- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 11 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
1 – عبد الرحمن بن الحجاج : بعث إلي أبو الحسن موسى ( عليه السلام ) بوصية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهي : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب ، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، صلى الله عليه وآله ، ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين .
ثم إني أوصيك يا حسن وجميع أهل بيتي وولدي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ربكم ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام ، وإن المبيرة ( 1 ) الحالقة ( 2 ) للدين فساد ذات البين ، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب .
الله الله في الأيتام ، فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم ، فقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله عز وجل له بذلك الجنة ، كما أوجب لأكل مال اليتيم النار .
الله الله في القرآن ، فلا يسبقكم إلى العمل به أحد غيركم .
الله الله في جيرانكم ، فإن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أوصى بهم ، وما زال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم .
الله الله في بيت ربكم ، فلا يخل منكم ما بقيتم ، فإنه إن ترك لم تناظروا ، وأدنى ما يرجع به من أمه أن يغفر له ما سلف .
الله الله في الصلاة ، فإنها خير العمل ، إنها عمود دينكم .
الله الله في الزكاة ، فإنها تطفئ غضب ربكم .
الله الله في شهر رمضان ، فإن صيامه جنة من النار .
الله الله في الفقراء والمساكين ، فشاركوهم في معايشكم .
الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ، فإنما يجاهد رجلان : إمام هدى ، أو مطيع له مقتد بهداه.
الله الله في ذرية نبيكم ، فلا يظلمن بحضرتكم وبين ظهرانيكم وأنتم تقدرون على الدفع عنهم .
الله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ولم يؤوا محدثا ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أوصى بهم ، ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمحدث .
الله الله في النساء وفيما ملكت أيمانكم ، فإن آخر ما تكلم به نبيكم ( عليه السلام ) أن قال
: أوصيكم بالضعيفين : النساء وما ملكت أيمانكم .
الصلاة الصلاة الصلاة ، لا تخافوا في الله لومة لائم ، يكفكم الله من آذاكم وبغى عليكم ، قولوا للناس حسنا كما أمركم الله عز وجل ، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله أمركم شراركم ، ثم تدعون فلا يستجاب لكم عليهم .
وعليكم يا بني ، بالتواصل والتباذل والتبار ، وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق ، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب ، حفظكم الله من أهل بيت ، وحفظ فيكم نبيكم ، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ( 3 ) .
2 – الإمام الباقر ( عليه السلام ) – في وصيته لجابر بن يزيد الجعفي – : إعلم بأنك لا تكون لنا وليا حتى لو اجتمع عليك أهل مصرك وقالوا : ” إنك رجل سوء ” لم يحزنك ذلك ، ولو قالوا : ” إنك رجل صالح ” لم يسرك ذلك ، ولكن أعرض نفسك على كتاب الله ، فإن كنت سالكا سبيله ، زاهدا في تزهيده ، راغبا في ترغيبه ، خائفا من تخويفه فاثبت وأبشر ، فإنه لا يضرك ما قيل فيك . وإن كنت مبائنا للقرآن فماذا الذي يغرك من نفسك ؟ ! ( 4 ) .
3 – عنه ( عليه السلام ) : – إنه أوصى بعض شيعته – : يا معشر شيعتنا ، اسمعوا وافهموا وصايانا وعهدنا إلى أوليائنا ، أصدقوا في قولكم ، وبروا في أيمانكم لأوليائكم وأعدائكم ، وتواسوا بأموالكم ، وتحابوا بقلوبكم ، وتصدقوا على فقرائكم ، واجتمعوا على أمركم ، ولا تدخلوا غشا ولا خيانة على أحد ، ولا تشكوا بعد اليقين ، ولا ترجعوا بعد الإقدام جبنا ، ولا يول أحد منكم أهل مودته قفاه ، ولا تكونن شهوتكم في مودة غيركم ، ولا مودتكم فيما سواكم ، ولا عملكم لغير ربكم ، ولا إيمانكم وقصدكم لغير نبيكم ، واستعينوا بالله واصبروا ، * ( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) * ( 5 ) ، وإن الأرض لله يورثها عباده الصالحين .
ثم قال : إن أولياء الله وأولياء رسوله من شيعتنا : من إذا قال صدق ، وإذا وعد وفى ، وإذا ائتمن أدى ، وإذا حمل في الحق احتمل ، وإذا سئل الواجب أعطى ، وإذا أمر بالحق فعل . شيعتنا من لا يعدو علمه سمعه ، شيعتنا من لا يمدح لنا معيبا ، ولا يواصل لنا مبغضا ، ولا يجالس لنا قاليا ، إن لقي مؤمنا أكرمه ، وإن لقي جاهلا هجره . شيعتنا من لا يهر هرير الكلب ، ولا يطمع طمع الغراب ، ولا يسأل أحدا إلا من إخوانه وإن مات جوعا . شيعتنا من قال بقولنا وفارق أحبته فينا ، وأدنى البعداء في حبنا ، وأبعد القرباء في بغضنا ( 6 ) .
4 – عبد الله بن بكير عن رجل عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : دخلنا عليه جماعة ، فقلنا : يا بن رسول الله ، إنا نريد العراق فأوصنا ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ليقو شديدكم ضعيفكم ، وليعد غنيكم على فقيركم ، ولا تبثوا سرنا ولا تذيعوا أمرنا ، وإذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه شاهدا أو شاهدين من كتاب الله فخذوا به وإلا فقفوا عنده ، ثم ردوه إلينا حتى يستبين لكم . . . ( 7 ) .
5 – الخطاب الكوفي ومصعب بن عبد الله الكوفي : دخل سدير الصيرفي على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، وعنده جماعة من أصحابه ، فقال له : يا سدير ، لا تزال شيعتنا مرعيين محفوظين مستورين معصومين ما أحسنوا النظر لأنفسهم فيما بينهم وبين خالقهم ، وصحت نياتهم لأئمتهم ، وبروا إخوانهم ، فعطفوا على ضعيفهم ، وتصدقوا على ذوي الفاقة منهم ، إنا لا نأمر بظلم ، ولكنا نأمركم بالورع ، الورع الورع ، والمواساة المواساة لإخوانكم ، فإن أولياء الله لم يزالوا مستضعفين قليلين منذ خلق الله آدم ( عليه السلام ) ( 8 ) .
6 – إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه كتب بهذه الرسالة إلى أصحابه وأمرهم بمدارستها والنظر فيها وتعاهدها والعمل بها ، فكانوا يضعونها في مساجد بيوتهم ، فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها :
أما بعد ، فاسألوا ربكم العافية ، وعليكم بالدعة والوقار والسكينة ، وعليكم بالحياء والتنزه عما تنزه عنه الصالحون قبلكم . . . وإياكم أن تزلقوا ألسنتكم بقول الزور والبهتان والإثم والعدوان ، فإنكم إن كففتم ألسنتكم عما يكرهه الله مما نهاكم عنه كان خيرا لكم عند ربكم من أن تزلقوا ألسنتكم به ، فإن زلق اللسان فيما يكره الله وما [ ي ] نهى عنه مرداة للعبد عند الله ومقت من الله وصم وعمي وبكم ( 9 ) يورثه الله إياه يوم القيامة فتصيروا كما قال الله : * ( صم بكم عمي فهم لا يرجعون ) * ( 10 ) يعني لا ينطقون * ( ولا يؤذن لهم فيعتذرون ) * ( 11 ) .
وإياكم وما نهاكم الله عنه أن تركبوه ، وعليكم بالصمت إلا فيما ينفعكم الله به من أمر آخرتكم ويأجركم عليه . وأكثروا من التهليل والتقديس والتسبيح والثناء على الله والتضرع إليه والرغبة فيما عنده من الخير الذي لا يقدر قدره ولا يبلغ كنهه أحد ، فاشغلوا ألسنتكم بذلك عما نهى الله عنه من أقاويل الباطل التي تعقب أهلها خلودا في النار ، من مات عليها ولم يتب إلى الله ولم ينزع عنها .
وعليكم بالدعاء فإن المسلمين لم يدركوا نجاح الحوائج عند ربهم بأفضل من الدعاء والرغبة إليه والتضرع إلى الله والمسألة [ له ] ، فارغبوا فيما رغبكم الله فيه ، وأجيبوا الله إلى ما دعاكم إليه لتفلحوا وتنجوا من عذاب الله ، وإياكم أن تشره أنفسكم إلى شئ مما حرم الله عليكم ، فإنه من انتهك ما حرم الله عليه هاهنا في الدنيا حال الله بينه وبين الجنة ونعيمها ولذتها وكرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين .
واعلموا أنه بئس الحظ الخطر لمن خاطر الله بترك طاعة الله وركوب معصيته ، فاختار أن ينتهك محارم الله في لذات دنيا منقطعة زائلة عن أهلها على خلود نعيم في الجنة ولذاتها وكرامة أهلها . ويل لأولئك ! ما أخيب حظهم وأخسر كرتهم وأسوأ حالهم عند ربهم يوم القيامة ! استجيروا الله أن يجيركم في مثالهم أبدا وأن يبتليكم بما ابتلاهم به ، ولا قوة لنا ولكم إلا به . . . أكثروا من أن تدعوا الله فإن الله يحب من عباده المؤمنين أن يدعوه ، وقد وعد الله عباده المؤمنين بالاستجابة ، والله مصير دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملا يزيدهم به في الجنة ، فأكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل والنهار ، فإن الله أمر بكثرة الذكر له ، والله ذاكر لمن ذكره من المؤمنين .
واعلموا أن الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين إلا ذكره بخير ، فأعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته ، فإن الله لا يدرك شئ من الخير عنده إلا بطاعته واجتناب محارمه التي حرم الله في ظاهر القرآن وباطنه ، فإن الله تبارك وتعالى قال في كتابه وقوله الحق : * ( وذروا ظاهر الإثم وباطنه ) * ( 12 ) واعلموا أن ما أمر الله به أن تجتنبوه فقد حرمه . واتبعوا آثار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسنته ، فخذوا بها ولا تتبعوا أهواءكم وآراءكم فتضلوا ، فإن أضل الناس عند الله من اتبع هواه ورأيه بغير هدى من الله . وأحسنوا إلى أنفسكم ما استطعتم ، فإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها . . . أيتها العصابة الحافظ الله لهم أمرهم ، عليكم بآثار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسنته وآثار الأئمة الهداة من أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من بعده وسنتهم ، فإنه من أخذ
بذلك فقد اهتدى ومن ترك ذلك ورغب عنه ضل ، لأنهم هم الذين أمر الله بطاعتهم وولايتهم ، وقد قال أبونا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : المداومة على العمل في اتباع الآثار والسنن وإن قل أرضى لله وأنفع عنده في العاقبة من الاجتهاد في البدع واتباع الأهواء . ألا إن اتباع الأهواء واتباع البدع بغير هدى من الله ضلال ، وكل ضلالة بدعة وكل بدعة في النار . ولن ينال شئ من الخير عند الله إلا بطاعته والصبر والرضا ، لأن الصبر والرضا من طاعة الله .
واعلموا أنه لن يؤمن عبد من عبيده حتى يرضى عن الله فيما صنع الله إليه وصنع به ، على ما أحب وكره . ولن يصنع الله بمن صبر ورضي عن الله إلا ما هو أهله وهو خير له مما أحب وكره .
وعليكم بالمحافظة على الصلوات والصلاة الوسطى ، وقوموا لله قانتين كما أمر الله به المؤمنين في كتابه من قبلكم وإياكم .
وعليكم بحب المساكين المسلمين ، فإنه من حقرهم وتكبر عليهم فقد زل عن دين الله ، والله له حاقر ماقت ، وقد قال أبونا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أمرني ربي بحب المساكين المسلمين [ منهم ] . واعلموا أن من حقر أحدا من المسلمين ألقى الله عليه المقت منه والمحقرة حتى يمقته الناس والله له أشد مقتا ، فاتقوا الله في إخوانكم المسلمين المساكين ، فإن لهم عليكم حقا أن تحبوهم ، فإن الله أمر رسوله ( صلى الله عليه وآله ) بحبهم ، فمن لم يحب من أمر الله بحبه فقد عصى الله ورسوله ، ومن عصى الله ورسوله ومات على ذلك مات وهو من الغاوين .
وإياكم والعظمة والكبر ، فإن الكبر رداء الله عز وجل ، فمن نازع الله رداءه قصمه الله وأذله يوم القيامة . وإياكم أن يبغي بعضكم على بعض ، فإنها ليست من خصال الصالحين ، فإنه من بغى صير الله بغيه على نفسه وصارت نصرة الله لمن بغي عليه ، ومن نصره الله غلب وأصاب الظفر من الله . وإياكم أن يحسد بعضكم بعضا ، فإن الكفر أصله الحسد . وإياكم أن تعينوا على مسلم مظلوم فيدعو الله عليكم ويستجاب له فيكم ، فإن أبانا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يقول : إن دعوة المسلم المظلوم مستجابة . وليعن بعضكم بعضا ، فإن أبانا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يقول : إن معونة المسلم خير وأعظم أجرا من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام . وإياكم وإعسار أحد من إخوانكم المسلمين أن تعسروه بالشئ يكون لكم قبله وهو معسر ، فإن أبانا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يقول : ليس لمسلم أن يعسر مسلما ، ومن أنظر معسرا أظله الله بظله يوم لا ظل إلا ظله . . . واعلموا أن الاسلام هو التسليم ، والتسليم هو الاسلام ، فمن سلم فقد أسلم ، ومن لم يسلم فلا إسلام له ، ومن سره أن يبلغ إلى نفسه في الإحسان فليطع الله ، فإنه من أطاع الله فقد أبلغ إلى نفسه في الإحسان .
وإياكم ومعاصي الله أن تركبوها ، فإنه من انتهك معاصي الله فركبها فقد أبلغ في الإساءة إلى نفسه . وليس بين الإحسان والإساءة منزلة ، فلأهل الإحسان عند ربهم الجنة ، ولأهل الإساءة عند ربهم النار ، فاعملوا بطاعة الله واجتنبوا معاصيه . واعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحد من خلقه شيئا ، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا من دون ذلك ، فمن سره أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله فليطلب إلى الله أن يرضى عنه . واعلموا أن أحدا من خلق الله لم يصب رضا الله إلا بطاعته وطاعة رسوله وطاعة ولاة أمره من آل محمد صلوات الله عليهم ، ومعصيتهم من معصية الله ، ولم ينكر لهم فضلا عظم أو صغر . . . سلوا الله العافية واطلبوها إليه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
صبروا النفس على البلاء في الدنيا ، فإن تتابع البلاء فيها والشدة في طاعة الله وولايته وولاية من أمر بولايته خير عاقبة عند الله في الآخرة من ملك الدنيا وإن طال تتابع نعيمها وزهرتها وغضارة عيشها في معصية الله وولاية من نهى الله عن ولايته وطاعته ، فإن الله أمر بولاية الأئمة الذين سماهم الله في كتابه في قوله : * ( وجعلنا هم أئمة يهدون بأمرنا ) * ( 13 ) وهم الذين أمر الله بولايتهم وطاعتهم ، والذين نهى الله عن ولايتهم وطاعتهم وهم أئمة الضلالة . . . . واعلموا أن الله إذا أراد بعبد خيرا شرح صدره للإسلام ، فإذا أعطاه ذلك أنطق لسانه بالحق وعقد قلبه عليه فعمل به ، فإذا جمع الله له ذلك تم له إسلامه وكان عند الله – إن مات على ذلك الحال – من المسلمين حقا .
وإذا لم يرد الله بعبد خيرا وكله إلى نفسه وكان صدره ضيقا حرجا ، فإن جرى على لسانه حق لم يعقد قلبه عليه ، وإذا لم يعقد قلبه عليه لم يعطه الله العمل به ، فإذا اجتمع ذلك عليه حتى يموت وهو على تلك الحال كان عند الله من المنافقين ، وصار ما جرى على لسانه – من الحق الذي لم يعطه الله أن يعقد قلبه عليه ولم يعطه العمل به – حجة عليه يوم القيامة ، فاتقوا الله وسلوه أن يشرح صدوركم للإسلام ، وأن يجعل ألسنتكم تنطق بالحق حتى يتوفاكم وأنتم على ذلك ، وأن يجعل منقلبكم منقلب الصالحين قبلكم ، ولا قوة إلا بالله ، والحمد لله رب العالمين .
ومن سره أن يعلم أن الله يحبه فليعمل بطاعة الله وليتبعنا ، ألم يسمع قول الله عز وجل لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) : * ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) * ( 14 ) ؟ والله ، لا يطيع الله عبد أبدا إلا أدخل الله عليه في طاعته إتباعنا . ولا والله ، لا يتبعنا عبد أبدا إلا أحبه الله . ولا والله ، لا يدع أحد اتباعنا أبدا إلا أبغضنا . ولا والله ، لا يبغضنا أحد أبدا إلا عصى الله ، ومن مات عاصيا لله أخزاه الله وأكبه على وجهه في النار ، والحمد لله رب العالمين ( 15 ) .
7 – عبد السلام بن صالح الهروي : سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول : رحم الله عبدا أحيا أمرنا . فقلت له : وكيف يحيي أمركم ؟ قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا ( 16 ) .
8 – الإمام الرضا ( عليه السلام ) – لعبد العظيم الحسني – : يا عبد العظيم ، أبلغ عني أوليائي السلام ، وقل لهم أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلا ، ومرهم بالصدق في الحديث وأداء الأمانة ، ومرهم بالسكوت ، وترك الجدال فيما لا يعنيهم ، وإقبال بعضهم على بعض ، والمزاورة ، فإن ذلك قربة إلي . ولا يشتغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضا ، فإني آليت على نفسي أنه من فعل ذلك وأسخط وليا من أوليائي دعوت الله ليعذبه في الدنيا أشد العذاب وكان في الآخرة من الخاسرين . وعرفهم أن الله قد غفر لمحسنهم وتجاوز عن مسيئهم ، إلا من أشرك به أو آذى وليا من أوليائي أو أضمر له سوءا ، فإن الله لا يغفر له حتى يرجع عنه ، فإن رجع وإلا نزع روح الإيمان عن قلبه وخرج عن ولايتي ، ولم يكن له نصيبا ( 17 ) في ولايتنا ، وأعوذ بالله من ذلك ( 18 ) .
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) مبيرة : مهلكة ( لسان العرب : 4 / 86 ) .
( 2 ) الحالقة : الخصلة التي من شأنها أن تحلق ، أي تهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموس الشعر ، وقيل : هي قطيعة الرحم والتظالم . ( النهاية : 1 / 428 ) .
( 3 ) الكافي : 7 / 51 / 7 .
( 4 ) تحف العقول : 284 .
( 5 ) الأعراف : 128 .
( 6 ) دعائم الاسلام : 1 / 64 .
( 7 ) الكافي : 2 / 222 / 4 .
( 8 ) المحاسن : 1 / 258 / 492 .
( 9 ) كذا في المصدر ، والصحيح ” صمم وعمي وبكم ” .
( 10 ) البقرة : 18 .
( 11 ) المرسلات : 36 .
( 12 ) الأنعام : 120 .
( 13 ) الأنبياء : 73 .
( 14 ) آل عمران : 31 .
( 15 ) الكافي : 8 / 2 .
( 16 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 307 / 69 ، معاني الأخبار : 180 / 1 .
( 17 ) كذا في المصدر والظاهر أنه : نصيب .
( 18 ) الاختصاص : 247 .
المصدر: أهل البيت في الكتاب والسنة / الشيخ محمد الريشهري