أبو محمّد، طلحة بن عبيد الله بن أبي عون الغسّاني العوني المصري.
ولادته
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلّا أنّه ولد في القرن الثالث الهجري.
شعره
قال الشيخ الأميني في الغدير: «كان العوني يتفنّن في الشعر، ويأتي بأساليبه وفنونه وبحوره، مقدرة منه على تحوير القول وصياغة الجمل كيف ما شاء وأحبّ… وللعوني معاني فخمة في شعره، استحسنها معاصروه ومَن بعده، فحذوا حذوه في صياغة تلك المعاني، لكن الحقيقة تشهد بأنّ الفضل لمَن سبق».
وكان(رحمه الله) شاعراً ماهراً، له ديوان شعر، ذكر فيه مدائح ومراثي لأئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، منها قوله في مدح الإمام علي(عليه السلام):
وقامَ خطيباً فيهُم إذ أقامَهُ ** ومن بعدِ حمد الله قالَ لهم جهرا
ألا إنّ هذا المرتضى بعلُ فاطم ** علي الرضى صهري فأكرمُ به صهرا
ووارثُ علمي والخليفةُ فيكُم ** إلى اللهِ من أعدائِهِ كلّهم أبرا
تشيّعه
أشعاره(رحمه الله) آيات باهرة لبلوغه الغاية القصوى من الموالاة والتشيّع، فتشيّعه كان مشهوراً في العصور المتقدّمة على عهده وبعد وفاته، حتّى أنّه لمّا وقعت الفتنة بين الشيعة والسنّة في بغداد سنة 443ﻫ، واحتدم بينهما القتال، فكانت ممّا جاءت به يد الجور من الفظائع، أنّهم نبشوا قبور جماعة من الشيعة، وطرحوا النيران في ترابهم، ومنهم العوني.