- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 2 دقیقة
- بواسطة : المشرف
- 0 تعليق
شروط الإمام الرضا (ع) لقبول ولاية العهد
لمّا رفض الإمام الرضا (ع) طلب المأمون العبّاسي ـ الحاكم الإسلامي آنذاك ـ أن يتقلّد خلافة المسلمين، طلب منه المأمون أن يتولّى ولاية العهد، فرفض (ع) ذلك، ولكنّ المأمون أصرّ عليه بالقبول، فقبلها (ع) بشروط، جاء منها في كتابه للمأمون: «إنّي داخل في ولاية العهد على أن لا آمر ولا أنهى، ولا أفتي ولا أقضي، ولا أولّي ولا أعزل، ولا أُغيّر شيئاً ممّا هو قائم، وتعفيني من ذلك كلّه»(1)، فأجابه المأمون إلى ذلك كلّه.
دعوة المأمون للصلاة
«دعا المأمون الإمام الرضا (ع) إلى إقامة صلاة عيد الفطر بالناس والخطبة بهم.
أجابه الإمام الرضا (ع): قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخول الأمر ـ وهي عدم تدخّله في أيّ أمرٍ من الأُمور ـ فأعفني عن الصلاة بالناس.
أصرّ المأمون على الإمام (ع) بالصلاة، فقال (ع): إن أعفيتني فهو أحبّ إليّ، وإن لم تعفني خرجت كما خرج رسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ع)(2).
فقال المأمون: اُخرج كيف شئت. وأمر القوّاد والناس أن يُبكّروا إلى باب الإمام الرضا (ع)».
اجتماع الناس والقادة
في الصباح الباكر اجتمع الناس على باب دار الإمام (ع) ينتظرون خروجه للصلاة، وجاء قادة الجيش ومعهم مجموعة من الجند، ووقفوا على الباب، وجلست النساء والأطفال على السطوح والطرقات ليتفرّجوا على موكب الإمام الرضا (ع) وهو خارج إلى الصلاة.
خروج الإمام الرضا (ع) للصلاة
لمّا طلعت الشمس اغتسل الإمام (ع) غسل يوم العيد، ولبس ثيابه، وتعمّم بعمامةٍ بيضاء من قطن، ألقى طرفاً منها على صدره وطرفاً بين كتفيه، وتطيّب، وأمر مواليه أن يصنعوا مثل صنعه، وأخذ بيده عكّازة، وخرج بتلك الحالة وهو حافٍ، فمشى قليلاً ورفع رأسه إلى السماء وكبّر، وكبّر مواليه معه، ومشى حتّى وقف على الباب، فلّما رآه القوّاد والجند في تلك الصورة، نزلوا من على خيولهم إلى الأرض، وكبّر (ع) على الباب، وكبّر الناس معه، وعلت أصواتهم بالتكبير، وتذكّروا في صورة الإمام (ع) صورة جدّه رسول الله (ع).
ويصف البحتري خروج الإمام (ع) إلى الصلاة بهذه الكيفية بقوله:
(ذكروا بطلعتِكَ النبيَّ فهلّلُوا ** لمّا طلعتَ من الصفوفِ وكبّرُوا
حتّى انتهيتَ إلى المصلّى لابساً ** نور الهدى يبدو عليكَ فيظهرُ
ومشيتَ مشيةَ خاشعٍ متواضعٍ ** للهِ لا يزهى ولا يتكبّرُ
ولو أنَّ مشتاقاً تكلّفَ غير ما * في وسعِهِ لمشى إليكَ المنبرُ)(3).
وضجّت مدينة مرو بالبكاء والعويل لمّا رأوا الإمام (ع) بتلك الصورة، وسمعوا تكبيره.
ترك الإمام الرضا (ع) للصلاة
«بلغ المأمون ذلك فارتاع وفزع، فقال له الفضل بن سهل ذو الرئاستين: يا أمير المؤمنين، إن بلغ الرضا المصلّى على هذا السبيل افتتن به الناس، وخفنا كلّنا على دمائنا، فأنفذ إليه أن يرجع.
فبعث إليه المأمون بعض جلاوزته: قد كلّفناك شططاً وأتعبناك، ولست أُحبّ أن تلحقك مشقّة، فارجع وليصلّ بالناس مَن كان يُصلّي بهم على رسمه.
فدعا (ع) بخفّه فلبسه، ورجع من دون أن يُصلّي بالناس، واختلف أمر الناس في ذلك اليوم ولم تنتظم صلاتهم»(4).
الهوامش
1ـ الكافي 1 /489.
2ـ اُنظر: المصدر السابق.
3ـ مناقب آل أبي طالب 3 /480.
4ـ إعلام الورى بأعلام الهدى 2 /77.
بقلم: محمد أمين نجف