- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 4 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
اسمه وكنيته ونسبه(1)
أبو عمرو، هاشم بن عُتبة بن أبي وقّاص الزهري المدني، المعروف بالمرقال، لأنّه كان يُرقل في الحرب، أي: يُسرع.
ولادته
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلّا أنّه من أعلام القرن الأوّل الهجري، ومن المحتمل أنّه ولد في المدينة باعتباره مدنيّاً.
صحبته
كان(رضي الله عنه) من أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله)، والإمام علي(عليه السلام).
جوانب من حياته
* أسلم يوم الفتح.
* عدّه الشيخ ابن شهرآشوب(قدس سره) من وجوه الصحابة وخيار التابعين(۲).
* يعتبر من رواة حديث الغدير(۳).
* اشترك في معركة اليرموك، وقد ذهبت إحدى عينيه، كما اشترك في معركتي القادسية وجُلولاء، وكان فيها من قادة الجيش.
* اشترك مع الإمام علي(عليه السلام) في حربي الجمل وصفّين، وكان صاحب الراية ليلة الهرير(۴).
من أقوال علماء السنّة فيه
۱ـ قال ابن عبد البر (ت:۴۶۳ﻫ): «كان من الفضلاء الأخيار، وكان من الأبطال إلبهم»(۵).
۲ـ قال الخوارزمي (ت:۵۶۸ﻫ) فيه وفي عمّار بن ياسر وعبد الله بن بُديل الخزاعي:«وكانوا فرسان العراق، ومردة الحروب، ورجال المعارك، وحتوف الأقران، وأمراء الأجناد، وأنياب أمير المؤمنين، وقد فعلوا بأهل الشام ما بقى ذكره على ممر الأحقاب»(۶).
۳ـ قال ابن الأثير (ت:۶۳۰ﻫ): «كان من الشجعان الأبطال، والفضلاء الأخيار»(۷).
بيعته للإمام علي(عليه السلام)
كان(رضي الله عنه) من المسارعين والمبادرين إلى بيعة الإمام علي(عليه السلام)، فقد «قال لمّا قتل عثمان: هذه يميني لعلي وشمالي لي وقد بايعته، وكان بالكوفة وقال:
أُبايع غير مكترث علياً *** ولا أخشى أميراً أشعريا
أبايعه وأعلم أن سأرضي *** بذاك الله حقّاً والنبيا
ودخل على أبي موسى الأشعري، وهو أمير الكوفة يومئذٍ فقال: يا أبا موسى بايع لخير هذه الأُمّة بعد نبيّها علي بن أبي طالب(عليه السلام). فقال: لا تعجل حتّى تنظر ما يصنع الناس، وعلى مَن يكون اجتماعهم، فخرج من عنده وهو واضع يده اليمنى على اليسرى يقول: هذه بيعتي لخير الأُمّة بعد نبيّها علي بن أبي طالب(عليه السلام)»(۸).
من أولاده
۱ـ عبد الله، أخذ الراية بيده يوم صفّين بعد شهادة أبيه، ثمّ أُخذ أسيراً إلى معاوية، وجرى بينه وبين عمرو بن العاص كلام أعجب معاوية، فكفّ عن قتله وأمر به إلى السجن(۹).
۲ـ عتبة، اشترك مع الإمام علي(عليه السلام) في حرب صفّين، واستُشهد فيها.
رأيه في قتال أهل الشام
«لمّا أراد علي(عليه السلام) المسير إلى أهل الشام دعا إليه مَن كان معه من المهاجرين والأنصار ، فحمد الله وأثنى عليه وقال:
أمّا بعد، فإنّكم ميامين الرأي، مراجيح الحلم، مقاويل بالحق، مباركو الفعل والأمر، وقد أردنا المسير إلى عدوّنا وعدوّكم فأشيروا علينا برأيكم.
فقام هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثمّ قال: أمّا بعد، يا أمير المؤمنين، فأنا بالقوم جد خبير، هم لك ولأشياعك أعداء، وهم لمَن يطلب حرث الدنيا أولياء، وهم مقاتلوك ومجاهدوك، لا يبقون جهداً مشاحة على الدنيا، وضنا بما في أيديهم منها، وليس لهم إربة غيرها إلّا ما يخدعون به الجهّال من الطلب بدم عثمان بن عفّان.
كذبوا ليسوا بدمه يثأرون، ولكن الدنيا يطلبون، فسر بنا إليهم، فإن أجابوا إلى الحقّ فليس بعد الحقّ إلّا الضلال، وإن أبو إلّا الشقاق فذلك الظنّ بهم، والله ما أراهم يبايعون وفيهم أحد ممّن يطاع إذا نهي، ولا يسمع إذا أمر»(۱۰).
وفي خبر آخر أنّه قال: «سر بنا يا أمير المؤمنين إلى هؤلاء القوم القاسية قلوبهم، الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، وعملوا في عباد الله بغير رضا الله، فأحلّوا حرامه وحرّموا حلاله، واستولاهم الشيطان ووعدهم الأباطيل ومنّاهم الأماني، حتّى أزاغهم عن الهدى وقصد بهم قصد الردى، وحبّب إليهم الدنيا، فهم يقاتلون على دنياهم رغبة فيها كرغبتنا في الآخرة إنجاز موعود ربّنا.
وأنت يا أمير المؤمنين، أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه رحماً، وأفضل الناس سبقة وقدماً، وهم يا أمير المؤمنين منك مثل الذي علمنا، ولكن كتب عليهم الشقاء، ومالت بهم الأهواء، وكانوا ظالمين، فأيدينا مبسوطة لك بالسمع والطاعة، وقلوبنا منشرحة لك ببذل النصيحة، وأنفسنا تنصرك جذلة على من خالفك، وتولّى الأمر دونك، والله ما أحبّ أن لي ما في الأرض ممّا أقلت، وما تحت السماء ممّا أظلت، وأنّي واليت عدوّاً لك، أو عاديت ولياً لك.
فقال علي(عليه السلام): اللّهم أرزقه الشهادة في سبيلك، والمرافقة لنبيّك(صلى الله عليه وآله وسلم)»(۱۱).
مشاركته في حرب صفّين
اشترك(رضي الله عنه) مع الإمام علي(عليه السلام) في حرب صفّين، وقد أعطى الإمام علي(عليه السلام) الراية بيده، ولا يخفى على البصير أنّ الإمام(عليه السلام) لا يعطي الراية ـ خصوصاً العظمى ـ إلّا لمتمحِّض في الإيمان.
حمل على القوم هو وأصحابه وهو يقول:
«أعور يبغي نفسه خلاصا *** مثل الفنيق لابساً دلاصا
قد جرّب الحرب ولا أناصا *** لا ديّة يخشى ولا قصاصا
كلّ امرئ وإن كبا وحاصا *** ليس يرى من موته مناصا»(۱۲).
وفي خبر آخر قال:
«أعور يبغي أهله محلّا *** لا بدّ أن يفلّ أو يفلّا
قد عالج الحياة حتّى ملّا
حتّى قتل تسعة نفر أو عشرة، وحمل عليه الحارث بن المنذر التنوخي فطعنه فسقط»(۱۳).
مقاتلته لعمرو بن العاص
«خرج عمرو بن العاص فجعل يقول:
لا عيش إن لم ألق يوماً هاشماً *** ذاك الذي أجشمني المجاشما
ذاك الذي يشتم عرضي ظالماً *** ذاك الذي أقام فينا المأتما
ذاك الذي إن ينج منّي سالماً *** يكن شجى حتّى الممات لازما
قال: فما لبث عمرو أن خرج إليه هاشم المرقال وهو يرتجز ويقول:
لا عيش إن لم ألق يومي عمرا *** ذاك الذي نذرت فيه النذرا
ذاك الذي أغدرت فيه الغدرا *** ذاك الذي ما زال ينوي الغدرا
أو يحدث الله لأمر أمرا *** لا تجزعي يا نفس صبراً صبرا
ضرباً إذا شئت وطعناً شزرا *** يا ليت ما تحتي يكون قبرا
قال: ثمّ حمل هاشم على عمرو بن العاص واختلفا بطعنتين، فطعنه هاشم طعنة جرحه منها جراحة منكرة، فرجع عمرو إلى معاوية وجراحته تشخب دماً»(۱۴).
استشهاده
استُشهد(رضي الله عنه) في شهر صفر ۳۷ﻫ بحرب صفّين، وصلّى على جثمانه الإمام علي(عليه السلام)، ودُفن في منطقة صفّين(۱۵).
تأبينه
«لمّا قتل هاشم جزع الناس عليه جزعاً شديداً، وأُصيب معه عصابة من أسلم من القرّاء، فمرّ عليهم علي(عليه السلام) وهم قتلى حول أصحابه الذين قتلوا معه فقال:
جزى الله خيراً عصبة أسلمية *** صباح الوجوه صرّعوا حول هاشم
يزيد وعبد الله بشر ومعبد *** وسفيان وابنا هاشم ذي المكارم
وعُروة لا يبعد ثناه وذكره *** إذا اخترطت يوماً خفاف الصوارم»(۱۶).
«وفيه يقول أبو الطفيل عامر بن وائلة:
يا هاشم الخير جزيت الجنّة *** قاتلت في الله عدوّ السنّة
أفلح بما فزت به من منّة»(۱۷).
الهوامش
۱- اُنظر: معجم رجال الحديث ۲۰ /۲۶۸ رقم۱۳۲۹۵.
۲- اُنظر: مناقب آل أبي طالب ۱ /۲۹۱.
۳- اُنظر: كتاب الولاية لابن عقدة: ۲۴۱.
۴- اُنظر: رجال الطوسي: ۸۵ رقم۸۵۲.
۵- الاستيعاب ۴ /۱۵۴۶ رقم۲۷۰۰.
۶- المناقب: ۲۴۸.
۷- أُسد الغابة ۵ /۴۹.
۸- مختصر أخبار شعراء الشيعة: ۳۹ رقم۴.
۹- اُنظر: كتاب الفتوح ۳ /۱۲۴.
۱۰- وقعة صفّين: ۹۲.
۱۱- المصدر السابق: ۱۱۲.
۱۲- المصدر السابق: ۳۴۷.
۱۳- المصدر السابق: ۳۵۵.
۱۴- الفتوح ۳ /۴۳.
۱۵- اُنظر: قرب الإسناد: ۱۳۸ رقم۴۸۶.
۱۶- وقعة صفّين: ۳۵۶.
۱۷- الاستيعاب ۴ /۱۵۴۷ رقم۲۷۰۰.
بقلم: محمد أمين نجف