ما تفسير قوله تعالى : ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) الحجر ۹۹ .
الجواب:
إن المراد باليقين في الآية القرآنية هو الموت – حلول الأجل – الذي به يتبدَّل الغيب إلى شهادة ويتبدل الخبر إلى عيان ، فنحن ما دُمْنا في هذه الحياة يوجد لدينا حاجب عن عالم الآخرة .
أما إذا زالت الحياة وجاء الموت فيحصل لنا اليقين ، ونعاين ما كان مستوراً عنا في هذه الحياة ، وهذا هو ما عُبِّر عنه بـ( اليقين ) ، وهو – اليقين – يحصل بالموت .
وبما أن الموت طالبٌ لنا فاليقين الذي يحصل به طالب لنا أيضاً ، ولا بُدَّ أن نصل إلى الموت ، فنصل إلى اليقين بواسطته .
وحينئذٍ نتيقن بما أُخبِرنا به بواسطة القرآن والسُـنَّة ، وحينئذٍ لا ينفع الندم ولا تنفع التوبة .
فعالم الآخرة هو عالم اليقين ، وهذا اليقين يحصل بالموت .
وعلى هذا يظهر فساد ما قيل من أن الآية تدلُّ على ارتفاع التكليف بحصول اليقين .
وذلك لأن المخاطب هو النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد دلَّت آيات كثيرة من كتاب الله أن النبيَّ ( صلى الله عليه وآله ) من الموقنين ، وأنه على بصيرة وبَيِّـنة من ربِّه ، وأنه معصوم ، وأنه مَهدي بهداية الله سبحانه .
فبهذا يحصل لنا القطع بأن المراد باليقين الذي يحصل للنبي ( صلى الله عليه وآله ) هو الموت والوصول إلى عالم الآخرة ، وهو عالم اليقين .
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة