- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 2 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
اسمه وكنيته ونسبه(1)
أبو حنظلة، مالك بن نويرة بن جَمرة التميمي اليربوعي .
ولادته
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلّا أنّه من أعلام القرن الأوّل الهجري.
صحبته
كان(رضي الله عنه) من أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله)، والإمام علي(عليه السلام).
من أقوال العلماء فيه
۱ـ قال المرزباني(ت:۳۸۴ﻫ): «كان شاعراً شريفاً فارساً معدوداً في فرسان بني يربوع في الجاهلية وأشرافهم، وكان من أرداف الملوك»(۲).
۲ـ قال الشيخ الوحيد البهبهاني: «وبالجملة أمره بالشهرة لا يحتاج إلى الذكر»(۳).
وكالته عن النبي(صلى الله عليه وآله) في قبض الزكاة
نصّبه النبي(صلى الله عليه وآله) وكيلاً عنه في قبض زكاة قومه وتقسيمها على الفقراء(۴)، وهذا دليل على وثاقته واحتياطه وورعه.
موقفه من خلافة أبي بكر
رفض(رضي الله عنه) مبايعة أبي بكر، وأنكر عليه تسلّمه قيادة الأُمّة أشدّ الإنكار، وعاتبه بقوله: «أربع على ضلعك، والزم قعر بيتك، واستغفر لذنبك، وردّ الحقّ إلى أهله، أما تستحيي أن تقوم في مقام أقام الله ورسوله فيه غيرك، وما ترك يوم الغدير [لأحد] حجّة ولا معذرة»(۵)، كما أنّه امتنع من دفع الزكاة إليه، وقام بتقسيمها على فقراء قومه.
امتناعه من دفع الزكاة
كان(رضي الله عنه) يعتقد بإمامة وخلافة الإمام علي(عليه السلام) بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ولهذا رفض مبايعة أبي بكر باعتباره غاصباً لمقام الخلافة، ومن هنا امتنع من إعطاء الزكاة إليه لأنّه خليفة غير شرعي.
إذن مالك يقرّ بوجوب الزكاة ولا ينكرها حتّى يحكم عليه بالارتداد، وإنّما ينكر دفعها وإعطائها إلى غير الحاكم الشرعي.
إرسال جيش لمقاتله
أرسل أبو بكر جيشاً بقيادة خالد بن الوليد لمحاربة مالك وقومه إن لم يدفعوا له الزكاة، سار خالد نحو البطاح ـ مقرّ سكنى مالك وقومه ـ حتّى وصلها ليلاً، فأخذ قوم مالك أسلحتهم للدفاع عن أنفسهم، فقالوا: إنّا لمسلمون، فقال قوم مالك: ونحن لمسلمون، فقالوا: إن كنتم مسلمين كما تقولون فضعوا السلاح، فوضع قوم مالك السلاح، ثمّ صلّى الطرفان، فلمّا انتهت الصلاة قام جماعة خالد بمباغتة أصحاب مالك، فكتّفوهم بما فيهم مالك، وأخذوهم إلى خالد بن الوليد.
وبعد حوار دار بين الطرفين، ادّعى خالد أنّ مالكاً ارتدّ عن الإسلام، وشهد لخالد اثنان من جماعته وهما: أبو عتادة الأنصاري، وعبد الله بن عمر بن الخطّاب، بأنّ مالكاً لا زال مسلماً، ولكنّ خالد لم يُلق إذناً صاغية، لا لكلام مالك ولا للشهادة التي قيلت بحقّه.
فأمر بضرب عنق مالك وأعناق أصحابه، وسبي نسائهم، ثمّ قبض على أُمّ تميم (زوجة مالك) ودخل بها في نفس الليلة التي قتل فيها زوجها مالك(۶).
موقف عمر وأبي بكر من أعمال خالد
«قدم أبو قتادة على أبي بكر فأخبره بمقتل مالك وأصحابه، فجزع من ذلك جزعاً شديداً، فكتب أبو بكر إلى خالد فقدم عليه، فقال أبو بكر: هل يزيد خالد على أن يكون تأوّل فأخطأ؟ وردّ أبو بكر خالداً، وودى مالك بن نويرة وردّ السبي والمال»(۷).
«ولمّا بلغ الخبر أبا بكر وعمر، قال عمر لأبي بكر: إنّ خالداً قد زنى فارجمه، قال: ما كنت لأرجمه فإنّه تأوّل فأخطأ. قال: فإنّه قتل مسلماً فاقتله به، قال: ما كنت لأقتله به إنّه تأول فأخطأ. قال: فاعزله، قال: ما كنت لأشيم ـ أي لأغمد ـ سيفاً سلّه الله عليهم أبداً»(۸).
«وذكر الزبير بن بكار أنّ أبا بكر أمر خالداً أن يفارق امرأة مالك المذكورة، واغلظ عمر لخالد في أمر مالك، وأمّا أبو بكر فعذره»(۹).
استشهاده
استُشهد(رضي الله عنه) عام ۱۱ﻫ أو ۱۲ﻫ مع مجموعة من أفراد قبيلته في البطاح، بأمر خالد بن الوليد، ودُفن فيها.
————————————–
۱- اُنظر: الغدير ۷ /۱۵۸.
۲- الإصابة ۵ /۵۶۰ رقم۷۷۱۲.
۳- تعليقة على منهج المقال: ۲۹۰.
۴- اُنظر: الإصابة ۵ /۵۶۰ رقم۷۷۱۲.
۵- تعليقة على منهج المقال: ۲۹۰.
۶- اُنظر: تاريخ الطبري ۲ /۵۰۲. وفيات الأعيان ۶ /۱۴ رقم۲۹۴.
۷-تاريخ خليفة بن خياط: ۶۸.
۸- وفيات الأعيان ۶ /۱۵ رقم۲۹۴. واُنظر: تاريخ أبي الفداء ۱ /۱۵۸.
۹- الإصابة ۵ /۵۶۰.
بقلم: محمد أمين نجف