إنّ للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) عدّة ألقاب وكنى قد كنّاه بها رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ومن تلك الكنى «أبي تراب».
عن عباية بن ربعي قال: قلت لعبد الله بن عباس: لمَ كنّى رسول الله(صلى الله عليه وآله) عليّاً أبا تراب؟
قال: لأنّه صاحب الأرض، وحجّة الله على أهلها بعده، وبه بقاؤها، وإليه سكونها، وقد سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: «إذا كان يوم القيامة، ورأى الكافر ما أعدّ الله تبارك وتعالى لشيعة عليّ من الثواب والزلفى والكرامة، يقول: يا ليتني كنت ترابيّاً ـ أي يا ليتني كنت من شيعة عليّ ـ وذلك قول الله عزّ وجل: ﴿ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً﴾(۱).
وقال العلّامة المجلسي(قدس سره): «يمكن أن يكون ذكر الآية لبيان وجه آخر لتسميته(عليه السلام) بأبي تراب؛ لأنّ شيعته لكثرة تذلّلهم له وانقيادهم لأوامره سمّوا تراباً، كما في الآية الكريمة، ولكونه(عليه السلام) صاحبهم وقائدهم، ومالك أُمورهم سُمّي أبا تراب… أو لأنّه وصف به على جهة المدح لا على ما يزعمه النواصب لعنهم الله حيث كانوا يصفونه(عليه السلام) به استخفافاً، فالمراد في الآية: يا ليتني كنت أبا ترابياً»(۲).
____________________
۱ـ علل الشرائع ۱ /۱۵۶.
۲ـ بحار الأنوار ۳۵ /۵۱.
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة