- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 2 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
رفع عثمان بن سعيد العمري وابنه محمّد رسالة إلى الإمام(عليه السلام) أخبراه فيها أنّ الميسمي وهو من الشيعة حدّثهما أنّ المختار وهو من الضالين يدعو الشيعة إلى الإمامة ل(جعفر)، فأجابهما الإمام(عليه السلام) بهذه الرسالة:
وفّقكما الله لطاعته وثبّتكما على دينه وأسعدكما بمرضاته.
انتهى إلينا ما ذكرتما أن (الميسمي) أخبركما عن المختار ومناظرته من لقي واحتجاجه بأنّ لا خلف غير جعفر بن علي، وتصديقه إيّاه.
وفهمت جميع ما كتبتما به ممّا قال أصحابكما عنه، وأنا أعوذ بالله من العمى بعد الجلاء, ومن الضلالة بعد الهدى, ومن موبقات الأعمال, ومرديات الفتن فإنّه عزّ وجل يقول: (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمن وهم لا يفتنون).
كيف يتساقطون في الفتنة، ويتردّدون في الحيرة ويأخذون يميناً وشمالاً؟ فارقوا دينهم أم ارتابوا؟ أم عاندوا الحقّ أم جهلوا ما جاءت به الروايات الصادقة والأخبار الصحيحة؟ أو علموا بذلك فتناسوا؟
ما يعلمون أنّ الأرض لا تخلو من حجّة إمّا ظاهراً وإمّا مغموراً؟ أوَ لم يروا انتظام أئمّتهم بعد نبيّهم (صلى الله عليه وآله) واحداً بعد واحد إلى أن أفضى الأمر بأمر الله عزّ وجل إلى الماضي- يعني: الحسن بن علي صلوات الله عليه ـ فقام مقام آبائه (عليهم السلام) يهدي إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم.
كان نوراً ساطعاً وقمراً زاهراً، اختار الله عزّ وجل له ما عنده، فمضى على منهاج آبائه (عليهم السلام) حذو النعل بالنعل على عهد عهده، ووصية أوصى بها إلى وصي ستره الله عزّ وجل بأمره إلى غاية، وأخفى مكانه بمشيئته، للقضاء السابق والقدر النافذ، وفينا موضعه، ولنا فضله ولو قد أذن الله عزّ وجل فيما قد منعه وأزال عنه ما قد جرى به من حكمه لأراهم الحق ظاهراً بأحسن حيلة، وأبين دلالة، وأوضح علامة، ولأبان عن نفسه، وأقام بحجّته.
ولكن أقدار الله عزّ وجل لا تغالب، وإرادته لا ترد، وتوفيقه لا يسبق فليدعوا عنهم اتباع الهوى، وليقيموا على أصلهم الذي كانوا عليه، ولا يبحثوا عما ستر عنهم فيأثموا، ولا يكشفوا ستر الله عزّ وجل فيندموا.
وليعلموا: أنّ الحقّ معنا وفينا لا يقول ذلك سوانا إلاّ كذّاب مفتر ولا يدعيه غيرنا إلاّ ضال غوي، فليقتصروا منّا على هذه الجملة دون التفسير ويقنعوا من ذلك بالتعريض دون التصريح إن شاء الله.