عندي استفسار: هناك بعض الشيعة ممّن يدخلون المشاهد التي يدخلها الملايين من البشر، ومع ذلك فهناك بعض كأنّه يعبد القبر عبادة عمياء، لا يدري أنّه بشر مثلنا، وهو يقول مثلاً: اشفع لنا يوم القيامة، ألا تعتبر أنّ هذا شرك بالله، والله هو الوحيد الذي يغفر ذنوب الأنس والجنّ، ولكن أنا أدعو الناس إلى زيارة القبور، لأنّها توعّي الإنسان، ولكن لا أن توصل إلى عبادة القبر، أرجو التوضيح.
الجواب:
لا يوجد ولا شيعي واحد يعبد القبور، وإنّما هو زيارة وتبرّك وعبادة لله تعالى في أماكن يستجاب فيها الدعاء، لأنّها أماكن تضمّ قبور الأنبياء والأئمّة والصالحين، وإن كان مرادك أنّ مطلق التبرّك هو عبادة للقبر، فنجيبك بما يلي:
أنّه لم نجد قولاً بالحرمة لأحد من أعلام المذاهب الأربعة، ممّن لهم ولآرائهم قيمة في المجتمع، وإنّما القائل بالنهي عنه من أُولئك يراه تنزيهاً لا تحريماً، ويقول بالكراهة، مستنداً إلى زعم أنّ الدنوّ من القبر الشريف يخالف حسن الأدب، ويحسب أنّ البعد منه أليق به، وليس من شأن الفقيه أن يفتي في دين الله بمثل هذه الاعتبارات، التي لا تُبنى على أساس، وتختلف باختلاف الأنظار والآراء.
نعم، هناك أُناس شذّت عن شرعة الحقّ وحكموا بالحرمة، قولاً بلا دليل، وتحكّماً بلا برهان، ورأياً بلا بيّنة، وهم معروفون في الملأ بالشذوذ، لا يُعبأ بهم وبآرائهم.
وأمّا بالنسبة إلى طلب الحوائج منهم(عليهم السلام)، فإنّما هي في الحقيقة أنّ الشيعة تطلب الحوائج من الله تعالى ليقضيها لهم بحقّ صاحب القبر ومنزلته من الله، أو طلب الحاجة من صاحب القبر ليطلبها هو من الله تعالى، فإنّ عقيدتنا أنّ النبيّ والأئمّة كما كانوا يدعون لشيعتهم في حياتهم ويحيطون بهم علماً، فكذلك بعد وفاتهم.
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة