- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 5 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
التشيع أيام السقيفة
رأي يرى أنهم تكونوا زمن السقيفة : وقد انتصر لهذا الرأي ابن خلدون ( إن الشيعة ظهرت لما توفي الرسول ( ص ) وكان أهل البيت ( ع ) يرون أنفسهم أحق بالأمر وأن الخلافة لرجالهم دون سواهم من قريش ولما كان جماعة من الصحابة يتشيعون لعلي ويرون استحقاقه على غيره ولما عدل به إلى سواه تأففوا من ذلك ( 1 ) الخ .
ويؤيده الدكتور حسن إبراهيم حسن بقوله : ولا غرو فقد اختلف المسلمون إثر وفاة النبي ( ص ) فيمن يولونه الخلافة وانتهى الأمر بتولية أبي بكر وأدى ذلك إلى انقسام الأمة العربية إلى فريقين : جماعية وشيعية ( 2 )
وراح المستشرق ( جولد تسهير ) يؤيد هذا الرأي : إن التشيع نشأ بعد وفاة النبي ( ص ) وبالضبط بعد حادثة السقيفة ( 3 ) .
وروى الطبري أن الزبير اخترط سيفه وقال : لا أغمده حتى يبايع علي . . . ( 4 ) .
ويميل أحمد أمين المصري إلى قبول هذا الرأي: وكانت البذرة الأولى للشيعة الجماعة الذين رأوا بعد وفاة النبي (ص) أن أهل بيته أولى الناس أن يخلفوه ( 5 ) .
وفي ( ضحى الإسلام ) : ذهب إلى أن بداية التشيع كانت عقب وفاة النبي ( ص ) فقال : قد بدأ التشيع من فرقة عن الصحابة كانوا مخلصين في حبهم لعلي يرونه أحق بالخلافة لصفات رأوها فيه ومن أشهرهم : سلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود ( 6 ) .
كما دعم هذا الرأي كاتب العصر محمد عبد الله عنان : فشيعة علي ظهروا منذ وفاة النبي ( ص ) ( 7 ) .
ويبدو أنه من الضروري تتبع وجهات النظر المختلفة في زمن نشأة التشيع .
وجهة النظر الأولى : وهي تعني أن التشيع قد ظهر بعد وفاة الرسول ، لأن أول ما حدث من الاختلاف بين المسلمين بعد نبيهم هو اختلافهم في الإمامة . فالأنصار يرون استحقاقهم للخلافة باعتبارهم أول من أوى رسول الله ونصره ، فهم يزعمون أن لهم السابقة في الدين ، والفضيلة في الإسلام ، فرسول الله قد مكث في قومه بضع عشرة سنة فما آمن من قومه إلا قليل ، لم يمنعوا رسول الله ولا دافعوا عنه حتى خص الله الأنصار بالفضيلة وساق لهم الكرامة وخصهم بالنعمة ورزقهم الإيمان به حتى استقام الأمر لرسول الله بأسياف الأنصار ، حتى توفي رسول الله وهو عنهم راض وبهم موصى ، إذ قال فيهم : ( لو اتخذت العرب شعبا واتخذ الأنصار شعبا لاتخذت شعب الأنصار ) ، هذا إلى أن الرسول قد توفي في مدينتهم ودفن بها وترك الدنيا ، ومدينة الأنصار عاصمة الإسلام ، وقد جسد هذه النظرية سعد بن عبادة ( 8 ) .
أما المهاجرين فيزعمون أنهم أول الناس إسلاما وأوسط العرب أنسابا ولن تدين قبائل العرب إلا لهذا الحي من قريش ، كما كانت تدين به في الجاهية ، وهم أول من عبد الله في الأرض وهم أولياء رسول الله وعشيرته ، فالأئمة من قريش ، وقد عبر عن وجهة النظر هذه أبو بكر بن أبي قحافة .
ولكن بني هاشم الذين يعتبرون أدنى الناس قرابة من رسول الله ، فقد صمموا على أن لا يخرج سلطان محمد في العرب من داره ما دام في هذه الدار القارئ لكتاب الله الفقيه في دين الله العالم بسنن رسول الله ، وقد مثل هذه النظرية الإمام علي بن أبي طالب ( 9 ) .
ويعتقد صاحب كتاب ( نظرية الإمامة ) أنه عندما ظهرت هذه النظريات الثلاث ظهر التشيع لعلي معبرا عن وجهة نظره ، ذلك رأى الباحثين ، حيث يقول جولد تسيهر : غير أنه نشأ بين كبار الصحابة منذ بدأت مشكلة الخلافة حزب نقم على الطريقة التي انتخب بها الخلفاء الثلاثة الأوائل وهم : أبو بكر وعمر وعثمان ، وقد فضل هذا الحزب
بسبب هذا الاعتبار أن يختار للخلافة عليا بن أبي طالب ( 10 ) .
ويلاحظ محمد حسين الزين العاملي : أن للتشيع بداية ثانية إذ أن لفظ الشيعة قد أهمل بعد أن تمت الخلافة لأبي بكر وصار المسلمون فرقة واحدة إلى أواخر أيام الخليفة الثالث ( 11 ) .
ويذكر السيد محسن الأمين العاملي : أن التشيع ظهر عند حدوث الاختلاف في أمر الخلافة يوم وفاة النبي ( ص ) ( 12 ) .
ويذكر اليعقوبي : أنه تخلف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين وقالوا بأحقية علي بن أبي طالب منهم : العباس بن عبد المطلب ، والفضل بن العباس ، والزبير بن العوام ، وخالد بن سعيد ، والمقداد بن عمرو ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، والبراء بن عازب ، وأبي بن كعب ( 13 ) .
ومن الملاحظ أنه كان لكل من هؤلاء دور يتفق وينسجم مع آراء ومناقب علي في أصول القيادة والهداية ، وفلسفته في الحياة الدينية والسلوكية الاجتماعية والسياسية في الإسلام .
لذلك أجمع بعض الباحثين أن هؤلاء كانوا النواة التي زرعت في حديقة التشيع بعد وفاة الرسول ( ص ) كونهم كانوا أشد تجمعهم جميعا صفة واحدة مشتركة هي الزهد والإيمان العميق ، فلم يشاركوا فيما شارك فيه بعض الصحابة من التمتع بنعيم الدنيا وشهواتها .
وإذا وافقنا على اعتبار هؤلاء بداية التشيع ورواده ، فلا بد لنا أن نلاحظ الفرق بين الأفكار الشيعية المتأثرة بتيارات فكرية متباينة ، وبين أفكار هؤلاء المبنية على الزهد والتصوف والقناعة ( 14 ) ويعلق الدكتور عبد الله الفياض على رواية اليعقوبي فيقول : ( 15 ) ويصعب القول أن هؤلاء كونوا رأيهم في استحقاق علي ( ع ) للإمامة بعد وفاة النبي ( ص ) دون مقدمات ، ويبدو أن استمرار طائفة من هؤلاء على ولائهم لعلي ( ع ) واعترافهم بإمامته يدل على أن قولهم بإمامة علي لم يكن نتيجة لأفكار طارئة خلقتها ظروف بيعة أبي بكر في سقيفة بني ساعدة .
التشيع أيام مقتل عثمان
أما الرأي الذي يذهب إلى أن التشيع نشأ أيام مقتل الخليفة الأموي ( عثمان ) فمن أنصاره ابن حزم : فإن الروافض ليسوا من المسلمين أنما هي فرقة حدث أولها بعد موت النبي ( ص ) بخمس وعشرين سنة ( 16 ) .
ولكن المستشرق فلها وزن بعد أن يعلن عن قبول رأى ابن النديم يقول : بمقتل عثمان انقسم الإسلام إلى حزبين : حزب علي ، وحزب معاوية ، والحزب يطلق عليه في العربية اسم الشيعة ، فكانت شيعة علي في مقابل شيعة معاوية ، لكن لما تولى معاوية الملك في دولة الإسلام كلها . . . أصبح استعمال لفظ شيعة مقصورا على أتباع علي ( 17 ) .
ومن القائلين بأن التشيع كان من نتائج مصرع الخليفة الثالث وبواسطة عبد الله بن سبأ الدكتور علي سامي النشار : لقد دخل بعض أحبار اليهود وكهانهم في الإسلام اخترعوا فكرة الإمام المعصوم وخاتم الأوصياء منتهزين أبعاد علي عن الخلافة وتقدموا إلى العالم الإسلامي بهذه الفكرة ، وأضاف إلى ذلك أن كتب القصائد تجمع على أن عبد الله بن سبأ هو أول من دعا إلى فكرة القداسة التي نسبت لعلي ( ع ) ولم تظهر فكرة الحق الإلهي في الخلافة في عهد أبي بكر وعمر قبل عبد الله بن سبأ الذي يمثل تيارا باطنيا من التيارات التي كانت تعمل على هدم الإسلام ( 18 ) .
وهذا الرأي لا يخلو من ضعف كما ذكرنا عن بداية ظهور التشيع .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) كامل ابن الأثير : ج 2 ص 41 – 42 ، تاريخ أبي الفداء : ج 1 ص 116 ، وتفسير الخازن : ص 390 ، وحياة محمد لهيكل : ص 104 ، الطبعة الأولى .
( 2 ) تأريخ ابن خلدون : ج 3 ص 364 .
( 3 ) تاريخ الإسلام : ج 1 ص 371 .
( 4 ) العقيدة والشريعة في الإسلام : ص 174 .
( 5 ) تأريخ الرسل والملوك : ج 2 ص 444 .
( 6 ) فجر الإسلام : ص 266 .
( 7 ) ضحى الإسلام : ج 3 ص 209 .
( 8 ) تأريخ الجمعيات السرية والحركات الفكرية : ص 26 .
( 9 ) نظرية الإمامة : ص 32 .
( 10 ) الإمامة والسياسة : ج 1 ص 10 .
( 11 ) العقيدة والشريعة في الإسلام : ص 174 .
( 12 ) الشيعة في التاريخ : ص 26 .
( 13 ) أعيان الشيعة : ص 34 .
( 14 ) التأريخ : ج 2 ص 103 .
( 15 ) الإمامة وقائم القيامة : ص 84 – 85 .
( 16 ) الفصل : ج 2 ص 78.
( 17 ) الخوارج والشيعة : ص 146 .
( 18 ) نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام : ص 18 .
المصدر: نشأة التشيع / السيد طالب الخرسان