- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 3 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
اسمه وكنيته ونسبه(1)
أبو السائب، عثمان بن مظعون بن حبيب الجُمحي القرشي.
ولادته
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلاّ أنّه من أعلام القرن الأوّل الهجري.
صحبته
كان(رضي الله عنه) من أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله).
جوانب من حياته
* أسلم بعد ثلاثة عشر رجلاً.
* هاجر الهجرتين ـ إلى الحبشة أوّلاً ثمّ إلى المدينة المنوّرة ثانياً ـ.
* آخى رسول الله(صلّى الله عليه وآله) بينه وبين أبي الهيثم بن التيّهان الأنصاري.
* اشترك مع النبي(صلى الله عليه وآله) في معركة بدر.
من أقوال النبي(صلى الله عليه آله) والأئمّة(عليهم السلام) فيه
۱ـ «لمّا ماتت رقية ابنة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إلحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون وأصحابه»(۲)
۲ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) لمّا مات عثمان: «طوبى لك يا عثمان، لم تلبسك الدنيا ولم تلبسها»(۳).
۳ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام): «إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قبّل عثمان بن مظعون(رضي الله عنه) بعد موته»(۴).
۴ـ قال الإمام المهدي(عليه السلام) في زيارة الناحية: «السلام على عثمان بن أمير المؤمنين، سمِي عثمان بن مظعون»(۵).
من أقوال العلماء فيه
۱ـ قال العلّامة المجلسي: «كان من زهّاد الصحابة وأكابرها، وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يحبّه حبّاً شديداً»(۶).
۲ـ قال الوحيد البهبهاني: «الزاهد العابد: الذي كان ترك الدنيا وترك اللذّات والنساء، فشكت امرأته إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) فمنعه عن ذلك، وكان أخاه من الرضاع على ما هو في بالي»(۷).
۳ـ قال سعد بن أبي وقّاص: «كان عابداً مجتهداً من فضلاء الصحابة»(۸).
تحريمه الخمر في الجاهلية
كان(رضي الله عنه) أحد مَن حرّم الخمر على نفسه في الجاهلية، وقال: «لا أشرب شراباً يذهب عقلي، ويضحك بي مَن هو أدنى منّي، ويحملني على أن أنكح كريمتي. فلمّا حرّمت الخمر أُتي وهو بالعوالي، فقيل له: يا عثمان، قد حرّمت الخمر. فقال: تبّاً لها، قد كان بصري فيها ثاقباً»(۹).
عبادته وزهده
كان(رضي الله عنه) من أشدّ الناس اجتهاداً في العبادة، يصوم النهار ويقوم الليل، ووصل به الحدّ في العبادة أنّه ترك وتجنّب الشهوات بالمرّة، واعتزل النساء.
قال الإمام الصادق(عليه السلام): «جاءت امرأة عثمان بن مظعون إلى النبي(صلى الله عليه وآله) فقالت: يا رسول الله، إنّ عثمان يصوم النهار ويقوم الليل. فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) مغضباً يحمل نعليه حتّى جاء إلى عثمان فوجده يُصلّي، فانصرف عثمان حين رأى رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فقال له: يا عثمان، لم يرسلني الله تعالى بالرهبانية، ولكن بعثني بالحنيفة السهلة السمحة، أصوم وأُصلي وألمس أهلي، فمَن أحبّ فطرتي فليستن بسنّتي، ومن سنّتي النكاح»(۱۰).
وصف الإمام علي(عليه السلام) له
قال(عليه السلام): «كان لي فيما مضى أخ في الله، وكان يعظّمه في عيني صغر الدنيا في عينه، وكان خارجاً من سلطان بطنه، فلا يتشهى ما لا يجد، ولا يكثر إذا وجد، وكان أكثر دهره صامتاً، فإن قال بذ القائلين، ونقع غليل السائلين، وكان ضعيفاً مستضعفاً، فإن جاء الجدّ فهو ليث عاد، وصل واد، لا يدلي بحجّة حتّى يأتي قاضياً، كان لا يلوم أحداًَ على ما لا يجد العذر في مثله حتّى يسمع اعتذاره، وكان لا يشكو وجعاً إلاّ عند برئه، وكان يفعل ما يقول، ولا يقول ما لا يفعل، وكان أن غلب على الكلام لم يغلب على السكوت، وكان على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلّم، وكان إذا بدهه أمران نظر أيّهما أقرب إلى الهوى فخالفه، فعليكم بهذه الخلائق فالزموها، وتنافسوا فيها، فإن لم تستطيعوها فاعلموا إنّ أخذ القليل خير من ترك الكثير»(۱۱).
والمشار إليه بـ(كان لي فيما مضى أخ في الله) عثمان بن مظعون على أحد الأقوال.
ويدلّ على أنّ المراد بالأخ هنا عثمان بن مظعون ما ورد من وصف الإمام علي(عليه السلام) لعثمان بالأخ، كقوله(عليه السلام) في وجه تسمية ولده بعثمان: «إنّما سمّيته باسم أخي عثمان بن مظعون»(۱۲).
وفاته
تُوفّي(رضي الله عنه) عام ۲ﻫ بالمدينة المنوّرة، ودُفن بمقبرة البقيع، وهو أوّل مَن دُفن فيها، وصلّى رسول الله(صلى الله عليه وآله) عليه صلاة الميت.
وروي «أنّه(صلى الله عليه وآله) أمر أن يبسط على قبر عثمان بن مظعون ثوب، وهو أوّل قبر بسط عليه ثوب»(۱۳).
وروي أيضاً أنّه(صلى الله عليه وآله) «رشّ قبر عثمان بن مظعون بالماء بعد أن سوّى عليه التراب»(۱۴).
——————————
۱- اُنظر: معجم رجال الحديث ۱۲ /۱۳۸ رقم۷۶۳۴.
۲- الكافي ۳ /۲۴۱ ح۴۷۳۰.
۳- التمهيد ۲۱ /۲۲۴.
۴- من لا يحضره الفقيه ۱ /۱۶۱ رقم۴۵۰.
۵- المزار للمشهدي: ۴۸۹.
۶- معجم رجال الحديث ۱۲ /۱۴۰ رقم۷۶۳۴ نقلاً عن مرآة العقول.
۷- تعليقة على منهج المقال: ۲۴۰.
۸- الاستيعاب ۳ /۱۰۵۴.
۹- المصدر السابق ۳ /۱۰۵۵.
۱۰- الكافي ۵ /۴۹۴ ح۱
۱۱- شرح نهج البلاغة ۱۹ /۱۸۳ الخطبة۲۹۵.
۱۲- مقاتل الطالبيين: ۵۵.
۱۳- دعائم الإسلام ۱ /۲۳۸.
۱۴- المصدر السابق ۱ /۲۳۹.
بقلم: محمد أمين نجف