لماذا لم ينه الإمام عليّ(عليه السلام) عن صلاة التراويح على الرغم من أنّه(عليه السلام) لم تأخذه بالحقّ لومة لائم؟ وكان أوّل فعله عند استلامه للخلافة أن عزل الولاة الظالمين، ومنهم الملعون معاوية بن أبي سفيان، فلِمَ لم ينه عن هذه الصلاة؟
الجواب:
لمّا ولي الإمام عليّ(عليه السلام) أُمور المسلمين، وجد صعوبة كبيرة في إرجاع الناس إلى السنّة النبوية الشريفة، وحظيرة القرآن الكريم، وحاول جهده أن يزيل البدع التي أُدخلت في الدين، ومنها صلاة التراويح، ولكن بعضهم صاح: وا عمراه.
روى ذلك ابن أبي الحديد في شرح النهج، حيث قال: «وقد روي أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) لمّا اجتمعوا إليه بالكوفة، فسألوه أن ينصب لهم إماماً يُصلّي بهم نافلة شهر رمضان، زجرهم وعرّفهم أنّ ذلك خلاف السنّة فتركوه، واجتمعوا لأنفسهم وقدّموا بعضهم، فبعث إليهم ابنه الحسن(عليه السلام)، فدخل عليهم المسجد ومعه الدرّة، فلمّا رأوه تبادروا الأبواب، وصاحوا: واعمراه»(۱).
وقال الإمام عليّ(عليه السلام): «قد عملت الولاة قبلي أعمالاً خالفوا فيها رسول الله(صلى الله عليه وآله) متعمّدين لخلافه، ناقضين لعهده، مغيّرين لسنّته، ولو حملت الناس على تركها… إذاً لتفرّقوا عنّي، والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلّا في فريضة، وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة، فتنادى بعض أهل عسكري ممّن يقاتل معي: يا أهل الإسلام غُيّرت سنّة عمر! ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوّعاً، ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري…»(۲).
____________________
۱ـ شرح نهج البلاغة ۱۲ /۲۸۳.
۲ـ الكافي ۸ /۵۹.
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة