هي أوّل بيعة أخذها رسول الله(صلى الله عليه وآله) من المسلمين الأنصار، الذين أسلموا في المدينة المنوّرة، وهم يزيدون على العشرة، وكانت بيعتهم بمنى على الإسلام.
وقد أخبر عنها عبادة بن الصامت فقال: «بايعنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) بيعة النساء، وذلك قبل أن يفترض علينا الحرب، على أن لا نشرك بالله شيئاً، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف».
وبيعة العقبة الثانية:
حصلت في موسم حجّ السنّة الثلاثة عشرة من البعثة، وذلك أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) خرج إلى الموسم، فلقيه جماعة من الأنصار، فواعدوه العقبة من أوسط أيّام التشريق.
قال كعب بن مالك: «اجتمعنا في الشعب عند العقبة، ونحن سبعون رجلاً، ومعهم امرأتان من نسائهم… فبايعنا وجعل علينا اثنا عشر نقيباً منّا تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس، ثمّ أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) أصحابه بالخروج إلى المدينة، فخرجوا إرسالاً، وأقام هو بمكّة ينتظر أن يُؤذن له»(۱).
وكانت مبايعتهم له(صلى الله عليه وآله) على أن يمنعوه وأهله ممّا يمنعون منه أنفسهم وأهليهم وأولادهم، وأن يؤوهم وينصروهم، وعلى السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يقولوا في الله، ولا يخافوا لومة لائم.
_________________
۱ـ بحار الأنوار ۱۹ /۲۴.
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة