- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 13 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
استشهاد الحسين في كربلاء
1 – كامل الزيارات عن أبي عبد الله الجدلي : دخلت على أمير المؤمنين والحسين ( عليهما السلام ) إلى جنبه ، فضرب بيده على كتف الحسين ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : إنّ هذا يقتل ولا ينصره أحد . قال : قلت : يا أمير المؤمنين ، والله إنّ تلك لحياة سوء . قال : إنّ ذلك لكائن ( 1 ) .
2 – الإرشاد عن إسماعيل بن زياد : إنّ عليّاً ( عليه السلام ) قال للبراء بن عازب يوماً : يا براء ، يقتل ابني الحسين وأنت حيّ لا تنصره .
فلمّا قُتل الحسين بن عليّ ( عليهما السلام ) كان البراء بن عازب يقول : صدق – والله – عليّ بن أبي طالب ، قُتل الحسين ولم أنصره . ثمّ يُظهر الحسرة على ذلك والندم ( 2 ) .
3 – الإرشاد عن جويرية بن مسهر العبدي : لمّا توجّهنا مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) إلى صفّين ، فبلغنا طفوف كربلاء ، وقف ( عليه السلام ) ناحيةً من العسكر ، ثمّ نظر يميناً وشمالاً واستعبر ثمّ قال : هذا – والله – مناخ ركابهم وموضع منيّتهم .
فقيل له : يا أمير المؤمنين ، ما هذا الموضع ؟
قال : هذا كربلاء ، يقتل فيه قومٌ يدخلون الجنّة بغير حساب . ثمّ سار ( 3 ) .
4 – المعجم الكبير عن أبي حبرة : صحبت عليّاً ( رضي الله عنه ) حتى أتى الكوفة ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : كيف أنتم إذا نزل بذرّيّة نبيّكم بين ظهرانيكم ؟
قالوا : إذاً نُبْلى الله فيهم بلاءً حسناً .
فقال : والذي نفسي بيده ، لينزلنّ بين ظهرانيكم ولتخرجنّ إليهم فلتقتلنّهم ، ثمّ أقبل يقول : هم أوردوهم بالغَرور وعرَّدوا ( 4 ) * أحبّوا نجاةً لا نجاةَ ولا عُذرَ ( 5 )
5 – مسند ابن حنبل عن عبد الله بن نُجَيّ عن أبيه : إنّه سار مع عليّ ( رضي الله عنه ) وكان صاحب مطهرته ( 6 ) ، فلمّا حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفّين فنادى عليّ ( رضي الله عنه ) : اصبر أبا عبد الله ، اصبر أبا عبد الله بشطّ الفرات .
قلت : وماذا ؟
قال : دخلت على النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم وعيناه تفيضان ، قلت : يا نبيّ الله ، أغضبكَ أحدٌ ، ما شأن عينيك تفيضان ؟
قال : بل قام من عندي جبريل قبل فحدّثني أنّ الحسين يقتل بشطّ الفرات .
قال : فقال : هل لك إلى أن أشمّك من تربته ؟
قال : قلت : نعم .
فمدّ يده فقبض قبضةً من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عينيّ أن فاضتا ( 7 ) .
6 – مقتل الحسين للخوارزمي عن الحاكم الجشمي : إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمّا سار إلى صفّين نزل بكربلاء وقال لابن عبّاس : أتدري ما هذه البقعة ؟
قال : لا .
قال : لو عرفتها لبكيت بكائي . ثمّ بكى بكاءً شديداً ، ثمّ قال : ما لي ولآل
أبي سفيان ؟ !
ثمّ التفت إلى الحسين وقال : صبراً يا بنيّ فقد لقي أبوك منهم مثل الذي تلقى بعده ( 8 ) .
7 – أُسد الغابة عن غرفة الأزدي : دخلني شكّ من شأن عليّ ، فخرجت معه على شاطئ الفرات ، فعدل عن الطريق ووقف ووقفنا حوله ، فقال بيده : هذا موضع رواحلهم ومُناخ ركابهم ومُهراق دمائهم ، بأبي من لا ناصر له في الأرض ولا في السماء إلاّ الله .
فلمّا قُتِلَ الحسين خرجت حتى اتيت المكان الذي قتلوه فيه ، فإذا هو كما قال ، ما أخطأ شيئاً . قال : فاستغفرت الله ممّا كان منّي من الشكّ ، وعلمت أنّ عليّاً ( رضي الله عنه ) لم يقدم إلاّ بما عُهِدَ إليه فيه ( 9 ) .
8 – الطبقات الكبرى عن أبي عبيد الضبّي : دخلنا على أبي هرثم الضبّي حين أقبل من صفّين – وهو مع عليّ – وهو جالس على دكّان ( 10 ) ، وله امرأة يقال لها : جرداء ، هي أشدّ حبّاً لعليّ وأشدّ لقوله تصديقاً . فجاءت شاة فبعرت ، فقال : لقد ذكّرني بعر هذه الشاة حديثاً لعليّ .
قالوا : وما علم عليّ بهذا ؟
قال : أقبلنا مرجعنا من صفّين فنزلنا كربلاء ، فصلّى بنا عليّ صلاة الفجر بين شجرات ودَوحات حَرْمَل ، ثمّ أخذ كفّاً من بعر الغزلان فشمّه ، ثمّ قال : أوْهِ ، أوْهِ ، يقتل بهذا الغائط ( 11 ) قوم يدخلون الجنّة بغير حساب .
قال : قالت جرداء : وما تنكر من هذا ؟ ! هو أعلم بما قال منك ، نادت بذلك وهي في جوف البيت ( 12 ) .
9 – تاريخ دمشق عن هرثمة بن سلمى : خرجنا مع عليّ في بعض غزوه ، فسار حتى انتهى إلى كربلاء ، فنزل إلى شجرة فصلّى إليها ، فأخذ تربة من الأرض فشمّها ، ثمّ قال : واهاً لك تربة ! ليقتلنّ بك قوم يدخلون الجنّة بغير حساب .
قال : فقفلنا من غزواتنا ، وقتل عليّ ، ونسيت الحديث .
قال : وكنت في الجيش الذين ساروا إلى الحسين ، فلمّا انتهيت إليه نظرت إلى الشجرة فذكرت الحديث ، فتقدّمت على فرس لي فقلت : أُبشّرك ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وحدّثته الحديث .
قال : معنا أو علينا ؟
قلت : لا معك ولا عليك ، تركت عيالاً ، وتركت .
قال : أمّا لا فولِّ في الأرض ، فوَالذي نفس حسين بيده لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلاّ دخل جهنّم .
قال : فانطلقت هارباً مولّياً في الأرض حتى خفي عليَّ مقتله ( 13 ) .
10 – وقعة صفّين عن أبي عبيدة عن هرثمة بن سليم : غزونا مع عليّ بن أبي طالب غزوة صفّين ، فلمّا نزلنا بكربلاء صلّى بنا صلاة ، فلمّا سلّم رفع إليه من تربتها فشمّها ، ثمّ قال : واهاً لك أيّتها التربة ، ليحشرنّ منك قوم يدخلون الجنّة بغير حساب .
فلمّا رجع هرثمة من غزوته إلى امرأته – وهي جرداء بنت سمير ، وكانت شيعةً لعليّ – فقال لها زوجها هرثمة : ألا أُعجّبك من صديقك أبي الحسن ؟ لمّا نزلنا كربلاء رفع إليه من تربتها فشمّها وقال : واهاً لك يا تربة ، ليحشرنّ منك قوم يدخلون الجنّة بغير حساب ! وما علمه بالغيب ؟
فقالت : دعنا منك أيّها الرجل ، فإنّ أمير المؤمنين لم يقل إلاّ حقّاً .
فلمّا بعث عبيد الله بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحسين بن عليّ وأصحابه ، قال : كنت فيهم في الخيل التي بعث إليهم ، فلمّا انتهيت إلى القوم وحسين وأصحابه عرفت المنزل الذي نزل بنا عليٌّ فيه ، والبقعة التي رفع إليه من ترابها ، والقول الذي قاله ، فكرهت مسيري ، فأقبلت على فرسي حتى وقفت على الحسين ، فسلّمت عليه ، وحدّثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل .
فقال الحسين : معنا أنت أو علينا ؟
فقلت : يا بن رسول الله ، لا معك ولا عليك ، تركت أهلي وولدي أخاف عليهم من ابن زياد .
فقال الحسين : فولِّ هرباً حتى لا ترى لنا مقتلاً ، فوالذي نفس محمّد بيده لا يرى مقتلنا اليوم رجل ولا يغيثنا إلاّ أدخله الله النار .
قال : فأقبلت في الأرض هارباً حتى خفي عليَّ مقتله ( 14 ) .
11 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) : كأنّي بالقصور قد شيّدت حول قبر الحسين ، وكأنّي بالمحامل تخرج من الكوفة إلى قبر الحسين ، ولا تذهب الليالي والأيّام حتى يسار إليه من الآفاق ، وذلك عند انقطاع ملك بني مروان ( 15 ) .
استشهاد الرضا في خراسان
12 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) : سيُقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسمّ ظلماً ، اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم ابن عمران موسى ( عليه السلام ) ، ألا فمن زاره في غربته غفر الله عزّ وجلّ له ذنوبه ما تقدّم منها وما تأخّر ، ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الأمطار وورق الأشجار ( 16 ) .
مصير الحرب في وقعة الجمل
13 – المعجم الكبير عن الأجلح بن عبد الله عن زيد بن عليّ عن أبيه عن ابن عبّاس : لمّا بلغ أصحاب عليّ حين ساروا إلى البصرة أنّ أهل البصرة قد اجتمعوا لطلحة والزبير شقّ عليهم ووقع في قلوبهم ، فقال عليّ :
والذي لا إله غيره ، ليظهرنّ على أهل البصرة ، وليقتلنّ طلحة والزبير ، وليخرجنّ إليكم من الكوفة ستّة آلاف وخمسمائة وخمسون رجلا ، أو خمسة آلاف وخمسمائة وخمسون رجلا – شكّ الأجلح – .
قال ابن عبّاس : فوقع ذلك في نفسي ، فلمّا أتى أهل الكوفة خرجت ، فقلت : لأنظرنّ ، فإن كان كما تقول فهو أمر سمعه ، وإلاّ فهي خديعة الحرب ، فلقيت رجلا من الجيش فسألته ، فوالله ما عتّم أن قال ما قال عليّ . قال ابن عبّاس : وهو ممّا كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يخبره ( 17 ) .
14 – الأمالي للطوسي عن المنهال بن عمرو : أخبرني رجل من تميم قال : كنّا مع عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) بذي قار ونحن نرى أنّا سنُختطف في يومنا ، فسمعته يقول : والله لنظهرنّ على هذه الفرقة ، ولنقتلنّ هذين الرجلين – يعني طلحة والزبير – ولنستبيحنّ عسكرهما .
قال التميمي : فأتيت إلى عبد الله بن عبّاس فقلت : أما ترى إلى ابن عمّك وما يقول ؟
فقال : لا تعجل حتى تنظر ما يكون .
فلمّا كان من أمر البصرة ما كان أتيته فقلت : لا أرى ابن عمّك إلاّ قد صدق .
فقال : ويحك ! إنّا كنّا نتحدّث أصحاب محمّد أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) عهد إليه ثمانين عهداً لم يعهد شيئاً منها إلى أحد غيره ، فلعلّ هذا ممّا عهد إليه ( 18 ) .
مصير الخوارج
15 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) – لمّا عزم على حرب الخوارج – : مصارعهم دون النطفة .
والله لا يُفلِت منهم عشرة ، ولا يَهلك منكم عشرة ! ( 19 )
قال ابن أبي الحديد في شرح كلامه ( عليه السلام ) : هذا الخبر من الأخبار التي تكاد تكون متواترة لاشتهاره ونقل الناس كافّة له ، وهو من معجزاته وأخباره المفصّلة عن الغيوب .
الأخبار على قسمين : أحدهما الأخبار المجملة ، ولا إعجاز فيها ، نحو أن يقول الرجل لأصحابه : إنّكم ستنصرون على هذه الفئة التي تلقونها غداً ، فإن نُصِر جعل ذلك حُجّة له عند أصحابه وسمّاها معجزة وإن لم ينصر قال لهم : تغيرت نيّاتكم وشككتم في قولي ، فمنعكم الله نصره ، ونحو ذلك من القول ، ولأنّه قد جرت العادة أنّ الملوك والرؤساء يَعِدون أصحابهم بالظفر والنصر ، ويُمنّونهم الدُّوَل ، فلا يدل وقوع ما يقع من ذلك على إخبار عن غيب يتضمّن إعجازاً .
والقسم الثاني : في الأخبار المفصّلة عن الغيوب ، مثل هذا الخبر ، فإنّه لا يحتمل التلبيس لتقييده بالعدد المعيّن في أصحابه وفي الخوارج ، ووقوع الأمر بعد الحرب بموجبه من غير زيادة ولا نقصان ، وذلك أمرٌ إلهي عرفه من جهة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعرفه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من جهة الله سبحانه ، والقوّة البشريّة تقصُر عن إدراك مثل هذا ، ولقد كان له من هذا الباب ما لم يكن لغيره ( 20 ) .
ما تقع بعده من الفتن
16 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) : لو فقدتموني لرأيتم من بعدي أُموراً يتمنّى أحدكم الموت ممّا يرى من أهل الجحود والعدوان من أهل الأثرة ، والاستخفاف بحقّ الله تعالى ذكره ، والخوف على نفسه ! فإذا كان ذلك فاعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا ، وعليكم بالصبر والصلاة والتقيّة ( 21 ) .
17 – أنساب الأشراف عن جندب بن عبد الله الأزدي : إنّ عليّاً خطبهم حين استنفرهم إلى الشام بعد النهروان فلم ينفروا فقال : . . . أما إنّكم ستلقون بعدي ذلاًّ شاملاً ، وسيفاً قاطعاً ، وأثرة يتّخذها الظالمون فيكم سنّة ، فيفرّق جماعتكم ، ويبكي عيونكم ، ويدخل الفقر بيوتكم ، وتتمنّون عن قليل أنّكم رأيتموني فنصرتموني ، فستعلمون حقّ ما أقول ولا يبعد الله إلاّ من ظلم وأثم ( 22 ) .
18 – شرح نهج البلاغة عن زياد بن فلان : كنّا في بيت مع عليّ ( عليه السلام ) نحن شيعته وخواصّه ، فالتفت فلم ينكر منّا أحداً ، فقال :
إنّ هؤلاء القوم سيظهرون عليكم ، فيقطعون أيديكم ، ويسملون أعينكم .
فقال رجلٌ منّا : وأنت حيّ يا أمير المؤمنين ؟ قال : أعاذني الله من ذلك .
فالتفتّ فإذا واحدٌ يبكي ، فقال له : يا بن الحمقاء ، أتريد اللذّات في الدنيا والدرجات في الآخرة ؟ ! إنّما وعد الله الصابرين ( 23 ) .
19 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) – من خطبته لأهل الكوفة – : سيُسلّط عليكم من بعدي سلطان صعب ، لا يوقّر كبيركم ، ولا يرحم صغيركم ، ولا يكرم عالمكم ، ولا يقسم الفيء بالسويّة بينكم ، وليضربنّكم ويذلّنّكم ويجمّرنّكم ( 24 ) في المغازي ويقطعنّ سبيلكم ، وليحجبنّكم على بابه ، حتى يأكل قويّكم ضعيفكم ، ثمّ لا يبعد الله إلاّ من ظلم منكم ، ولقلّما أدبر شيء ثمّ أقبل ، وإنّي لأظنّكم في فترة ( 25 ) .
20 – عنه ( عليه السلام ) : أيّها الناس ، إنّي دعوتكم إلى الحقّ فتلوّيتم عليَّ ، وضربتكم بالدرّة فأعييتموني ، أما إنّه سيليكم من بعدي ولاة لا يرضون منكم بهذا حتى يعذّبوكم بالسياط وبالحديد ، إنّه من عذّب الناس في الدنيا عذّبه الله في الآخرة .
وآية ذلك أن يأتيكم صاحب اليمن حتى يحلّ بين أظهركم ، فيأخذ العمّال وعمّال العمّال رجل يقال له : يوسف بن عمر ( 26 ) ( 27 ) .
21 – عنه ( عليه السلام ) : يأتي من بعدكم زمان يُنكر فيه الحقّ تسعة أعشِرائهم ، لا ينجو فيه إلاّ كلّ نُوَمَة ( 28 ) ( 29 ) .
22 – معاني الأخبار عن أبي الطفيل عن الإمام عليّ ( عليه السلام ) : إنّ بعدي فتناً مظلمة ، عمياء مشكّكة ، لا يبقى فيها إلاّ النُّوَمة .
قيل : وما النُّوَمة يا أمير المؤمنين ؟
قال : الذي لا يدري الناس ما في نفسه ( 30 ) .
23 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) : سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس في ذلك الزمان شيء أخفى من الحقّ ، ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على الله تعالى ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حقّ تلاوته ، ولا سلعة أنفق بيعاً ولا أغلى ثمناً من الكتاب إذا حُرّف عن مواضعه ، وليس في العباد ولا في البلاد شيء هو أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر ، وليس فيها فاحشة أنكر ، ولا عقوبة أنكى من الهدى عند الضلال في ذلك الزمان ، فقد نبذ الكتاب حملته ، وتناساه حفظته حتى تمالت بهم الأهواء ، وتوارثوا ذلك من الآباء ، وعملوا بتحريف الكتاب كذباً وتكذيباً ، فباعوه بالبخس وكانوا فيه من الزاهدين ( 31 ) .
24 – عنه ( عليه السلام ) – من خطبة له يصف فيها الزمان المقبل – : إنّه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء أخفى من الحقّ ، ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله ، وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حقّ تلاوته ، ولا أنفق منه إذا حُرّف عن مواضعه ، ولا في البلاد شيء أنكر من المعروف ، ولا أعرف من المنكر ! فقد نبذ الكتابَ حملتُه ، وتناساه حفظتُه :
فالكتاب يومئذ وأهله طريدان منفيّان ، وصاحبان مُصطحبان في طريق واحد لا يُؤويهما مؤو !
فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليسا فيهم ، ومعهم وليسا معهم !
لأنّ الضلالة لا توافق الهدى ، وإن اجتمعا . فاجتمع القوم على الفُرقة ، وافترقوا على الجماعة ، كأنّهم أئمّة الكتاب وليس الكتابُ إمامَهم ، فلم يبقَ عندهم منه إلاّ اسمه ، ولا يعرفون إلاّ خطّه وزَبره ( 32 ) . ومن قبل ما مثّلوا بالصالحين كلّ مُثلة ، وسمّوا صدقهم على الله فرية ، وجعلوا في الحسنة عقوبة السيّئة ( 33 ) .
25 – عنه ( عليه السلام ) – من خطبة له يصف فيها آخر الزمان – : أيّها الناس ! سيأتي عليكم زمانٌ يُكفأ فيه الإسلام كما يُكفأ الإناء بما فيه ( 34 ) .
26 – عنه ( عليه السلام ) : يأتي على الناس زمان لا يبقى فيهم من القرآن إلاّ رسمه ، ومن الإسلام إلاّ اسمه . ومساجدهم يومئذ عامرة من البناء ، خراب من الهدى ، سكّانها وعُمّارها شرّ أهل الأرض ، منهم تخرج الفتنة ، وإليهم تأوي الخطيئة ، يَرُدّون من شذّ عنها فيها ، ويسوقون من تأخّر عنها إليها . يقول الله سبحانه : فبي حلفتُ لأبعثنّ على أُولئك فتنةً تترك الحليم فيها حيران . وقد فعل ، ونحن نستقيل الله عثرة الغفلة ( 35 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) كامل الزيارات : 149 / 176 وراجع رجال الكشّي : 1 / 307 / 147 .
( 2 ) الإرشاد : 1 / 331 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 270 نحوه .
( 3 ) الإرشاد : 1 / 332 وراجع خصائص الأئمّة ( عليهم السلام ) : 47 وقرب الإسناد : 26 / 87 ووقعة صفّين : 142 وكامل الزيارات : 453 / 685 وذخائر العقبى : 174 .
( 4 ) عرَّدوا : أي فرّوا وأعرضوا ( النهاية : 3 / 204 ) .
( 5 ) المعجم الكبير : 3 / 110 / 2823 ؛ المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 270 عن عمر بن محمّد الزيّات نحوه .
( 6 ) المِطْهَرة : الإناءُ الذي يُتَوَضّأُ به ويُتطَهَّر به ( لسان العرب : 4 / 506 ) .
( 7 ) مسند ابن حنبل : 1 / 184 / 648 ، مسند أبي يعلى : 1 / 206 / 358 ، تهذيب التهذيب : 1 / 589 / 1577 ، الطبقات الكبرى ( الطبقة الخامسة ) : 1 / 429 / 417 عن عامر الشعبي ، تاريخ دمشق : 14 / 187 / 3517 ، المعجم الكبير : 3 / 105 / 2811 نحوه ؛ الملاحم والفتن : 237 / 344 وص 333 / 484 .
( 8 ) مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 162 .
( 9 ) أُسد الغابة : 4 / 322 / 4173 وراجع تاريخ دمشق : 14 / 198 .
( 10 ) الدُّكّان : الدكّة المبنيّة للجلوس عليها ( لسان العرب : 13 / 157 ) .
( 11 ) الغائط : المتّسع من الأرض مع طمأنينة ( لسان العرب : 7 / 364 ) .
( 12 ) الطبقات الكبرى ( الطبقة الخامسة ) : 1 / 432 / 420 ، تاريخ دمشق : 14 / 198 عن أبي عبد الله الضبّي ؛ شرح الأخبار : 3 / 136 / 1077 ، المناقب للكوفي : 2 / 26 / 514 كلاهما نحوه وراجع تهذيب التهذيب : 1 / 590 / 1577 ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 165 .
( 13 ) تاريخ دمشق : 14 / 222 ؛ الملاحم والفتن : 335 / 488 نحوه .
( 14 ) وقعة صفّين : 140 ، الأمالي للصدوق : 199 / 213 عن هرثمة بن أبي مسلم ، شرح الأخبار : 3 / 141 / 1083 عن هزيمة بن سلمة وكلاهما نحوه .
( 15 ) عيون أخبار الرضا : 2 / 48 / 190 عن أحمد بن عامر وأحمد بن عبد الله الهروي وداود بن سليمان عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) : 248 / 161 عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، بحار الأنوار : 41 / 287 / 9 .
( 16 ) من لا يحضره الفقيه : 2 / 584 / 3188 ، عيون أخبار الرضا : 2 / 259 / 17 ، الأمالي للصدوق : 181 / 185 كلّها عن النعمان بن سعد ، روضة الواعظين : 258 .
( 17 ) المعجم الكبير : 10 / 305 / 10738 .
( 18 ) الأمالي للطوسي : 113 / 173 ، الأمالي للمفيد : 335 / 5 ، بشارة المصطفى : 247 .
( 19 ) نهج البلاغة : الخطبة 59 ؛ ينابيع المودّة : 1 / 206 / 4 .
( 20 ) شرح نهج البلاغة : 5 / 3 ؛ بحار الأنوار : 41 / 318 .
( 21 ) الخصال : 626 / 10 عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، تحف العقول : 115 ، تفسير فرات : 367 / 499 .
( 22 ) أنساب الأشراف : 3 / 154 ، الإمامة والسياسة : 1 / 171 ، المعيار والموازنة : 186 ؛ تاريخ اليعقوبي : 2 / 193 ، الغارات : 2 / 482 عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي ، شرح الأخبار : 2 / 73 / 441 ، دعائم الإسلام : 1 / 391 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 272 كلّها نحوه .
( 23 ) شرح نهج البلاغة : 4 / 109 .
( 24 ) تجمير الجند : أن يحبسهم في أرض العدوّ ( لسان العرب : 4 / 146 ) .
( 25 ) الإرشاد : 1 / 281 ، الاحتجاج : 1 / 414 / 89 .
( 26 ) ابن محمّد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي ، أمير العراقين وخراسان لهشام ، ثمّ أمّره الوليد بن يزيد ، وكان مهيباً ، جبّاراً ، وكان من أقارب الحجّاج بن يوسف ( سير أعلام النبلاء : 5 / 442 / 197 ) .
( 27 ) الإرشاد : 1 / 322 ، الغارات : 2 / 458 عن زيد بن عليّ بن أبي طالب ، الخرائج والجرائح : 1 / 203 / 45 نحوه ؛ شرح نهج البلاغة : 2 / 306 عن زيد بن عليّ .
( 28 ) النُّوَمَة : الخامل الذِّكر الذي لا يُؤبَه له ( النهاية : 5 / 131 ) .
( 29 ) عيون الأخبار لابن قتيبة : 2 / 352 عن أوفى بن دلهم .
( 30 ) معاني الأخبار : 166 / 1 .
( 31 ) الكافي : 8 / 387 / 586 عن محمّد بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن أبيه ، بحار الأنوار : 77 / 366 / 34 .
( 32 ) زَبَرتُ الكتاب أزْبُره : إذا أتْقَنتُ كتابته ( النهاية : 2 / 293 ) .
( 33 ) نهج البلاغة : الخطبة 147 .
( 34 ) نهج البلاغة : الخطبة 103 .
( 35 ) نهج البلاغة : الحكمة 369 .
المصدر: موسوعة الإمام علي(ع) في الكتاب والسنة والتاريخ / الشيخ محمد الريشهري