاتاً ووصفاً اعظم المظاهر
ولوح ذاته صحيفة الحكم
اذ هو سرُّّ خاتم الرِّسالة
فانَّه سرُّ ابيه المرتضى
بينةٌ في الزُّبُرِ المعظَّمة
لطيفة الشُّهود سرُّ ذاته
لذاته العليا شؤن ظاهرةٌ
في ذاته العليِّ قدراً وسمةَ
تعرب عن شؤنه صفاته
فلا اتَّم منه في الظُّهور
والقمر الزّاهر في النّاسوت
والملك كلُّه فناء طوره
لا مره في المحو والاثبات
والعرش والسَّبع العلى مرقاته
ديباجة الكون بها منتظمة
ولا ترى لها افولاً ابداً
ومستجار كعبة المعارف
وكيف وهو روح خير الانبيا
نفسي لك الفداء يا عين الرِّضا
اذ لا تنال نقطة التسَّليم
ممثَّل الكنز الخفيِّ الباهر
ما فيه من جواهر العلوم
مصابح الشُّهود في بيانه
قد استوى سلطان اقليم الرّضا
عرش الخلافة الالهيِّة في
لابل على اريكة الهويَّة
له الولاية المحمدية
ولاية التَّكوين والابداع
اذ يده العليا يد الايادي
اسمائه الحسنى له صفات
سلطانه على الورى سلطانه
اعظم ما احبَّ ان يعرف به
فهو من الكنز الخفيِّ الباهر
مقامه الرَّفيع في اعلى القلم
فاتحة الكتاب في الجلالة
بل نقطة الباهي في عين الرِّضا
آيات كبريائه والعظمة
صحيفة الوجود من آياته
ومحكمات الكلمات الباهرة
والحرف عالياته مرتسمةٌ
تحكي عن الغيب المصون ذاته
ظهوره ظهور نور النٌور
شمس سماء عالم اللّاهوت
والملكوت من ظلال نوره
والجبروت كالمسخَّرات
والملأ الاعلى سرادقاته
غرَّته نور رواق العظمة
طلعته مطلع انوار الهدى
ووجهه قبلة كلِّ عارف
وفي محيّاه حياة الاوليا
وعينه عين الرِّضاء بالقضا
ولا تسل عن قلبه السَّليم
وهو بما فيه من الجواهر
جلَّ عن الحدود والرُّسوم
مفاتح الغيوب في لسانه