موقع الشیعة - النبي وأهل بيته - الإمام الحسين (ع) - مدائحه ومراثيه
تسدّ ثغر الفضا في سيلِها العرم
بمسلم حينَ أضحى ثابت القدم
بالمرهفين غراري صارم وفم
من يثرب يملأ البيداء بالهمم
إرقالة من بنات الأينق الرسم
علم بأنّ أمام السير سفك دم
أفديه من قادم للموت مبتسم
أشتهى له من ورود الماء وهو ظمي
ضرباً وكلّ بغير المثل لم يهم
موت زؤام وحتف غير منخرم
غداة أطعمه أحشاء كلّ كمي
من الشهادةِ ما قد خُطّ بالقلم
أفديه من مبسمٍ بالسيف ملتئم
غداة في جسمِهِ وجه الصعيد رمي
جموعهم بشبا الهندية الخذم
عنه غبار النفا كفل ذي رحم
تحكي محيّاه مخضوباً بفيضِ دم
كلّا ولا ندبته الأهل من أمم
مترّب الجسم من قرنٍ إلى قدم
من الصوارم أمضى مرهف خذم
ولا القنا بعدَهُ خفّاقة العلم
سل كوفة الجند مُذ ماجت قبائلها
غداة زلّت عن الإسلامِ فاتكة
فقامَ وهو بليغ الوعظ ينذرهم
لم أنسهُ وهو نائي الهم حين سرى
عجلان اقلقل أحشاه البسيطة في
طوع ابن فاطمة أم العراق على
جذلان نفس سرى والموت غايته
يرى المنيةَ من دون ابن حيدرة
هامت به البيض تقبيلاً وهام بها
فكم تحلب من أخلاف صارمه
وكم تلمظ بالأبطال أسمره
كبا به القدر الجاري وحان له
فراحَ ملتئماً بالسيفِ مبسمه
وحلّقت نفسُهُ للخُلدِ صاعدة
لله من مفرد أمست توزّعه
أضحى تريب المحيا الطلق ما مسحت
ما الشمس في بهجة الإشراق ناصعة
ما شدّ لحييه من عمرو العلى أحد
نائي العشيرة منبوذ بمصرعِهِ
مَن مبلغ السبط أنّ الدهر فلّ له
لا البيض من بعدِهِ حمر مناصلها