في متابعتي لحياة السيّدة الزهراء(عليها السلام)، عثرت على قولها: «خير للمرأة أن لا ترى رجلاً، ولا يراها رجل» في حين أنّها(عليها السلام) قد ذهبت مع ثلّة من نساء بني هاشم إلى مسجد الرسول(صلى الله عليه وآله) لمطالبة أبي بكر بفدك، وهو جالس مع جماعة من المهاجرين والأنصار، وألقت خطبتها الشهيرة، ونحن نعلم أنّ صوت المرأة عورة، أليس هناك تناقض في ذلك؟ مع شكري الجزيل.
الجواب:
قول الزهراء(عليها السلام) فيما هو الخير للمرأة: «أن لا ترى رجلاً، ولا يراها رجل»(۱) هو بمعنى الأفضل والأحسن للمرأة أن لا ترى رجلاً، ولا يراها رجل، وذلك في الأوقات والحالات الطبيعية العادية، وأمّا في الأوقات والحالات الضرورية، التي تتطلّبها مقتضيات الحياة فلا، كخروجها لصلة أرحامها، أو ذهابها إلى الطبيب لمعالجتها، وغير ذلك.
بل قد يتوجّب عليها الخروج بسبب الحفاظ على الدين وضرورياته، ولا ضرورة أوجب من الدفاع عن الإمامة، وعن مظلومية إمام اغتُصب حقّه، كما فعلته الزهراء(عليها السلام)؛ وذلك لتبيين الحقائق للأُمّة الإسلامية، وعليه فلا تناقض في ذلك.
___________________
۱ـ مناقب آل أبي طالب ۳ /۱۱۹.
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة