- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 20 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
البعث لكسر الأصنام
1 – الإرشاد – في ذكر وقايع بعد غزوة حنين – ثمّ سار – يعني النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بنفسه – إلى الطائف فحاصرهم أيّاماً ، وأنفذ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في خيل ، وأمره أن يطأ ما وجد ، ويكسر كلّ صنم وجده . فخرج حتى لقيته خيل خثعم في جمع كثير ، فبرز له رجل من القوم يقال له : شهاب ، في غَبش الصبح ، فقال : هل من مبارز ؟ فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : مَن له ؟ فلم يقُم أحد ، فقام إليه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فوثب أبو العاص بن الربيع زوج بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : تُكفاه أيّها الأمير . فقال : لا ، ولكن إن قُتلتُ فأنت على الناس ، فبرز إليه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو يقول :
إنّ على كلّ رئيس حقّا * أن يروي الصَّعدَة ( 1 ) أو تُدقّا ثمّ ضربه فقتله . ومضى في تلك الخيل حتى كسر الأصنام ، وعاد إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو محاصر لأهل الطائف ، فلمّا رآه النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) كبّر للفتح ، وأخذ بيده فخلا به ، وناجاه طويلا ( 2 ) .
البعث لتأدية خسارات بني جذيمة
وجّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعد فتح مكّة خالد بن الوليد على رأس كتيبة لدعوة قبيلة جذيمة بن عامر . وكان خالد يُكنّ حقداً قديماً لهذه القبيلة ، فقتل نفراً منهم ظلماً وعدواناً ، ومنوا بخسائر . فتبرّأ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من هذه الجريمة الشنعاء ، وأمر عليّاً ( عليه السلام ) أن يذهب إليهم ، ويعوّضهم عمّا تكبّدوه من خسائر ، ويديهم بنحو دقيق .
فأدّى ( عليه السلام ) المهمّة مراعياً غاية الدقّة في تنفيذها ، وحين رجع أثنى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) على عمله ، وأكّد ، بكلمات ثمينة رفيعة ، منزلته العليّة ودوره الكبير في هداية الأُمّة وتوجيه المسلمين في المستقبل ( 3 ) .
2 – الإمام الباقر ( عليه السلام ) : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خالد بن الوليد – حين افتتح مكّة – داعياً ، ولم يبعثه مقاتلاً ، ومعه قبائل من العرب ؛ سليم بن حصور ، ومدلج بن مرّة ، فوطئوا بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة . فلمّا رآه القوم أخذوا السلاح ، فقال خالد : ضعوا السلاح ، فإنّ الناس قد أسلموا . . . فلمّا وضعوا السلاح أمر بهم خالد عند ذلك ، فكتّفوا ، ثمّ عرضهم على السيف ، فقتل من قتل منهم .
فلمّا انتهى الخبر إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رفع يديه إلى السماء ، ثمّ قال : اللهمّ إنّي أبرأ إليك ممّا صنع خالد بن الوليد . . . .
ثمّ دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليّ بن أبي طالب – رضوان الله عليه – فقال : يا عليّ ، اخرج إلى هؤلاء القوم فانظر في أمرهم ، واجعل أمر الجاهليّة تحت قدميك .
فخرج عليّ حتى جاءهم ومعه مال قد بعث به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فوَدَى ( 4 ) لهم الدماء وما أُصيب لهم من الأموال ، حتى إنّه ليَدي لهم مِيلَغة ( 5 ) الكلب ، حتى إذا لم يبقَ شيء من دم ولا مال إلاّ وَدَاه بقيت معه بقيّة من المال .
فقال لهم عليّ – رضوان الله عليه – حين فرغ منهم : هل بقي لكم بقيّة من دم أو مال لم يُودَ لكم ؟ قالوا : لا . قال : فإنّي أُعطيكم هذه البقيّة من هذا المال ، احتياطاً لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ممّا لا يعلم ولا تعلمون ، ففعل ، ثمّ رجع إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأخبره الخبر ، فقال : أصبت وأحسنت .
ثمّ قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاستقبل القبلة قائماً شاهراً يديه حتى إنّه ليرى ما تحت مَنْكِبيه ، يقول : ” اللهمّ إنّي أبرأ إليك ممّا صنع خالد بن الوليد ” ثلاث مرّات ( 6 ) .
البعث إلى فلس ( 7 )
3 – الطبقات الكبرى : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليّ بن أبي طالب في خمسين ومائة رجل من الأنصار ، على مائة بعير وخمسين فرساً ، ومعه راية سوداء ولواء أبيض إلى الفلس ليهدمه ، فشنّوا الغارة على محلّة آل حاتم مع الفجر ، فهدموا الفلس وخرّبوه ، وملؤوا أيديهم من السبي والنعم والشاة . وفي السبي أُخت عديّ بن حاتم ، وهرب عديّ إلى الشام ( 8 ) .
البعث لإعلان البراءة من المشركين
إنّ آيات البراءة ، وإعلان الاستياء من الشرك والصنميّة ، ولزوم تطهير أرض الوحي من معالم الشرك ، كلّ ذلك يعدّ من أعظم الفصول في التاريخ الإسلامي .
فقد نزلت سورة ” براءة ” في موسم الحجّ سنة ( 9 ه ) وكُلّف أبو بكر بقراءتها على الحجّاج ، مع بيان يتألّف من أربع موادّ ، وتوجّه أبو بكر إلى مكّة ، لكن لم يمضِ على تحرّكه إلاّ وقت قصير حتى هبط الوحي مبلّغاً النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أن :
” لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك ” .
فدعا عليّاً ( عليه السلام ) وأخبره بالأمر ، وأعطاه راحلته ، وأمره أن يعجّل في ترك المدينة ، ويأخذ السورة من أبي بكر ، ويقرأها على الناس في حشدهم الغفير يوم العاشر من ذي الحجّة . وهكذا كان . فأُضيفت بذلك منقبة أُخرى إلى مناقبه العظيمة ، وثبت للأجيال والأعصار المختلفة سلفاً أنّه من النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنّه نفسه ( 9 ) .
4 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) : لمّا نزلت عشر آيات من براءة على النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، دعا النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكّة ، ثمّ دعاني النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) فقال لي :
أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخُذ الكتاب منه ، فاذهب به إلى أهل مكّة فاقرأه عليهم . فلحقته بالجحفة ، فأخذت الكتاب منه ، ورجع أبو بكر إلى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) فقال :
يا رسول الله ، نزل فيَّ شيء ؟ ! قال : لا ، ولكنّ جبريل جاءني فقال : لن يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك ( 10 ) .
5 – مسند ابن حنبل عن أنس بن مالك : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكّة – قال : – ثمّ دعاه فبعث بها عليّاً ، قال : لا يبلّغها إلاّ رجل من أهلي ( 11 ) .
6 – فضائل الصحابة عن أنس بن مالك : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكّة ، فلمّا بلغ ذا الحليفة بعث إليه فردّه ، وقال : لا يذهب بها إلاّ رجل من أهل بيتي ؛ فبعث عليّاً ( 12 ) .
7 – خصائص أمير المؤمنين عن زيد بن يثيع عن الإمام عليّ ( عليه السلام ) : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعث ببراءة إلى أهل مكّة مع أبي بكر ، ثمّ أتبعه بعليّ ، فقال له : خذ الكتاب فامضِ به إلى أهل مكّة . قال : فلحقته وأخذت الكتاب منه ، فانصرف أبو بكر وهو كئيب ، فقال : يا رسول الله : أنزل فيَّ شيء ؟ ! قال : لا ، إلاّ أنّي أُمرت أن أُبلّغه أنا أو رجل من أهل بيتي ( 13 ) .
8 – مسند ابن حنبل عن زيد بن يثيع عن أبي بكر : إنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بعثه ببراءة لأهل مكّة : لا يحجّ بعد العام مشركٌ ، ولا يطوف بالبيت عريانٌ ، ولا يدخل الجنّة إلاّ نفسٌ مسلمةٌ ، من كان بينه وبين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مدّة فأجله إلى مدّته ، والله بريء من المشركين ورسوله . قال : فسار بها ثلاثاً ، ثمّ قال لعليّ ( رضي الله عنه ) : الحقه فرُدّ عليَّ أبا بكر وبلّغها أنت . قال : ففعل ، قال : فلمّا قدم على النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أبو بكر بكى ، قال : يا رسول الله ، حدث فيَّ شيءٌ ؟ ! قال : ما حدث فيك إلاّ خير ، ولكن أُمرت أن لا يبلّغه إلاّ أنا أو رجل منّي(14).
9 – المستدرك على الصحيحين عن جميع بن عمير الليثي : أتيت عبد الله بن عمر فسألته عن عليّ ( رضي الله عنه ) فانتهرني ، ثمّ قال : ألا أُحدّثك عن عليّ ؟ هذا بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في المسجد ، وهذا بيت عليّ ( رضي الله عنه ) . إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعث أبا بكر وعمر ببراءة إلى أهل مكّة ، فانطلقا ، فإذا هما براكب ، فقالا : من هذا ؟ قال : أنا عليّ ، يا أبا بكر هاتِ الكتاب الذي معك . قال : وما لي ! ! قال : والله ما علمت إلاّ خيراً ، فأخذ عليّ الكتاب فذهب به ، ورجع أبو بكر وعمر إلى المدينة ، فقالا : ما لنا يا رسول الله ؟ ! قال : ما لكما إلاّ خير ، ولكن قيل لي : إنّه لا يبلّغ عنك إلاّ أنت أو رجل منك ( 15 ) .
10 – الإرشاد : جاء في قصّة البراءة وقد دفعها النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) إلى أبي بكر لينبذ بها عهد المشركين ، فلمّا سار غير بعيد نزل جبرئيل ( عليه السلام ) على النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) فقال له : إنّ الله يُقرئك السلام ويقول لك : لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك . فاستدعى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليّاً ( عليه السلام ) وقال له : اركب ناقتي العضباء والحَق أبا بكر ، فخُذ براءة من يده وامضِ بها إلى مكّة ، فانبذ عهد المشركين إليهم ، وخيّر أبا بكر بين أن يسير مع ركابك أو يرجع إليّ . فركب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ناقة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) العضباء ، وسار حتى لحق أبا بكر ، فلمّا رآه فزع من لحوقه به ، واستقبله وقال : فيمَ جئت يا أبا الحسن ، أسائر معي أنت أم لغير ذلك ؟ ! فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أمرني أن ألحقك فأقبض منك الآيات من براءة وأنبذ بها عهد المشركين إليهم ، وأمرني أن أُخيّرك بين أن تسير معي أو ترجع إليه . فقال : بل أرجع إليه .
وعاد إلى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، فلمّا دخل عليه قال : يا رسول الله ، إنّك أهّلتني لأمر طالت الأعناق فيه إليّ ، فلمّا توجّهت له رددتني عنه ، ما لي ، أنزل فيَّ قرآن ؟ ! فقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : لا ، ولكنّ الأمين هبط إليّ عن الله جلّ جلاله بأنّه لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك ، وعليّ منّي ، ولا يؤدّي عنّي إلاّ عليّ ( 16 ) .
11 – تاريخ دمشق عن ابن عبّاس : بينا أنا مع عمر بن الخطّاب في بعض طرق المدينة – يده في يدي – إذ قال لي : يا بن عبّاس ، ما أحسب صاحبك إلاّ مظلوماً ! فقلت : فردّ إليه ظلامته يا أمير المؤمنين ! ! قال : فانتزع يده من يدي ، ونفر منّي يهمهم ، ثمّ وقف حتى لحقته ، فقال لي : يا بن عبّاس ، ما أحسب القوم إلاّ استصغروا صاحبك . قلت : والله ما استصغره رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين أرسله وأمره أن يأخذ براءة من أبي بكر فيقرأها على الناس ! ! فسكت ( 17 ) .
تحقيق وتحليل
قال العلاّمة الطباطبائي : قد عرفت أنّ الذي وقع في الروايات على كثرتها في قصّة بعث عليّ وعزل أبي بكر – من كلمة الوحي الذي نزل به جبرئيل على النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) – هو قوله : ” لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك ” . وكذا ما ذكره النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) حين أجاب أبا بكر – لمّا سأله عن سبب عزله – إنّما هو متن ما أوحى إليه الله سبحانه ، أو قوله – وهو في معناه : ” لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي ” . وكيفما كان فهو كلام مطلق ؛ يشمل تأدية براءة وكلّ حكم إلهي احتاج النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) إلى أن يؤدّيه عنه مؤدٍّ غيره ، ولا دليل – لا من متون الروايات ولا غيرها – يدلّ على اختصاص ذلك ببراءة .
وقد اتّضح أنّ المنع عن طواف البيت عرياناً ، والمنع عن حجّ المشركين بعد ذلك العام [ الفتح ] ، وكذا تأجيل مَن له عهد إلى مدّة أو من غير مدّة ، كلّ ذلك أحكام إلهيّة نزل بها القرآن ، فما معنى إرجاع أمرها إلى أبي بكر ، أو نداء أبي هريرة بها وحده ، أو نداؤه ببراءة وسائر الأحكام المذكورة في الجمع إذا بحّ عليّ ( عليه السلام ) حتى يصحل صوته من كثرة النداء ؟ ! ولو جاز لأبي هريرة أن يقوم بها والحال هذه فلِم لم يجُز لأبي بكر ذلك ؟ !
نعم أبدع بعض المفسّرين – كابن كثير وأترابه – هنا وجهاً ؛ وجّهوا به ما تتضمّنه هذه الروايات انتصاراً لها ، وهو أنّ قوله : ” لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي ” مخصوص بتأدية براءة فقط ، من غير أن يشمل سائر الأحكام التي كان ينادي بها عليّ ( عليه السلام ) ، وأنّ تعيينه ( صلى الله عليه وآله ) عليّاً بتبليغ آيات براءة أهلَ الجمع إنّما هو لما كان من عادة العرب أن لا ينقض العهد إلاّ عاقده أو رجل من أهل بيته ، ومراعاة هذه العادة الجارية هي التي دعت النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أن يأخذ براءة – وفيها نقض ما للمشركين من عهد – من أبي بكر ويسلّمها إلى عليّ ؛ ليستحفظ بذلك السنّة العربيّة فيؤدّيها عنه بعض أهل بيته . قالوا : وهذا معنى قوله ( صلى الله عليه وآله ) لمّا سأله أبو بكر قائلاً : يا رسول الله هل نزل فيَّ شيء ؟ ! قال : ” لا ولكن لا يؤدّي عني إلاّ أنا أو رجل منّي ” ، ومعناه أنّي إنّما عزلتك ونصبت عليّاً لذلك لئلاّ أنقض هذه السنّة العربيّة الجارية . . . .
فليت شعري من أين تسلّموا أنّ هذه الجملة التي نزل بها جبرئيل ؛ ” إنّه لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك ” – مقيّدة بنقض العهد لا يدلّ على أزيد من ذلك ، ولا دليل عليه من نقل أو عقل ! ! فالجملة ظاهرة أتمّ ظهور في أنّ ما كان على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يؤدّيه لا يجوز أن يؤدّيه إلاّ هو أو رجل منه ، سواء ( 18 ) كان نقض عهد من جانب الله – كما في مورد براءة – أو حكماً آخر إلهيّاً على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يؤدّيه ويبلّغه .
وهذا غير ما كان من أقسام الرسالة منه ( صلى الله عليه وآله ) ممّا ليس عليه أن يؤدّيه بنفسه الشريفة كالكتب التي أرسل بها إلى الملوك والأُمم والأقوام في الدعوة إلى الإسلام ، وكذا سائر الرسالات التي كان يبعث بها رجالا من المؤمنين إلى الناس في أُمور ترجع إلى دينهم والإمارات والولايات ونحو ذلك .
ففرقٌ جليّ بين هذه الأُمور وبين براءة ونظائرها ؛ فإنّ ما تتضمّنه آيات براءة وأمثال النهي عن الطواف عرياناً والنهي عن حجّ المشركين بعد العام أحكامٌ إلهيّة ابتدائيّة لم تبلّغ بعدُ ولم تؤدَّ إلى مَن يجب أن تبلغه ؛ وهم المشركون بمكّة والحجّاج منهم ، ولا رسالة من الله في ذلك إلاّ لرسوله . وأمّا سائر الموارد التي كان يكتفي النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ببعث الرسل للتبليغ فقد كانت ممّا فرغ ( صلى الله عليه وآله ) فيها من أصل التبليغ ، والتأدية بتبليغه من وسعه تبليغُه ممّن حضر ؛ كالدعوة إلى الإسلام وسائر شرائع الدين ، وكان يقول : ” ليبلّغ الشاهد منكم الغائب ” .
ثمّ إذا مسّت الحاجة إلى تبليغه بعضَ من لا وثوق عادة ببلوغ الحكم إليه أو لا أثر لمجرّد البلوغ إلاّ أن يعتني لشأنه بكتاب أو رسول ( 19 ) توسّل عند ذلك إلى رسالة أو كتاب ؛ كما في دعوة الملوك .
وليتأمّل الباحث المنصف قوله : ” لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك ” ، فقد قيل : ” لا يؤدّي عنك إلاّ أنت ” ولم يُقَل : ” لا يؤدّي إلاّ أنت أو رجل منك ” حتى يفيد اشتراك الرسالة ، ولم يُقَل : ” لا يؤدّي منك إلاّ رجل منك ” حتى يشمل سائر الرسالات التي كان ( صلى الله عليه وآله ) يقلّدها كلّ من كان من صالحي المؤمنين . فإنّما مفاد قوله : ” لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك ” أنّ الأُمور الرساليّة التي يجب عليك نفسك أن تقوم بها لا يقوم بها غيرك عوضاً منك ، إلاّ رجل منك ؛ أي لا يخلفك فيما عليك كالتأدية الابتدائيّة إلاّ رجل منك .
ثمّ ليت شعري ما الذي دعاهم إلى أن أهملوا كلمة الوحي التي هي قول الله نزل به جبرئيل على النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : ” لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك ” ، وذكروا مكانها أنّه ” كانت السنّة الجارية عند العرب أن لا ينقض العهد إلاّ عاقده أو رجل من أهل بيته ” ! ! تلك السنّة العربيّة التي لا خبر عنها – في أيّامهم ومغازيهم – ولا أثر ، إلاّ ما ذكره ابن كثير ونسبه إلى العلماء عند البحث عن آيات براءة .
ثمّ لو كانت سنّة عربيّة جاهليّة على هذا النعت فما وزنها في الإسلام ! ! وما هي قيمتها عند النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وقد كان ينسخ كلّ يوم سنّة جاهليّة ، وينقض كلّ حين عادة قوميّة ، ولم تكن من جملة الأخلاق الكريمة أو السنن والعادات النافعة ، بل سليقة قبائليّة تشبه سلائق الأشراف ! ! وقد قال ( صلى الله عليه وآله ) يوم فتح مكّة عند الكعبة – على ما رواه أصحاب السير : ” ألا كلّ مأثرة أو دم أو مال يدّعى فهو تحت قدميّ هاتين ، إلاّ سدانة البيت ، وسقاية الحاج ” .
ثمّ لو كانت سنّة عربيّة غير مذمومة ، فهل كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذهل عنها ونسيها حين أسلم الآيات إلى أبي بكر وأرسله ، وخرج هو إلى مكّة حتى إذا كان في بعض الطريق ذكر ( صلى الله عليه وآله ) ما نسيه أو ذكّره بعض من عنده بما أهمله وذهل عنه من أمر كان من الواجب مراعاته ، وهو ( صلى الله عليه وآله ) المثل الأعلى في مكارم الأخلاق واعتبار ما يجب أن يعتبر من الحزم وحسن التدبير ؟ ! وكيف جاز لهؤلاء المذكّرين أن يغفلوا عن ذلك وليس من الأُمور التي يُغفل عنها وتخفى عادة ، فإنّما الذهول عنه كغفلة المقاتل عن سلاحه .
وهل كان ذلك بوحي من الله إليه ؛ أنّه يجب له أن لا يلغي هذه السنّة العربيّة الكريمة ، وأنّ ذلك أحد الأحكام الشرعيّة في الباب ، وأنّه يحرم على وليّ أمر المسلمين أن ينقض عهداً إلاّ بنفسه أو بيد أحد من أهل بيته ؟ وما معنى هذا الحكم ؟ أو أنّه حكم أخلاقي أضطرّ إلى اعتباره ؛ لما أنّ المشركين ما كانوا يقبلون هذا النقض إلاّ بأن يسمعوه من النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) نفسه ، أو من أحد من أهل بيته ؟ ! وقد كانت السيطرة يومئذ له ( صلى الله عليه وآله ) عليهم ، والزمام بيده دونه ، والإبلاغ إبلاغ .
أو أنّ المؤمنين المخاطبين بقوله : ( عَهَدتُّم ) ( 20 ) ، وقوله : ( وَأَذَنٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ ) ( 21 ) ، وقوله : ( فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ ) ( 22 ) ما كانوا يعتبرون هذا النقض نقضاً دون أن يسمعوه منه ( صلى الله عليه وآله ) ، أو من واحد من أهل بيته ، وإن علموا بالنقض إذا سمعوا الآيات من أبي بكر ؟ . . . .
ليس التوغّل في مسألة الإمارة ممّا يهمّنا في تفهّم معنى قوله : ” لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك ” ؛ فإمارة الحاجّ سواء صحّت لأبي بكر أو لعليّ ، دلّت على فضل أو لم تدلّ ، إنّما هي من شعب الولاية الإسلاميّة العامّة التي شأنها التصرّف في أُمور المجتمع الإسلامي الحيويّة ، وإجراء الأحكام والشرائع الدينيّة ، ولا حكومة لها على المعارف الإلهيّة ، ومواد الوحي النازلة من السماء في أمر الدين .
إنّما هي ولاية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؛ ينصب يوماً أبا بكر أو عليّاً لإمارة الحاجّ ، ويؤمّر يوماً أُسامة على أبي بكر وعامّة الصحابة في جيشه ، ويولّي يوماً ابن أُمّ مكتوم على المدينة وفيها من هو أفضل منه ، ويولّي هذا مكّة بعد فتحها ، وذاك اليمن ، وذلك أمر الصدقات . وقد استعمل ( صلى الله عليه وآله ) أبا دجانة الساعدي أو سباع بن عرفطة الغفاري – على ما في سيرة ابن هشام – على المدينة عام حجّة الوداع ، وفيها أبو بكر لم يخرج إلى الحجّ على ما رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وغيرهم وإنّما تدلّ على إذعانه ( صلى الله عليه وآله ) بصلاحيّة من نصبه لأمر لتصدّيه وإدارة رحاه .
وأمّا الوحي السماوي بما يشتمل عليه من المعارف والشرائع فليس للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ولا لمن دونه صنعٌ فيه ، ولا تأثير فيه ممّا له من الولاية العامّة على أُمور المجتمع الإسلامي بإطلاق أو تقييد أو إمضاء أو نسخ أو غير ذلك ، ولا تحكم عليه سنّة قوميّة أو عادة جارية حتى توجب تطبيقه على ما يوافقها ، أو قيام العصبة مقام الإنسان فيما يهمّه من أمر .
والخلط بين البابين يوجب نزول المعارف الإلهيّة من أوج علوّها وكرامتها إلى حضيض الأفكار الاجتماعيّة التي لا حكومة فيها إلاّ للرسوم والعادات والاصطلاحات ، فيعود الإنسان يفسّر حقائق المعارف بما يسعه الأفكار العامّيّة ، ويستعظم ما استعظمه المجتمع دون ما عظّمه الله ، ويستصغر ما استصغره الناس ، حتى يقول القائل في معنى كلمة الوحي : إنّه عادة عربيّة محترمة ! ( 23 )
البعث إلى اليمن
لمّا فتح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مكّة ، وانتصر على القبائل المستقرّة حولها في غزوة حنين ، أراد توسيع نطاق دعوته ؛ فأرسل إلى اليمن معاذ بن جبل ، وهناك استعصت مسائل على معاذ فرجع ، وبعث بعده خالد بن الوليد ، فلم يحقّق نجاحاً ، وأخفق في مهمّته بعد ستّة أشهر من المكوث في اليمن . فانتدب عليّاً ( عليه السلام ) ، فوجّهه إليها مع كتاب . ولمّا وصل قرأه على أهلها ببيان بليغ وكلام مؤثِّر ، ودعاهم إلى التوحيد ، فأسلمت قبيلة ” همدان ” . وأخبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بذلك ، فسرَّ ودعا لهم ( 24 ) .
ونقلت أخبار أُخرى أنّ الإمام ( عليه السلام ) اصطدم بقبيلة ” مذحج ” وهزمهم ، ثمّ دعاهم إلى الإسلام بعد هزيمتهم الأولى ، وجمع غنائم الحرب ، وسار بها وبصدقات نجران فالتحق بالنّبيّ ( صلى الله عليه وآله ) في موسم الحجّ ( 25 ) .
ثمّ فوِّض إليه ( عليه السلام ) القضاء في اليمن ، ودعا له النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بالثّبات في قضائه ( 26 ) .
ونقلت كتب التاريخ نماذج من قضائه في اليمن . والآن يمكن أن يثار السؤال الآتي : هل حدثت كلّ هذه الوقائع لعلىّ ( عليه السلام ) في سفرة واحدة أو في عدّة أسفار ؟ ! ينصّ ابن سعد على سفرتين له ( عليه السلام ) ( 27 ) . يضاف إلى هذا أنّ الأخبار المرتبطة باشتباكه مع قبيلة ” مذحج ” تدلّ على استقلال تلك ” السريّة ” . وفي النصوص المتعلّقة بذهاب الإمام ( عليه السلام ) إلى اليمن ، وكيفيّة تنفيذ هذه المهمّة الكبرى مناقب وفضائل مسجَّلة له ( عليه السلام ) تجدها هنا .
12 – تاريخ الطبري عن أبي إسحاق عن البرّاء بن عازب : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خالد بن الوليد إلى أهل اليمن ؛ يدعوهم إلى الإسلام . فكنت فيمن سار معه ، فأقام عليه ستّة أشهر لا يجيبونه إلى شيء ، فبعث النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) عليّ بن أبي طالب ، وأمره أن يقفل خالداً ومن معه ، فإن أراد أحد ممّن كان مع خالد بن الوليد أن يعقّب معه تركه .
قال البرّاء : فكنت فيمن عقّب معه ، فلمّا انتهينا إلى أوائل اليمن بلغ القوم الخبر ، فجمعوا له ، فصلّى بنا عليٌّ الفجر ، فلمّا فرغ صفّنا صفّاً واحداً ، ثمّ تقدّم بين أيدينا فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قرأ عليهم كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأسلمت هَمْدان كلّها في يوم واحد . وكتب بذلك إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلمّا قرأ كتابه خرّ ساجداً ، ثمّ جلس فقال : السلام على هَمْدان ، السلام على هَمْدان ! ثمّ تتابع أهل اليمن على الإسلام ( 28 ) .
13 – الطبقات الكبرى : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليّاً إلى اليمن ، وعقد له لواءً ، وعمّمه بيده ، وقال : امضِ ولا تلتفت ، فإذا نزلتَ بساحتهم فلا تقاتلهم حتى يقاتلوك . فخرج في ثلاثمائة فارس ، وكانت أوّل خيل دخلت إلى تلك البلاد ؛ وهي بلاد مذحج . ففرّق أصحابه ، فأتوا بنهب وغنائم ونساء وأطفال ونعم وشاء وغير ذلك . وجعل عليّ على الغنائم بريدةَ بن الحصيب الأسلمي ، فجمع إليه ما أصابوا .
ثمّ لقي جمعهم فدعاهم إلى الإسلام ، فأبوا ورموا بالنبل والحجارة ، فصفّ أصحابه ودفع لواءه إلى مسعود بن سنان السلمي ، ثمّ حمل عليهم عليّ بأصحابه فقتل منهم عشرين رجلاً ، فتفرّقوا وانهزموا ، فكفّ عن طلبهم . ثمّ دعاهم إلى الإسلام ، فأسرعوا وأجابوا ، وبايعه نفر من رؤسائهم على الإسلام وقالوا : نحن على من وراءنا من قومنا ، وهذه صدقاتنا فخذ منها حقّ الله .
وجمع عليّ الغنائم فجزّأها على خمسة أجزاء ، فكتب في سهم منها لله ، وأقرع عليها ، فخرج أوّل السهام سهم الخُمس . وقسّم عليّ على أصحابه بقيّة المغنم ، ثمّ قفل ، فوافى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بمكّة قد قدمها للحجّ سنة عشر(29).
14 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) : بعثني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى اليمن وقال لي : يا عليّ ، لا تقاتلنّ أحداً حتى تدعوه ، وايمُ الله لأن يهدي الله على يديك رجلاً خيرٌ لك ممّا طلعت عليه الشمس وغربت ! ولك ولاؤه يا عليّ ( 30 ) .
15 – عنه ( عليه السلام ) : بعثني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى اليمن ، فقلت : يا رسول الله ، إنّك تبعثني إلى قوم هم أسنّ منّي لأقضي بينهم ! ! قال : اذهب فإنّ الله تعالى سيُثبّت لسانك ، ويهدي قلبك ( 31 ) .
16 – السيرة النبويّة عن أبي عمرو المدني : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليّ بن أبي طالب إلى اليمن ، وبعث خالد بن الوليد في جُند آخر ، وقال : إن التقيتما فالأمير عليّ بن أبي طالب ( 32 ) .
17 – الإرشاد : انصرف عَمرو [ بن معديكرب ] مرتدّاً ، فأغار على قوم من بني الحارث بن كعب ومضى إلى قومه . فاستدعى رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله ) عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) فأمّره على المهاجرين ، وأنفذه إلى بني زبيد ، وأرسل خالد بن الوليد في طائفة من الأعراب وأمره أن يقصد الجعفي ، فإذا التقيا فأمير الناس عليّ بن أبي طالب .
فسار أمير المؤمنين واستعمل على مقدّمته خالد بن سعيد بن العاص ، واستعمل خالدٌ على مقدّمته أبا موسى الأشعري .
فأما جُعفي فإنّها لمّا سمعت بالجيش افترقت فرقتين ؛ فذهبت فرقة إلى اليمن ، وانضمّت الفرقة الأُخرى إلى بني زبيد . فبلغ ذلك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فكتب إلى خالد بن الوليد أن قف حيث أدركك رسولي ، فلم يقف . فكتب إلى خالد بن سعيد : تعرّض له حتى تحبسه ، فاعترض له خالد حتى حبسه ، وأدركه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فعنّفه على خلافه .
ثمّ سار حتى لقي بني زبيد بواد يقال له : كُشر ( 33 ) ، فلمّا رآه بنو زبيد قالوا لعمرو : كيف أنت – يابا ثور – إذا لقيك هذا الغلامُ القرشي فأخذ منك الإتاوة ( 34 ) ؟
قال : سيعلم إن لقيني .
قال : وخرج عمرو فقال : هل من مبارز ؟ فنهض إليه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقام خالد بن سعيد فقال له : دعني يا أبا الحسن – بأبي أنت وأُمّي – أُبارزه ! فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إن كنت ترى أنّ لي عليك طاعة فقف مكانك ، فوقف ، ثمّ برز إليه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فصاح به صيحة فانهزم عمرو ، وقُتل أخوه وابن أخيه ، وأُخذت امرأته ركانة بنت سلامة ، وسُبي منهم نسوان ، وانصرف أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وخلّف على بني زبيد خالد بن سعيد ؛ ليقبض صدقاتهم ، ويؤمِنَ من عاد إليه من هُرّابهم مسلماً ( 35 ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الصعدة : القناة ( لسان العرب : 3 / 255 ) .
( 2 ) الإرشاد : 1 / 152 ، إعلام الورى : 1 / 234 ، المناقب لابن شهر آشوب : 3 / 144 نحوه .
( 3 ) الأمالي للصدوق : 237 / 252 ، الخصال : 562 ، بحار الأنوار : 21 / 142 / 5 ؛ تاريخ الطبري : 3 / 67 ، السيرة النبويّة لابن هشام : 4 / 71 .
( 4 ) وَدَيتُ القتيل : أعطيت ديته ( لسان العرب : 15 / 383 ) .
( 5 ) هي الإناء الذي يَلغ فيه الكلب ، يعني أعطاهم قيمة كلّ ما ذهب لهم حتى قيمة المِيلغة ( لسان العرب : 8 / 460 ) .
( 6 ) السيرة النبويّة لابن هشام : 4 / 71 ، تاريخ الطبري : 3 / 66 ، تاريخ الإسلام للذهبي : 2 / 568 كلّها عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حُنَيف ، الكامل في التاريخ : 1 / 620 كلاهما نحوه وراجع الطبقات الكبرى : 2 / 147 والمغازي : 3 / 875 – 882 .
( 7 ) فَلْس أو فُلُس : اسم صنم كان بنجد تعبده طيء ( معجم البلدان : 4 / 273 ) .
( 8 ) الطبقات الكبرى : 2 / 164 ، تاريخ الإسلام للذهبي : 2 / 624 نحوه وراجع المغازي : 3 / 984 .
( 9 ) راجع الغدير : 6 / 338 – 350 فقد جمع المؤلّف الطرق المختلفة لهذا الحديث ، وذهب إلى تواترها المعنوي .
( 10 ) مسند ابن حنبل : 1 / 318 / 1296 ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 703 / 1203 ، تاريخ دمشق : 42 / 348 / 8929 كلّها عن حنش ، الطبقات الكبرى : 2 / 168 ، تاريخ الطبري : 3 / 122 وص 123 ، الكامل في التاريخ : 1 / 644 ، المغازي : 3 / 1077 ، السيرة النبويّة لابن هشام : 4 / 190 والخمسة الأخيرة نحوه وراجع الأمالي للمفيد : 56 / 2 وشرح الأخبار : 1 / 304 / 284 والمناقب للكوفي : 1 / 473 / 376 .
( 11 ) مسند ابن حنبل : 4 / 564 / 14021 ، المصنّف لابن أبي شيبة : 7 / 506 / 72 وفيه ” أهل بيتي ” بدل ” أهلي ” ، تاريخ دمشق : 42 / 344 / 8917 و ح 8918 .
( 12 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 562 / 946 ، مسند ابن حنبل : 4 / 423 / 13213 نحوه وراجع السيرة النبويّة لابن هشام : 4 / 190 .
( 13 ) خصائص أمير المؤمنين للنسائي : 147 / 76 ، أنساب الأشراف : 2 / 384 عن يزيد بن يثيع ، تفسير الطبري : 6 / الجزء 10 / 64 ، تفسير ابن كثير : 4 / 49 كلاهما عن زيد بن يشيع وكلّها نحوه من دون إسناد إليه ( عليه السلام ) وراجع تاريخ اليعقوبي : 2 / 76 .
( 14 ) مسند ابن حنبل : 1 / 18 / 4 ، تاريخ دمشق : 42 / 347 / 8928 .
( 15 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 53 / 4374 .
( 16 ) الإرشاد : 1 / 65 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 126 عن ابن عبّاس نحوه وراجع الخصال : 1578 وتفسير القمّي : 1 / 282 وتفسير العيّاشي : 2 / 73 / 4 والمناقب للكوفي : 1 / 469 / 371 .
( 17 ) تاريخ دمشق : 42 / 349 ، شرح نهج البلاغة : 6 / 45 وفيه ” ما استصغره الله ” و ج 12 / 46 وفيه ” ما استصغره الله ورسوله ” ، كنز العمّال : 13 / 109 / 36357 ؛ الدرجات الرفيعة : 105 كلّها نحوه وراجع فرائد السمطين : 1 / 334 / 258 .
( 18 ) في المصدر ” سواه ” وهو تصحيف .
( 19 ) في المصدر ” أو توسّل ” وهو تصحيف .
( 20 ) التوبة : 1 .
( 21 ) التوبة : 3 .
( 22 ) التوبة : 5 .
( 23 ) الميزان في تفسير القرآن : 9 / 168 – 174 .
( 24 ) تاريخ الطبري : 3 / 131 ، تاريخ الإسلام للذهبي : 2 / 690 ، الكامل في التاريخ : 1 / 651 .
( 25 ) الطبقات الكبرى : 2 / 169 .
( 26 ) مسند ابن حنبل : 1 / 190 / 666 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 146 / 4658 ، الطبقات الكبرى : 2 / 337 ، تاريخ الإسلام للذهبي : 2 / 691 .
( 27 ) الطبقات الكبرى : 2 / 169 .
( 28 ) تاريخ الطبري : 3 / 131 ، تاريخ الإسلام للذهبي : 2 / 690 نحوه .
( 29 ) الطبقات الكبرى : 2 / 169 وراجع المغازي : 3 / 1079 .
( 30 ) الكافي : 5 / 28 / 4 عن السكوني عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، تهذيب الأحكام : 6 / 141 / 240 عن السكوني عن الإمام الصادق عن آبائه عنه ( عليهم السلام ) .
( 31 ) مسند ابن حنبل : 1 / 190 / 666 ، تاريخ دمشق : 42 / 389 / 9001 ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي : 97 / 36 كلّها عن حارثة بن مضرب وص 93 / 33 عن أبي البختري ؛ العمدة : 256 / 398 عن حارثة بن مضرب نحوه وراجع فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 581 / 984 والمستدرك على الصحيحين : 3 / 146 / 4658 والطبقات الكبرى : 2 / 337 وتاريخ الإسلام للذهبي : 2 / 691 .
( 32 ) السيرة النبويّة لابن هشام : 4 / 290 وراجع الإرشاد : 1 / 159 .
( 33 ) كُشَر – بوزن زُفَر : من نواحي صنعاء اليمن ( معجم البلدان : 4 / 462 ) .
( 34 ) الإتاوة : الخراج ( النهاية : 1 / 22 ) .
( 35 ) الإرشاد : 1 / 159 .
المصدر: موسوعة الإمام علي (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ / الشيخ محمد الريشهري